فيديو وصور| “عم إبراهيم” حكاية 35 عاما في صناعة فوانيس رمضان بالفيوم
على بعد أمتار من مسجد الروبي الذي يحمل اسم الشارع أيضا، يقع دكان صغير لا تتعدى مساحته بضعة أمتار، يجلس فيه العم إبراهيم، صانع الفوانيس.
هذا الرجل الستيني قرر أن ينعزل عما ما يدور حوله، ويهيم في عالم الإبداع من وحي خياله البارع، منكبا على عمله الذي يفترش فيه الأرض، وإلى جواره ولده “أحمد” الذي يأخذ بيده ويساعده في الدكان الصغير الذي يحتضن عبق جدرانه القديمة، من أجل صناعة فوانيس رمضان رمز البهجة.
35 عاما في صناعة الفوانيس
يقول إبراهيم حسين، وهو يمسك بيده قطعة من المعدن يشكل فيها لتكون جزء من فانوس وأمامه شعلة من النار وبعض من مادة القصدير والصفيح وأدوات بسيطة وقطع زجاجية، “أعمل في هذه المهنة منذ 35 سنة، في هذا الدكان الصغير فأنا من سكان شارع الروبي تلك المنطقة العريقة، ويتنهد قائلا هذا الشارع كان فيه العشرات من ورش السمكرة وورش تصنيع الألمونيوم مثل غلايات الشاي وكنك القهوة وغيرها من أدوات وأواني تقديم وتحضير المشروبات، ولكن انتهى كل هذا الآن ولا يوجد هنا ورشة لعمل الفوانيس سوى هذه الورشة”.
يجلس بجوار عم إبراهيم ولده “أحمد” الذي يبلغ من العمر 15 عامًا منهمكا في تركيب قطع من الزجاج الملون، ووضع إطار من المعدن أو الصفيح حولها وأمامه هو الآخر شعلة من النار، لا يتحدث كثيرًا ولكنه يركز في عمله جيدًا، يشير إليه والده ويقول “أحمد” من يساعدني في الصناعة فقد تعلمها منذ الصغر هو ولد على أربعة بنات، وسيرث المهنة من بعدي.
عودة الفانوس القديم مرة أخرى
يشير عم إبراهيم، إلى فانوس كبير فضي اللون به زجاج ملون باللونين الأحمر والأزرق، ويقول: عاد الفانوس مرة أخرى بعد أن كان هناك ركود في حركة البيع في السنوات الماضية بسبب الفوانيس الصيني، الآن وبعد قرار منع استيراد الفانوس الصيني بدأ الاهتمام يعود إلى الفانوس المصنوع من الخشب الأركيت والفانوس المصنوع من الزجاج والصفيح.
ويضيف، عدنا لتصنيع الفوانيس الصغيرة التي تحتوى على باب لوضع الشمعة والفوانيس الكبيرة التي تعلق في الشوارع والبلكونات والمنازل، وتتعدد أسماء الفوانيس التي نقوم بتصنيعها، فهناك الفانوس الصغير وله أسماء مثل:”فطوطة، وعبدالعزيز، وأبو دلاية، وأبو باب شرف، شقة البطيخ“، أما الفوانيس الكبيرة فهناك أسماء مثل: “البرج، الفراشة، المحجبة أو النجمية، أبو الولاد”، وجميع هذه الأسماء تجارية، فأنا أبيع بالجملة وهذا يسهل عملية البيع حيث يأتي التاجر ليطلب كمية محددة من اسم أو نوع الفانوس.
نعمل طول السنة ولا نتوقف
تظهر على عم إبراهيم علامات التعب والإرهاق، واعتذر لأنه لم ينم هذه الفترة قبيل رمضان بصورة جيدة لضغط العمل في الموسم، ولعدم وجود صنايعية في الفيوم يمكنه الاستعانة بهم.
ويضيف، “مافيش صنايعية في الفيوم”، وعندما احتاج لمن يساعدني اتجه إلى القاهرة ولكن الصنايعي يكلفني كثيرًا في اليوم، لذا أبذل مجهود إضافي حتى استطيع الوفاء بالتزاماتي، فنحن لا نأخذ إجازة بل نعمل في الفوانيس حتى الأسبوع الأول من رمضان، ثم نبدأ في صناعة الأدوات التي تستخدم في عمل البسكويت والكعك الخاص بالعيد مثل أقماع البسكويت، ومناقيش الكعك، وغيرها، من القطع التي تستخدم في تحضير مخبوزات العيد، وبعد العيد مباشرة نبدأ مرة أخرى في صناعة الفوانيس استعدادا للعام القادم، لأن صناعة الفانوس تستغرق وقت ونحن نقوم بأخذ عرابين من التجار لبدء شغل جديد للعام الجديد.
تعليق واحد