صور| عبد المجيد وحسني يعيدان ذكريات الإسكندرية “الكوزموبوليتانية” بالأوبرا
نظم صالون أوبرا الإسكندرية الثقافي مساء أمس الأربعاء، أمسية ثقافية تحت عنوان “الإسكندرية ذاكرة الفنون والآداب”، وكان في ضيافة الصالون الروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد، والفنان الدكتور محمد حسني، وذلك تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافه، والدكتور مجدي صابر رئيس دار الأوبرا المصرية، وإشراف الفنان أمين الصيرفي، مدير الصالون الثقافي بدار الأوبرا، فيما تدير الصالون الباحثة أميرة مجاهد.
في افتتاحية الصالون ووسط حضور كبير من المثقفيين والجمهور ألقت الباحثة أميرة مجاهد، مدير الصالون، كلمات شعرية في حب الإسكندرية، أوضحت أن من نظمها هو الدكتور محمد مخيمر، والتي كان مطلعها “يااسكندريتنا يا بنت حتتنا.. الحب موتنا والعشق أحينا.. الفرح سكتنا يا قلبي آه يانا”.
ثم بعد ذلك قدمت أميرة الروائي إبراهيم عبد المجيد، ابن مدينة الإسكندرية وضيف الصالون، والذي استعرضت خلال كلمتها مسيرته الإبداعية، التي وصفته أنه مبدع من العيار الثقيل، والذي حصل على ليسانس الفلسفة من كلية الآداب جامعة الإسكندرية عام 1973م، وفي نفس العام سافر إلى القاهرة ليعمل في وزارة الثقافة.
وتولى خلالها العديد من المناصب الثقافية، كان آخرها رئيس تحرير سلسلة كتاباته الجديدة، ومن أهم روائعه “المسافات”، “الصياد واليمام”، “ليلة عشق والدم”، “بيت الياسمين”، “لا أحد ينام في الإسكندرية”، “طيور العنبر”، “برج العذراء”.
حصل عبد المجيد على العديد من الجوائز الهامة، منها جائزة نجيب محفوظ للرواية من الجامعة الأمريكية في القاهرة، وجائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب عن رواية “لا أحد ينام في الإسكندرية”
بعد ترحيب الجمهور بالروائي إبراهيم عبد المجيد، قدمت الباحثة أميرة الفنان الدكتور محمد حسني ضيف الصالون “هو مدرب فريق كورال أطفال أوبرا الإسكندرية ومؤسس فريق إنسان الغنائي المعاصر وفرقة ابن البلد للغناء الفلكوري والتراثي والذي يعبر فيه عن الفلكلور المصري برؤية مختلفة”.
قام حسني بالعديد من المؤلفات الموسيقية، وضع العديد من الموسيقى التصويرية للمسرح المصري والعالمي، وله الكثير من الأعمال الغنائية الدرامية.
بعد ذلك بدأ الروائي إبراهيم عبد المجيد الحديث عن عشقة لمدينة الإسكندرية مسقط رأسه وأهميتها الكبيرة، خلال العصر اليوناني والروماني، وكيف كان يقدر الإسكندر هذه المدينة التي أصبحت مكانًا لإدارة الحكم في مصر خلال العصرين اليوناني والروماني، وعند دخول الفتح العربي مصر والإسكندرية كان تعداد سكانها 500 ألف حر غير العبيد في ذلك الوقت.
واستعرض بعد ذلك ذكرياته في مدينة الإسكندرية، وكيف كانت في أوائل ومنتصف القرن الماضي مدينة “كوزموبوليتان”، وتعني متعددة الجنسيات والثقافات والديانات، وعبر عن حزنه عندما يسير في الإسكندرية ويرى بعض المعالم التراثية التي كانت تعبر عن شكل هذه المدينة متعددة الثقافات وقد اختفت.
كما أوضح نقطة وصفها بأنها آفة يجب التخلص منها هي “فكرة المركزية”، فكل من يريد أن يكون محط الاهتمام والأضواء، أصبح يذهب إلى العاصمة وهذا يضر من فكرة النمو الثقافي في كل مدينة لها تاريخها وتراثها المميز، ولذلك تمنى عبد المجيد أن تنتهي هذه االآفة كما وصفها.
وعن أعماله الروائية القادمة، أعلن عبد المجيد أنه انتهى من رواية جديدة بها، كما وصفها “شوية جنان” جو من الفانتازيا عن فتاة تكره الرجال ورجل يكره السيدات، وعندما يلتقيان تنشأ بينهم قصة حب، لكن تحدث أمور للبطل تدخل في شكل من الفناتازيا، وأراد بعد ذلك انتظار صدور الرواية لمعرفة التفاصيل، لأنه لا يحب أن يتحدث كثيرًا عن أعماله الجديدة إلا بعد نشرها.
بعد ذلك تحدث الدكتور محمد حسني عن أهمية التراث الموسيقي السكندري، فبدأ حديثه قائلًا إنه قبل الإغريق لم يكن هناك فكرة التدوين الموسيقي، لذلك لم نعرف في العصور القديمة أي من أشكال التدوين الموسيقي، حتى جاء فيثاغورث وهو يوناني ودون الموسيقى واستنتج المسافات الموسيقية.
وأوضح حسني أنه من خلال التدوينات اكتشف أن هناك سلالم ومقامات موسيقية التي نستخدمها حتى اليوم ترجع للعصر الفرعوني، كما أن هناك ترنيمة قبطية تعزف في كنائس مصر هي لحن أصله فرعوني.
وعن الفن والموسيقى في مدينة الإسكندرية، وفكرة أنها كانت مدينة متعددة الثقافات تحدث عن فنان الشعب سيد درويش ابن مدينة الإسكندرية، وعلى يده تطور المسرح الغنائي في مصر وكانت ألحان بها امتزاج ثقافي مسيقي بين اللحن التركي والسوداني والنوبي والأرميني والعثماني.
وتحدث عن تجربة قاموا بها منذ عشرة سنوات في منطقة كوم الدكة، مسقط رأس سيد درويش، وهناك قمنا بمشروع تجميع موسيقى شعبية من المكان نفسه ونقارن مدى تأثر هؤلاء المطربين الشعبين بموسيقى وأسلوب سيد درويش.
وأشار إلى أن الألحان المختلفة صعيدية أو نوبية وغيرها عندما تأتي إلى الإسكندرية تأخذ “طابع وصبغة إسكندراني”، وضرب مثلًا بالفنانة الشعبية السكندرية بدرية السيد، التي كانت تغني الفلاحي بصبغة إسكندراني على حد تعبيره.
ثم قدم محمد حسني فقرة موسيقية وغنائية من الفلكلور السكندري، أوضح فيها الفكرة التي أشار إليها فقدم أغنية للشيخ أمين قام بغنائها الفنان كريم الأحمر، ثم قدمت نهى مجدي، أحد أعضاء فرقة ابن البلد، أغنية من أغنيات الفنانة بدرية السيد “طلعت فوق السطوح”.
وخلال اللقاء قام الفنان التشكيلي الدكتور خالد هنو، باستعراض مجموعة من إبداعاته ولوحات الفنان التشكيلي تحت عنوان «سكندريات هنو» والتي صور بها معالم مميزة للمدينة الإسكندرية من بينها “الترام الصفراء”، حيث استنكر عدم الحفاظ على هذا اللون، لأنه يعد تراث مميز للإسكندرية، وأيضًا لوحة للصيادين والمراكب وبحر الإسكندرية والمناظر الخلابة من نافذة على البحر، وآخر أعماله صوره للفنان الشعب سيد درويش، والتي أعلن أنه سيهديها إلى دار أوبرا الإسكندرية.
وقرب ختام الأمسية قدمت أميرة مجاهد، بعض النماذج الشبابية المبدعة من المهتمين بالتراث السكندري من طلاب “مركز تعليم اللغة العربية للأجانب”، والذين عبروا عن مدى حبهم للإسكندرية وتعلم اللغة العربية، لدرجة أنهم أطلقوا أسامي عربية على أنفسهم.
بعض ذلك تم عرض نتاج معرض “الإسكندرية في عيون أطفالنا”، المقدم تحت رعاية كلية رياض الأطفال برئاسة الأستاذ الدكتور هدى بشير التي أوضحت ما يعرض من أعمال على الشاشة داخل الصالون.
2 تعليقات