صور| عادات الأرثوذكس والكاثوليك قبل عيد القيامة بكنائس الإسكندرية
اشتهرت المناسبات الدينية والأعياد بالعديد من الطقوس التي يتم تأديتها قبلها، لاسيما تختلف من محافظة لأخرى ومن مكان لآخر، منها طقوس تعود للحضارة الفرعونية أو الحضارات الأخرى التي مرت على مصر وأثرت وتأثرت بها، إلا أنه لكل من الطائفتين الأرثوذكسية والكاثوليكية طقوسا خاصة في الاحتفالات والمراسم الدينية التي تسبق عيد القيامة المجيد.
سعف النخيل و”أحد الشعانين”
بدأ أسبوع الالآم بعد انتهار الاحتفال بأحد الشعانين، والذي ارتبط بسعف النخيل والأعمال اليدوية المختلفة التي تشكل بهذا السعف أبرزها القلوب والصلبان.
ويذكر أنه الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد القيامة المجيد، ويسمى الأسبوع الذي يبدأ به بأسبوع الآلام، وهو يوم ذكرى دخول يسوع إلى مدينة القدس “أورشليم”، ويسمّى هذا اليوم أيضًا بأحد السعف أو الزيتونة، لأن أهالي المدينة استقبلوه بالسعف والزيتون المزيّن وفارشا ثيابه وأغصان الأشجار والنخيل تحته، لذلك يعاد استخدام السعف والزينة في أغلب الكنائس للاحتفال بهذا اليوم، وترمز أغصان النخيل أو السعف إلى النصر أي أنهم استقبلوا يسوع كمنتصر.
كما أنه لمدينة الإسكندرية طابعا خاصا في ذلك، لأنها كانت في القرن الماضي مدينة “كوزموبولتية” وتعني أنها تجمع مختلف الجنسيات ولذلك يوجد بها كنائس لمختلف الطوائف الدينية المسيحية، ومعبد يهودي، ومساجد متعددة لأولياء المسلمين العرب الذين عاشوا فيها، كما ارتبطت نشأتها في الماضي بالحضارة الرومانية واليونانية، مما كان لذلك أثر على بعض العادات والتقاليد التي اكتسبها سكان المدينة.
يقول أبانوب بشارة، خادم في كنيسة القديسين بالإسكندرية، إنه بالنسبة للطقوس الكنيسة للطائفة الأرثوذكسية قبل عيد القيامة تبدأ المراسم الدينية من يوم الجمعة الماضي والتي تسمى “جمعة ختام الصوم” وفيها نقوم بختم الصوم الكبير، لنبدأ صوم أسبوع الآلام.
وتابع: في يوم الجمعة العظيمة يكون بها قداس كبير ويبدأ بصلاة “زيت”، ترش فيها الكنيسة كلها بالزيت كنوع من أنواع البركة ثم يأتي أحد السعف وهو رمز استقبال السيد المسيح عند دخوله “أورشليم”، وفي هذا اليوم يغطى حجاب الهيكل والأعمدة داخل الكنيسة باللون الأسود، وأيضا في هذا اليوم نقوم بدورة كاملة طوافا في الكنيسة كلها.
واستكمل، بعد هذا اليوم تبدأ رحلة أسبوع الآلام الذي نقرأ فيه الأحداث التي حدثت للسيد المسيح، ويوم الأحد تكون في صلوات بالكنيسة تسمى “البصخة” وتعني العبور وتستمر حتى يوم الجمعة العظيمة وهي صلاوات صباحية ومسائية، وفي خميس العهد يكون هو “تأسيس سر التناول” وطقوسنا في هذا اليوم تبدأ من 6 صباحا، نقوم بدورة في الكنيسة تسمى “دورة يهوذا” فيها نتذكر خيانة يهوذا للسيدة المسيح، ثم نقوم بعد ذلك بصلاة “اللقان” وفيها نصلي على المياه ونباركها ونظل نتبارك بهذه المياه على مدار السنة.
وفي المساء تأتي صلاة “البصخة”، ولكن تقتصر على بعض الصلوات وفي الجمعة العظيمة والتي توافق ذكرى صلب السيد المسيح نبدأ فيها الصلاة من 7 صباحا حتى 5 مساء، بعد ذلك تكون هناك زفة تسمى “أيقونة الصلوات” وهذه أيقونة طقسية مرسوم فيها صورة يسوع وهو مصلوب ونقوم بطواف في الكنيسة كلها ندخل بعد ذلك إلى المذبح، ونحضر خلالها ورد وعطور ونقوم بدفن صور الصلبات الصغيره ثم نذهب إلى منازلنا.
يعقب ذلك سهرة داخل الكنيسة تسمى “أبوغلمسيس” وفيها تقوم الكنيسة بنزع الأغطية السوداء من على جدران والهيكل داخل الكنيسة استعدادا لقيامة السيد المسيح، وتبدأ دورة من الشمع في الكنيسة والصلاة والقراءة من الكتاب المقدس وطول السهرة تتم قراءة “صفر الرؤية”، والذي كتبه القديس يوحنا أحد تلامذة السيد المسيح.
ونعود للصلاة في اليوم التالي ويكون هناك قداس ليلة عيد القيامة، وبعد القداس تكون هناك تمثيلية القيامة نتذكر فيها قيامة السيد المسيح وبعد ذلك نختتم الليلة بالقداس.
عادات وطقوس في كنائس الطائفة الكاثوليكية
يقول الأب مخلص المصري، راعي كنيسة سانت كاترين التراثية الكاثوليكية بالمنشية عن طقوس طائفته، إنه بعد الصوم الكبير نعيش أسبوع الآلام الذي نبدأه بيوم أحد الشعانين والمعروف باحتفالاته المهيبة وحمل أغصان الزيتون والسعف وهي عادات مسيحية متوارثة والتي ترمز إلى “السلام”، وفي هذه الاحتفالات نصلي ونطلب السلام لمجتمعنا، وأيضا جوهر هذا الاحتفال هو المحبة، ويميز هذا الاحتفال روح الخدمة التي علمها السيد المسيح لتلاميذه.
أما نديم قنواتي، مسؤول العلاقات العامة في كنيسة سانت كاترين الكاثوليكية التاريخية بمنطقة المنشية، ذكر أنه من أهم المظاهر والطقوس الدينية المميزة في نهاية أسبوع الآلام هو قداس يوم “خميس العهد” الذي يبدأ الساعه 7 وينتهي في 8 مساء نفس اليوم، ولدينا بعده تقليد هو أن نقوم فيه بزيارة سبع كنائس وهي إشارة للمحطات التي مر بها المسيح.
يتابع قنواتي، أنه في جمعة الآلام يقام قداس في الساعة 5:30 مساءا حتى 7:30 مساءا، وخلاله نقوم بتقليد يعرف بـ”طريق الصليب” أو “ضرب الصليب” وفيه نقوم بالصلاة وحمل الصليب والطواف به داخل الكنيسة، ونحاول الحفاظ على تقاليدنا فكل عام نقوم ببناء قبر مماثل لقبر المسيح ونقوم بإنزال تمثال المسيح ونسير في جنازة ونقوم بدفنه في القبر ونغلق الحجر، ويوم السبت نقوم برفع الحجر رمزا لقيامة السيد المسيح، ويوم السبت يبدأ القداس في العاشرة مساءا في ليلة عيد القيامة المجيد.
ويشير مسؤول العلاقات العامة في كنيسة سانت كاترين الكاثوليكية، إلى أنه من بين الأكلات المرتبطة بعيد القيامة ورأس السنة مخبوز “البنايوتي”، وهو عبارة ما يشبه الخبز وبه “بيض” ويؤكل في عيد شم النسيم.
اقرأ أيضا