صور| “صليب وقلب” في احتفالات “حد السعف” بأسيوط
تصوير: أحمد دريم
“الصليب والقلب” كانا أكثر ما يقبل على شراءه الناس في احتفالات أحد الشعانين التي تأتي في الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير قبل عيد الفصح أو عيد القيامة في أسبوع الآلالم، وهو ذكرى دخول يسوع إلى مدينة القدس.
وفي الشوارع المحيطة بالكنائس في أسيوط، حرص بائعو سعف النخيل على التواجد منذ الصباح الباكر، إذ يتفننون في صنع الأشكال الجميلة باستخدام السعف منها القلب، والصليب، والضفائر المتناسقة والممزوجة بحب العمل اليدوي.
صليب وقلب
منذ 20 عامًا، ويأتي طلعت زاخر حكيم، من مركز أبنوب إلي مدينة أسيوط، في هذا اليوم للعمل في هذه المهنة التي يقول إنه تعلمها منذ نعومة أظافره وهي تشكيل “القلوب والصليب” من جريد النخيل لبيعها للأقباط للمساهمة في رسم البهجة علي وجوههم وبيعها بأسعار تبدء من 5 إلى 10 جنيهات للشكل الواحد.
ويضيف هابيل محروص، أحد الباعة، أن حد السعف هو أحد الشعانين ويوافق ذكرى دخول السيد المسيح أورشليم، واستقبله بالسعف ونقوم بشراء السعف من أصحاب أشجار النخيل بعد ضفرها وتشكيلها في مجسمات قبطية وهو يوم واحد فقط في العام.
موكب المسيح
ذكر كتاب “أحد الشعانين” للبابا شنودة الثالث، أن كلمة شعانين استخدمها البشيرون في الأناجيل، وهي الكلمة التي كانت تصرخ بها الجموع في خروجهم لاستقبال موكب المسيح وهو في الطريق إلى أورشليم، ويسمى أيضًا بأحد السعف وعيد الزيتونة، لأن الجموع التي لاقته كانت تحمل سعف النخل وغصون الزيتون المزينة.
طقوس الاحتفالات
كما ذكر الكتاب أن من طقوس هذا اليوم أن تقرأ فصول الأناجيل الأربعة في زوايا الكنيسة الأربعة وأرجائها في رفع بخور باكر وهى بهذا العمل تعلن انتشار الأناجيل في أرجاء المسكونة، ومن طقس الصلاة في هذا العيد أن تسوده نغمة الفرح فتردد الألحان بطريقة الشعانين المعروفة وهى التي تستخدم في هذا اليوم وعيد الصليب، وهى بذلك تبتهج بهذا العيد كقول زكريا النبي.
المصريون القدماء
كما جاء في كتاب “الثروة النباتية عند القدماء المصريين” للمؤلف وليم نظير، أن المسيحيين اعتادوا أن يحملوا سعف النخيل المضفور في عيد”أحد الزعف” وهي ذكرى دخول السيد المسيح مدينة أورشليم ظافرا، وقد استقبلته الشعب حاملين سعف النخيل مع أغصان الزيتون ويرجع السبب في اختيار السعف إلي خضرته والخضرة ترمز للحياة المتجددة، أو لأنه قد أخذ من قلب الشجرة والكتاب المقدس يقول “يا ابني اعطني قلبك”، وقد عثر على باقات من سعف النخيل المضفور في قبور العساسيف بطيبة.
الهوامش
كتاب “أحد الشعانين” للبابا شنودة الثالث، وكتاب “الثروة النباتية عند القدماء المصريين”، للمؤلف وليم نظير، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للنشر والتأليف في عام 1970.
2 تعليقات