صور| حكاية “سانت كاترين” كنيسة القرون الأولى في الإسكندرية
تصوير: نيفين سراج
في منطقة المنشية الصغرى بالإسكندرية وأمام خط الترام الأصفر الذي تجد لوحة إرشادية مدون عليها “خط محرم بك-سانت كاترين”، لترفع رأسك وتجد السور الخارجي لكنيسة “سانت كاترين” الكاثوليكية التراثية، التي يعود تاريخ إنشاءها إلى بدايات القرون الميلادية وأعيد تطويرها في منتصف القرن الـ19 لتحمل اسم القديسة السكندرية سانت كاترين.
عند الإقتراب من بوابتها الحديدية الكبيرة والدخول منها، تجد نفسك في طريق على جوانبه الأشجار الخضراء وبنهايتها ساحة واسعة تهب عليها نسائم هواء هذه الأشجار وصليب معدني يتوسط الساحة، وهنا تجد نفسك أمام مبنى الكنيسة الكبير المليء بالتفاصيل الممتد بأعمدته المزخرفة وتماثيل للقديسين الذين عاشوا وكان لهم تأثيرهم.
القديسة كاترين سكندرية الأصل
يوضح الأب مخلص المصري، راعي كنيسة سانت كاترين التراثية بالمنشية، أن كنيسة سانت كاترين ترجع إلى القديسة كاترين التي ولدت في مدينة الإسكندرية، وترجع أصولها ونشأتها إلى القرن الرابع، حيث كان هناك انتشار للمسيحية في القرون الأولى واستشهدت على يد الأباطرة الوثنيين في ذلك الوقت.
ويضيف المصري، برغم من شهرة جبل سانت كاترين في شرم الشيخ، لكن أصول سانت كاترين وحياتها ونشأتها كانت في الإسكندرية، ولذلك نتمنى أن تجد القديسة سانت كاترين اهتماما في المدينة التي نشأت وعاشت فيها.
تاريخ الكنيسة ونشأتها
عن تشييد الكنيسة وتاريخها يشير المصري بيده قائلا: “المكان هنا يرجع تأسيسة إلى الرهبان الفرنسسكان في القرن 13، عندما أرسلت ملكة نابولي أربعة من الرهبان وكان ذلك بغرض مساعدة الجاليات الأجنبية والأوروبية المتواجدة في الإسكندرية، لأنه كان مكان مهم جغرافيا وتجاريا وملاحيا، وهدف وجود الرهبان هنا للمساعدة الروحية للجاليات الأجنبية”.
وتابع: بعد ذلك تم التفكير للبناء كنيسة أو معبد على أرض الإسكندرية وشيدت على اسم القديسة “سانت كاترين”، وتم تشييد الكنيسة عام 1845م وتم الانتهاء منها عام 1847م، وإسكندرية بالنسبة للكنيسة هامة جدا لأن آباء الكنيسة الأولين منها.
كما أن نشأة الحياة الرهبانية بدأت في مصر تحديدا مع القديس أنطونيوس الكبير لذلك كان في مدارس دينية وفلسفية مهمة في الإسكندرية، وأيضا كان في مدافعين عن الإيمان مثل الأب إثانوسيوس الكبير والقديس كرلوس السكندري، وهناك العديد من الآباء السكندريين الذين يذكرونا بتاريخ ونشأة الكنيسة الأولى.
فيما يوضح نديم قنواتي، مسؤول العلاقات العامة في كنسية سانت كاترين، أنه بعد تشييدها حدث عليها تطويرات على يد المهندس الإيطالي “ماريو أفينا” شملت الواجهة وبعض الأبراج داخل الكنيسة، والكنيسة شيدها الإيطاليين على الطراز الباروك.
وعن أهم العلامات التاريخية والمزارات والشخصيات التي زارت الكنيسة يوضح قنواتي، أول ماتجده عند دخولك الكنسية مزار سانتا سابينا هي قديسة رومانية التي ترجع إلى نهاية القرن الـ3 وبداية القرن الـ4، ويوجد جثمانها لم يتحلل مغطى بطبقة من الشمع لحمايته من عوامل الطقس، وكانت هذه طريقة حفظ الجثامين في ذلك الوقت.
يذكر مسؤول العلاقات العامة، أن ملك إيطاليا “فيكتور عمانويل” كان مدفونا في الكنيسة حتى 2017م يعني حوالي 72 سنة منذ أن تم نفيه في الإسكندرية وعاش ودفن في الكنيسة في ظهر الهيكل الأساسي، حتى جاءت أسرته وطلبت نقل رفاته ليدفن في بلده إيطاليا لكن الشاهد الذي كتب اسمه عليه لازال موجود بالكنيسة، وقد أطلق اسم هذا الملك على ميدان في منطقة سموحة.
من أهم الشخصيات العامة التي زارت الكنسية، جميع السلك القنصلي في القاهرة والإسكندرية، ونائب رئيس وزراء المجر، ورئيس ألمانيا، ورؤساء إيطاليا، والملك فؤاد.
وداخل الكنيسة يوجد العديد من الهياكل من بينها هيكل يمثل صلب السيد المسيح، ويتم استخدامه في أسبوع الآلام، وهيكل القديس أنطونيوس البداواني، وهيكل للسيدة العذراء، هيكل القلب المقدس، هيكل القديس يوسف، هيكل القديسة ريتا بكاشيا شفيعة المعجزات المستحيلة، وجورن المعمودية لتعميد الأطفال عند الميلاد.