صور| حتحور وبس ونخبت ضمن 145 قطعة أثرية فريدة بمتحف دندرة الجديد
تصوير: سمر شومان
عند دخولك معبد دندرة بمحافظة قنا ستجد في استقبالك الآلهة حتحور وبس ونخبت ووايت، بالإضافة إلى غيرها من القطع الأثرية الجميلة والفريدة والتي ترجع لعصور مختلفة بعضها اليوناني الروماني والآخر للدولة القديمة والدولة الحديثة، في الجهة الشمالية داخل المعبد في متحف مفتوح، مما يضعك في دهشة ومحاولة للمقارنة بين كل هذه العصور.
البداية كانت منذ أشهر قليلة، إذ بدأت إدارة معبد دندرة بالتعاون مع البعثة الأثرية الفرنسية العاملة بمنطقة آثار دندرة، في إقامة متحف مفتوح لعرض عدد من القطع الأثرية، وفق خطة الوزارة لتطوير مختلف المواقع الأثرية، وبعد تقديم إدارة المعبد وفريق عمل الآثاريين به لفكرة إقامة متحف مفتوح مستغلين عدد من القطع الأثرية من حفريات سابقة وغير مستغلة للعرض منذ اكتشافها ووضعها على أرضية المعبد في المتحف، بحسب عبدالحكيم الصغير، مدير عام معبد دندرة.
محتويات المتحف:
يضم المتحف 145 قطعة أثرية منوعة، أبرزها حجر الرحايا الضخم ومنقوش عليه طقسة الحب سد للملك تحتمس الثالث، وكذلك رؤوس حتحورية للإلهة حتحور سيدة دندره إلهة الحب والجمال والسرور، وكذلك تمثال الإله بس والبقرات السبع لإلهة حتحور، والآلهة نخبت وواجيت وغيرها من القطع الأثرية الجميلة، ويرجع معظمها إلى العصر اليوناني الروماني والبعض إلى الدولة القديمة والبعض الآخر يرجع لعصر الدولة الحديثة.
القطع الأثرية معروضه على عدد 10 مصاطب وبلوكات حجرية تستخدم كقواعد لعرضها عليها، ويروي عبدالحكيم أن تجهيز المتحف بدأ باختيار مكان العرض بحسب معايير مهمة منها ضرورة مراعاة المكان كناحية فنية ومعمارية وسهولة وصول السائح له وتصويره، فضلاً عن عدم تعريض القطع الأثرية لخطر الضرر أثناء النقل لمكان بعيد.
بناء المصاطب كان مكلف وتصميمها بالشكل الذي يتلائم مع الطابع الأثري للمنطقة وكذلك الأثر بما يظهره بصورة أفضل للزائرين، واختيار العناصر المتشابهة على كل مصطبة “A-B-C” وتم ترقيم القطع بحسب العصور يوناني روماني أو الدولة الوسطى أو الحديثة أو القديمة.
ويضم المتحف المفتوح أيضًا توابيت حجرية ضخمة من حجر الجرانيت الوردي الذي يرجع إلى العصر اليوناني الروماني، وعليه زخارف رومانية جميلة مثل زهرة اللوتس وعقود الورود المزخرفة، ومعصرة الزيت، وأحجار بقايا تماثيل، والأطباق وبقايا من سور دولة قديمة، ومطاحن المدينة السكنية، والكهنة والأفراد القائمين على خدمة المعبد قديمًا، وهي مكتشفات كانت ضمن حفائر بعثات فرنسية وأمريكية منذ عامين.
المعبد:
ويلفت مدير عام المعبد أن القطع الأثرية التي يضمها المتحف متنوعة وشاملة، لأن المعبد جامع لأغلب الحقب التاريخية ويعد ملتقى حضارات، ومن أهم المعابد في الحقبة التاريخية في العصر البطلمي متكامل حضاريًا ودينيًا وثقافيًا.
ويتابع: موقعه في محافظة قنا التي كانت تسمى قني بمعنى الاحتضان، تحديدًا في إنثنائة جغرافية، موقع فريد ومتميز ساعد على بقائه واحتفاظ جدرانه بالألوان والنقوش، وارتفاعه عن منسوب مياه النيل ساهم في حفظه من الرطوبة والمياه الجوفية والتعرض للتلف أو الأملاح.
كما أن للمعبد رمزية سياسية كتولية الملكة المقدسة، وولادة الطفل المقدس آلهة أقاليم الحاميات الـ7 في العصر الحديث، شكل البقرة، الذي يوحي بالاهتمام الكامل بالأمومة والرعاية حامي للطفولة وراعيها، وإله “بس” إله البهجة والمرح والسرور.
ويضم معبد دندرة معبد الإلهة حتحور “دندرة”، ومعبد إيزيس في الخلف، الماميز “حجرة الولاد المقدسة” في العصر الروماني، واللميز في الدولة القديمة، والمشفى، والكنيسة.
حفائر:
ويشير مدير المعبد لاكتشاف مقياس منسوب النيل، ومرسى المركب، في حفائر المجلس الأعلى للآثار أثناء تطوير سور المعبد، حيث كانت جنية منتزه قبل الاكتشاف، والمرسى الأثري يوضح الرحلة النيلية التي كانت تقوم حتجور للقاء زوجها حورس الموجود معبدة في إدفو على نفس شكل وطراز معبد دندرة، ليتم اللقاء في النيل.
جامعة جنوب الوادي:
ويذكر عبدالحكيم الصغير أن المتحف المفتوح ساهم في زيادة أعداد الأفواج بعد إنجذاب العديد من السياح لرؤية الخطوة الجديدة المتمثلة في المتحف ومقتنياته، وسهولة مشاهدتها عن قرب وتصويرها، والتجول حول المصاطب بما تحوية من قطع أثرية جذابة ونادرة، لافتًا لوصول فوج الاسبوع الأخير يضم 1800 سائح من جنسيات مختلفة أبرزها فرنسا ألمانيا وبريطانيا والصين، كما أن تذكرة المعبد بنفس السعر دون زيادة وهو 20 جنيهًا، وتستطيع رؤية المتحف أيضًا، وهناك زوار مصريين أيضًا.
ويلفت مدير المعبد لفكرة قام بتنفيذها طلاب كلية الآثار جامعة جنوب الوادي، مشروعًا لمحاكاة مناطق أثرية جامع لـ3 وحدات من بينهم نموذج لواجهة صالة الأعمدة الكبرى بمعبد الإلهة حتحور إلهة الحب والجمال بدندرة، ودورها في نقل حضارة المحافظة للحرم الجامعي، مشيرًا للتنسيق مع كلية الآثار بجامعة جنوب الوادي لإيجاد سبل للتعاون خاصة بعد هذه الخطوة.
تعليق واحد