صور| تلقيح النخيل.. من “كيزان” الطلع لتقطيع شماريخ البلح

تبدأ عملية تلقيح النخيل في شهري مارس وأبريل من كل عام، وذلك من خلال عملية يتدخل فيها “طالع النخيل” أو “النخّال”، وهي مهنة تراثية ويدوية قديمة يقوم خلالها بنقل حبوب اللقاح من الزهور المذكرة التي توجد في الفحّال “ذكر النخيل” إلى “الطلع” وهي الزهور المؤنثة التي توجد في النخلة.

في الساعات الأولى من كل صباح يستيقظ معتمد سعفان، الذي يعمل في مهنة النخّال منذ 15 عامًا، يتجول في مزرعة النخيل التي يعمل بها بمنطقة الوادي الأسيوطي بمحافظة أسيوط، حاملًا على كتفه أدواته اليدوية من حبل المطلع والقدوم والسكين، وجوال به “كيزان الطلع” أعدها من قبل، يقوم خلالها بوضع حبوب اللقاح في إناث النخيل.

مراحل اللقاح

وحول مراحل عملية اللقاح، يوضح سعفان أن طلع النخيل له فترة نضج، ولا بد قبل قطفها أن تكون “مستوية”، وهذا نعرفه مع الممارسة المستمرة، ولها علامات كظهور دقيق اللقاح على الشمروخ، أما غير الناضج فنقوم بتقطيعه إلى أجزاء ووضعه في مكان مغلق غير معرض للشمس، حتى تتم عملية التسوية ليكون مضمون في عملية اللقاح، وبعدها يتم تربيط كل مجموعة من الشماريخ ببعضها ووضعها في زهور أنثى النخيل عن طريق الوبار الحديدي، وهو عبارة عن “سيخ” مخصص لذلك.

خدمة النخيل

ويضيف معتمد، أن عملية التلقيح لم تقف عند هدا الحد، بل هناك مرحلة تقطيع الزيادة المتأخرة من شماريخ البلح بعد أسبوع من عملية اللقاح، وتكون قد ظهرت من الجريد، والتقطيع يكون للشماريخ التالفة أو الأقل ثمارًا، وبعدها بشهر يتم عملية الكشف على البلح من ناحية التعقيد، وهي عبارة عن معرفة مدى تلف أو نجاح المحصول، فاذا كان قد نبت 3 بلحات في العقدة الواحدة، يكون ذلك بلح صيص غير صالح، وذلك سببه قلة اللقاح الذي وصل للزهرة، أما إذا كانت بلحة واحدة في العقدة فيكون المحصول ناجح.

أنواع النخيل

أما عن أنواع أشجار النخيل فكثيرة، وأكثرها شيوعًا في الصعيد نخيل الزغلول الأحمر والسماني والعجوي بأنواعه والنشافي والبارحي والدجلة، ونعرف نوع كل نخلة عن طريق الجريد والزحف، وذلك يرجع إلى الخبرة الكبيرة في التعامل مع أشجار النخيل.

حصاد المحصول

ويشير سعفان أن عملية حصاد المحصول تبدأ من شهر يوليو، بعد اكتمال النضج، أما عن البدء في التثمير بالنسبة للأشجار المزروعة حديثًا، فيكون بعد 4 سنوات إذا كانت مزروعة عن طريق الفسالي.

مخاطر المهنة

ويوضح طالع النخل أن هناك مخاطر يتعرض لها من يعمل في تلك المهنة، وهي كونه يعتلي أشجارًا مرتفعة، فمن الممكن أن يصاب المطلع الذي يستخدمه في تسلق النخلة عن طريق الخطأ بالسكين، فيسقط على الأرض، وكذلك إذا كان الجريد قريب من أسلاك الكهرباء، فقد يتعرض للصعق الكهربائي.

طرق التلقيح

ويقول الدكتور مصطفى البرديسي، بمركز البحوث الزراعية بمحافظة أسيوط، إن في مزارع النخيل الكبيرة لا بد أن يكون هناك تدخل للإنسان في عملية التلقيح، إما عن طريق البدرة أو تضاف على المياه والعسل حتى تلصق في الشماريخ، والطريقة الأخيرة التي نستخدمها هي الطريقة اليدوية التراثية ولها أشخاص متخصصين في ذلك، سواء بربط الشماريخ لأن هناك أصناف مثل البلح البارحي زهرته صعبة التلقيح ولا بد من ربطها حتى لا يطير اللقاح في الهواء.

ويضيف البرديسي، أن تزهير النخيل بدايته من شهر مارس، ويكون التزهير أولا للنخل المذكر وبعدها نأخذ الكيزان للتلقيح بالمؤنثة، وذلك في موسم هبوب الرياح، وتكون الكيزان تفتحت، متابعًا :وإذا وجدنا تلف للطلع ويكون مش مستوي وعدد حبوب اللقاح غير كافية”، فذلك يكون صيص ليس له علاج، والتلقيح السليم يكون له رائحة تكون مثل مني الرجال لأن النخيل أشبه بالإنسان.

استخدامات النخيل

للنخلة استخدامات كثيرة، فكل أجزاءها تستخدم في الحياة اليومية، مثل الجريد يستخدم في صناعة الأثاث المنزلي والأقفاص وأسطح المنازل، والفسالي في الزراعة والليف بيستخدم في الحبال والمراتب، والنواة علف للحيوان ويمكن أن تحمص وتكون قهوة، وبلح العجوة يستخدم في المأكولات، والليف في المواد الصناعية، وكذلك اللقاح يستخدم في علاج الضعف الجنسي، بالإضافة كونه مقوي عام للجسم.