صحافة مدارس قوص: من خط اليد إلى الكومبيوتر

اهتمت مدارس قوص منذ السبعينات بصناعة الصحافة المدرسية، الطلاب والمعلمين شاركوا فيها على حد سواء. ظهرت أول مجلة مدرسية في قوص بمدرسة في قرية الحمر والجعافرة، أسسها عدد من المدرسين. ثم ازدهرت الصحافة المدرسية في التسعينات على يد محمد نور تميرك وأسامة الشيخ، بالإدارة التعليمية بقوص. كما ظهرت مجلة قوص بلدنا خارج التربية والتعليم في ستينات القرن الماضي أشرف عليها نخبة من المثقفين في قوص.

الصحافة المدرسية

يقول مصطفى عجلان، مدير عام بالمعاش بالتربية والتعليم: “أول مجلة مدرسية ظهرت في سبعينات القرن الماضي في مدرسة بقرية الحمر والجعافرة، مكتوبة بخط اليد. صنعت عدة أعداد من المجلة المدرسية وتناولت فيها مشكلات القرية والمدينة، ومشكلات واحتياجات المدرسة”.

وتابع: كتب فيها بعض الطلاب الذين أصبحوا نخبة المثقفين في المجتمع حاليًا. وأرسلوا عدد من تلك المجلة لرئيس مجلس المدينة في ذلك الوقت. وأنبهر بذلك العدد وتعجب كيف يفعل الطلاب في إحدى مدارس القرية ذلك.

وأضاف عجلان، أصر رئيس المدينة على زيارة المدرسة التي فكر أنها مبنية كأنها صرح علمي. وعندما ذهب لزيارة المدرسة وجدها مبنية بالطوب اللبن وفصلين فقط وصغيرة ومهدمة. فأهتم رئيس المدينة بدعم المجلة المدرسة في تلك المدرسة وساهم في حل مشكلات المدرسة وتطويرها.

ويحكي عجلان، أن محمد نور تميرك وأسامة الشيخ ساهموا في صناعة وإثراء الصحافة المدرسية منذ التسعينات وحتى الآن. كما شاركوا في الكتابة في مجلة قوص بلدنا. مشيرا إلى أن المجلات المدرسية في فترة الثمانينات كانت تُكتب على الآلة الكاتبة. وظهرت أول مجلة مدرسية في ذلك الوقت في مدرسة التجارة الفنية. حيث كُتبت المجلة على الآلة الكاتبة اليدوية الموجودة بالمدرسة، وأنبهر بها الجميع وقتها.

الطباعة الحديثة

ظهرت الطباعة والأدوات الحديثة في أواخر التسعينات وبداية الألفية، واختلفت شكل المجلة والكتابة. حيث استخدموا فيها الكمبيوتر والطباعة الملونة.

محمد نور تميرك، موجه الصحافة بالإدارة التعليمية بقوص بالمعاش، الذي أثرى حركة الصحافة المدرسية ومن روادها بالإدارة بقوص، عمل أخصائي صحافة لمدة عشر سنوات، وموجه الصحافة بالإدارة لمدة 12 عاما.

يقول: في فترة الثمانيات كانت الإدارة تهتم بالصحافة المدرسية. وكانت تقيم مسابقة للمجلات المدرسية في نهاية العام لكل المدارس. فكنا نخرج ما يقرب من 50 أو 60 مجلة مدرسية في ذلك الوقت كل مدرسة على حسب إمكانياتها.

ويشير عجلان إلى أن المجلات المدرسية كانت تُكتب بخط اليد لمدة عشر سنوات من أحد المدرسين بالمدرسة، ويكتب الطلاب الموضوعات التي يتفقون عليها مع المشرف منها موضوعات دينية والحكم والأمثال وبنك المعلومات. وأخرى ثقافية وفنية، وسياسية، وتُقرأ كل يوم صفحة في طابور الصباح في الإذاعة المدرسية. ونضع اسم الطالب على كل موضوع يكتبه.

ولفت عجلان أن مدرسة التجارة بنات كانت تكتب المجلة على الآلة الكاتبة تراجعها لجنة الإشراف على المجلة بالمدرسة على نظام أعمدة لكل مقال مكتوب فيها. وكانت توزع على بعض المدارس لتقرأها.

توزيعها على المدارس

فيما يقول تميرك إنه في فترة التسعينات كانت تدعم بصور وتطبع على الكمبيوتر. ثم نصور نسخ منها على ماكينة تصوير ونوزعها على المدارس للقراءة، نظرًا لعدم وجود طابعة ألوان في قوص. وأنشأنا أكثر من مجلة منها الإيمان والهدي والنور تلك أشهر المجلات التي أتذكرها. منوهًا بأنه في فترة الألفية كانت تطبع المجلة على اسطوانات مدمجة.

أما أسامة الشيخ، مدرس اللغة العربية بمدرسة الشهداء الثانوية بنات، وله باع في الصحافة المدرسية ويعد من رواد الصحافة المدرسية في قوص. فيقول: عمل عدد من المجلات المدرسية في مدرسة السكر الإعدادية والتجارة بنات وهي مجلات مدرسية محلية تركز على القضايا المحلية وتغطية الأنشطة المدرسية التي تقام بالمدارس. وآخر مجلة مدرسية ساهمت في صناعتها مجلة الزهراء في مدرسة الشهداء الثانوية بنات.

وأنشأت شيرين محمد أول مجلة مدرسية بالألوان في مدرسة الثانوية بنين في عام 2012. وشاركت فيها بمسابقة للصحافة المدرسية على مستوى المديرية ساعدها في ذلك عصام هلالي مدرس خبير اللغة العربية بمدرسة الثانوية بنين وقتها. وساهمت شيرين في صناعة عدد آخر من المجلات المدرسية في المدرسة الثانوية الفنية بنين والثانوية بنين. ولكنها الآن توقفت عن صناعة المجلات المدرسية. وتتمني أن تعود مرة أخرى بالمدرسة، ولكن بشكل متطور ومختلف يتناسب مع التكنولوجيا الحديثة.

اقرأ أيضا

مجلة مدرسة دشنا الإعدادية بنين: 20 طالبة في مدرسة للبنين فقط!

من إسماعيل صدقي إلى عبدالناصر: تاريخ الفيوم في مجلاتها المدرسية

«صاحب العزة» في مجلات مدارس طنطا

مشاركة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر