شوارع الفن في القاهرة (2): حارة العوالم

تقع حارة العوالم في جزء من ميدان «باب الخلق» بالقرب من مديرية أمن القاهرة، وعلى بعد خطوات أيضا من دار الكتب. كما تطل من مسافة قريبة على شارع محمد علي. عاشت وارتبطت بشارع محمد علي بحكم نشاطه الذي كان يعج بالفن والمزيكا والنغم حتى مطلع الفجر. لم يخلو بيت في حارة العوالم من عالمة أو أكثر. وقد عاشت الحارة أمجاد شارع محمد علي حتى منتصف القرن العشرين.
في الصباح، كانت الحارة دائما هي الهادئة النائمة، مهما علت الضجة في ميدان باب الخلق الصاخب المزدحم. ومن بعد العصر، كانت تبدو وكأنها في فرح كبير، حيث لا تنقطع فيه المزيكا والرقص حتى الساعات الأولى من الصباح. كانت تلك الحارة تبدأ يومها مع آخر ضوء من النهار، حيث تبدأ الحركة، وتعلو أصوات ضبط الأوتار وتنظيم الطلبة. ويبدأ الليل والحظ في قاهرة المعز على رنين ضحكات العوالم، وهن يرتدين ألوانهن الزاهية استعدادا للانتشار في أفراح وحفلات القاهرة.
كانت الحارة تضم فيما مضى أسماء لامعة في عالم الرقص، مثل زوبة الكلوباتية، وست نبوية شخلع، وست عزيزة كهربا، وعايدة وصفي، وتوحيدة، وفاطمة الطحانة، وعزيزة حظ، وثريا سمكة، وغيرهن من الأسماء المعروفة حتى خمسينيات القرن الماضي. وفي منتصف السبعينيات، بدأت الحارة تأخذ طابعا آخر، حيث انعكس هذا الطابع على العوالم اللاتي أصبحن متقاعدات. فقد انتقلن جميعا من بدلة الرقص إلى الحجاب الكامل، وبعضهن انتقل من حارة العوالم إلى شارع آخر بعيدا عن العالم الذي انتمت إليه طيلة حياتها، ولكن، ظلت الحارة هي المصدر الأصيل ومركز المعلومات عن تاريخ العوالم وتاريخ زمن كامل من الرقص والطرب.
مغامرات صحفية في حارة العوالم
حتى السبعينات، كانت حارة العوالم هى البداية لأي مغامرة صحفية يمكن لأي صحفي أن يخوضها لمعرفة تاريخ تلك المهنة وكيف كانت وكيف صارت من المجد إلى الفقر الشديد والحياة في الظل. في ذلك الوقت، كانت بعض العوالم لا تزال على قيد الحياة ولديهن من القصص والحكايات ما يصلح لمادة ثرية للتحقيقات الصحفية.
خاض الصحفي الراحل “يوسف الشريف” تجربة في عام 1960، وذهب بصحبة الفنان “مأمون” من مجلة روزاليوسف إلى زوبة الكلوباتية، وكتب عنها تحقيقا كبيرا. وبعد عدة أعوام، ذهبت الصحفية “نجوان محرم” من جريدة الجمهورية إلى حارة العوالم لتأخذ حوارات مع بقايا العوالم في تلك الحارة.
سعاد نجفة
على قهوة التاج وسط شارع محمد علي، كانت تجلس سعاد نجفة، تشد أنفاس الشيشة بحرفنة وتتأمل الشارع، وكل ما فيها ينطق بأنها عالمة أصيلة. وجهها لامع وحاجبها مرسوم بدقة، والكحل مختفي في رموش عينيها كأنه كحل رباني. الذهب يغطي صدرها وذراعيها شاهدا وناطقا بسنوات العمل الطويل التي أمضتها في جمعه. كانت ست سعاد نجفة، العالمة المعتزلة، تجلس على القهوة كعادتها في كل عصر تحت البواكي وتتذكر قمر المصرية وآمال حسين ومنيرة المعداوي، وجميعهن زميلات المهنة، منهن من توفيت، ومنهن من اعتزلت في منزلها. كما تقول: ” الكار مابقاش كار.. ده لم لمامة كل اللي هربانة من أهلها واللي هربانة من جوزها، وأسهل حاجة عندها تلفع ملايتها وتهز وسطها وتقول أنا عالمة”.
تتذكر “سعاد نجفة” أيام زمان: “كانت الأسطى تحسب حساب الفرح، وأصحابه لازم ياخدوا حقهم تمام. تلمنا أربع خمس بنات وتفتش علينا قبل ما نروح: الماكياج مضبوط ولا لأ؟ ريحتنا حلوة ولا لأ؟ البدلة نضيفة ولا لأ؟ ونروح بيوت وزرا وباشوات، ندخل بأدبنا نقعد مع الستات. وبعدين في الفرح، الأسطى تقعد على الكنبة تغني وهي قاعدة، وإحنا نرقص. في الزفة، الأسطى تمسك الرق تغني وإحنا نزف. في الفرح الكبير المعتبر، كانت أحسن بنت تاخد 50 قرش بالكتير، والأسطى 5جنيهات.”
للحب في حياة “سعاد نجفة” حكايات، فقد أوقعها أحد الفتوات في شباكه، ومن أجل عيونه هجرت الكار سبع سنوات وهي في عز مجدها. ولكن الفتوة حكم فيها حكم قراقوش، ولم يخرجها من منزلها إلا مرة كل 15يوم لزيارة أهلها. وإن خرجت تخرج بالبرقع أبو قصبة. وبعد سبع سنين زواج، حنت للكار وطلبت الطلاق، وعندما عادت، وجدت أن الدنيا قد تغيرت في سوق العوالم، لكنها استمرت عدة سنوات حتى ضيقت عليها الضرائب الخناق. فزهقت، تزوجت مرة ثانية، وتركت كار العوالم.

نظلة العدل
حتى أواخر السبعينات، كانت “نظلة العدل” هي آخر من بقي من عوالم زمان على أصولهم ولم تترك المهنة ولم تغير جلدها لتساير العصر، لكنها احتفظت بأصلها حتى عادت الدنيا تسعى إليها، وأصبحت مدربة رقص. عاشت “نظلة” في ظهر حارة العوالم في باب الخلق”درب الخشن”، تسكن بيتا قديما متهالكا. كان لديها قدر كبير من الاعتزاز بالنفس، تقول عن نفسها: “أنا مش عالمة، أنا فنانة كبيرة أوي. جدي أبو أبويا كان عالما كبيرا من عيلة كبيرة أوي، بس عيلة أمي كانوا أصلا عوالم. أبويا حب أمي واتجوزها. أمي هي العالمة “سُلُم” اللي كتب عنها توفيق الحكيم. رحت أنا وأمي له في الكتبخانة لما كان مديرها، وكان جدي أبو أبويا، الشيخ إبراهيم العدل من أعيان الدقهلية، كان مع الشيخ المراغي شيخ الإسلام وسافر معاه كل البلاد”.
تتابع نظلة ذكرياتها: “أنا أبويا ضيع عشرين فدانا على بنات المنصورة، وهربت من مرات أبويا وجيت لأمي في مصر. جوزتني لراجل فنان عواد، بقالي معاه 40 سنة. اشتغلت مع الست “رئيسة عفيفي”، أسطى كبيرة أوي.(كانت رئيسة عفيفي من أشهر مطربات شارع محمد علي في الثلاينيات وظهرت أيضا في العديد من الأفلام، وشاركت محمد عبدالوهاب في فيلم “يحيا الحب” عام 1938 بأغنية “ياللي زرعتوا البرتقال”).
وتستطرد: “أنا دلوقتي بشتغل مدربة، بدرب الرقاصات على رقص الشمعدان، وشرقي، ورقص العوالم، وشرقاوي، ونوبي، وإسكندراني. لكن الشمعدان على أيامنا كان 20 كيلو، بنات اليومين دول بيرقصوا بشمعدان كيلو واحد. اللي كانوا بيشيلوا لنا الشنط بقوا أصحاب فلل وعمارات، لكن أنا ضيعت اللي كسبناه ع الفن والأولاد. وأبويا ضيع فدادينه على بنات المنصورة”.
آمال… نبوية سابقا
في أحد دروب حارة العوالم الضيقة، كانت تسكن “نبوية”، وشهرتها في الكار “آمال”، في حجرة ضيقة مزدحمة بالأثاث. وعلى السرير، وهو المكان الوحيد للجلوس في الغرفة، جلست “آمال” بشعرها اللامع وأظافرها المطلية باللون الأحمر الفاقع، وحولها أربعة أطفال وسيدة عجوز. عملت آمال في الكار لمدة عشرين عاما، وغوت الفن وتعلمت على يد الأسطى دولت أم صبرة.
تتذكر آمال بداياتها قائلة: “تعرفت على تلميذ بيلعب أكورديون، كان عيل وأنا عيلة، كان هو بيلعب أكورديون ورايا في الفرقة وأنا برقص. وحصل النصيب واتجوزنا وخلفنا الأربع عيال، ولما تخرج واشتغل مدرس سابني وساب العيال الأربعة واتجوز واحدة مدرسة زميلته، ورماني ورمى العيال وبأصرف عليهم من بدلة الرقص”.
كانت آمال في منتصف الستينات تتقاضى في الفرح نصف جنيه، وكان يكفي ويزيد. واستمرت في كار الرقص حتى وصل أجرها إلى 20 جنيها، لكنها أصبحت تصرفهم قبل أن تراهم، فيأخذ “المطيب” الذي يأتي لها بالشغل جنيهين، ويأخذ الذي يأتي لها بالعربة ويدلها على العنوان جنيه، وتتكلف بدلة الرقص 200 جنيه، وكانت من عشرين سنة لا تزيد عن 20 جنيها.
تواصل آمال ذكرياتها عن كار العوالم: “ساعات يا ختي، ييجي عليا يوم الخميس وأنا قاعدة أهش عند المطيب، وألاقي ناس أي كلام راكبين التاكسي ورايحيين الشغل. مصاغي كله بعته عشان آكل أنا والعيال. عندي بدلة رقص واحدة وباشحت من زميلتي في نفس جسمي بدلتها. والأوضة دي فيها أنا وأولادي واتنين أخواتي وأمي”.
وعن شارع محمد علي، قالت آمال، نبوية سابقا: “الشارع هنا بقي وحش أوي. جه ناس علينا في الشارع معاهمش كارنية نقابة أو تصريح! دول اللي بيبوظوا سمعة الشارع. كل رقاصة تتخطف وتكتب فضيحتها في الجرائد يقولوا “شارع محمد علي”. أقدر أفهم أحمد فؤاد حسن بيدي الكارنيهات والتصاريح دي على أساس إيه؟ ده كل من هب ودب بقي معاه كارنيه، بوظوا علينا الشغل قبل ما تدي كارنيه تحرى عنهم وأعمل لهم فيش وتشبيه”.

زوبة الكلوباتية
زينب حسين مصطفى، والمعروفة باسم “زوبة الكلوباتية”، كانت أشهر وأجمل راقصة أنجبها شارع محمد علي في الثلاثينات، وظلت متألقة حتى أوائل الخمسينيات. وكانت أول من وضعت الشمعدان على رأسها وهي ترقص، حتى صنعوا لها تماثيل صغيرة تباع في كل مكان قبل تمثال شكوكو مع نداء عند البيع: “زوبة بالقزايز”. وكذلك مناديل زوبة وفناجين زوبة.
في عام 1960، ذهب يوسف الشريف الكاتب الصحفي برفقة الفنان مأمون في مغامرة للكشف عن زوبة الكلوباتية. في الطريق، قابل رجلا في السبعين من عمره يلبس طربوشا وكان الرجل منحنيا على آلة نحاسية ضخمة يحاول دعكها بالماء والتراب لإزالة الصدأ. سأله يوسف الشريف عن زوبة فكان الرد: “دي بطلت شغل من زمان يا بهوات”. وعندما علم الرجل أنه صحفي، وصف له منزلها الذي كان مقابلا للكتبخانة، ولم ينس الرجل أن يقول للشريف وهو يودعه: “والنبي تتوصوا بيها وتسلمولي عليها حاكم دي كانت صاحبة أفضال على الجميع”.
على شهرة “زوبة” في زمانها، إلا أن بيتها لم يكن به أثر لأمجاد سابقة ولا ثروة جمعتها. على جدران المنزل عشرات الصورة لزوبة مع فرقتها تتصدرها صورة في إطار مذهب فخم التقطت لها وهي ترقص أمام السلطانة “ملك”، وعلى رأسها الشمعدان وعدة تماثيل صغيرة لها من بقايا التماثيل التي كانت تباع وقت مجدها.
عقد عرفي
تقول زوبة: “جه واحد كلوباتي خطبني من أبويا واتجوزته من غير ما أشوفه، وأنا عمري كان 13 سنة، وبعد ما اتستت في بيت العدل، شوية ولاقيته بيسهر كل ليلة في فرح عشان يولع الكلوبات، ويرجع وش الصبح ومعاه رقاصة الفرح وداخل بيها البيت وهو سكران، أنا أشوف الرقاصة أروح فاقعة بالصوت، الناس تتلم يروح بسلامته مطلع قسيمة الزواج أو عقد عرفي من جيبه، ويقول أنا متجوزها علي سنة الله ورسوله وما حدش له عندي حاجة”. وتزوج زوجها وهي على ذمته، زيجات كثيرة بعضها لا يستمر بضعة أيام، حتى سألته: “أنت إيه اللي عاجبك في جواز الرقاصات؟”، فأجابها: “أنا مبحبش الست الخام، أنا عاوز واحدة ترقص وتغني عشان تبسطني ده الجواز انبساط”.
استغلت “زوبة” فترات خروج زوجها من المنزل، فذهبت إلى الست “خديجة الونش” العالمة كي تعلمها الرقص والمغنى، ولما علم زوجها بذلك، طلقها. ثاني يوم كانت زوبة برفقة الأسطى خديجة الونش لإحياء فرح في السبتية لتأخذ أجرة 60 قرشا، غير النقطة. وبدأت معها رحلة طويلة من الشهرة والزيجات المتعددة أيضا. وبخلاف رقصة الشمعدان الشهيرة، رقصت “زوبة” وعلى رأسها شيشة مولعة والمبسم في فمها، وأيضا رقصت بصينية الشربات على رأسها.
موسيقى الجمعية الخيرية
في محل “موسيقى الجمعية الخيرية”، كان رجل عجوز هناك يدير جرامافونا، يهتز طربا على نغماته. الرجل بجسمه النحيل كان وجهه يرقص مع كل أغنية، هو عم “سيد الجداوي” صاحب محل “موسيقى الجمعية الخيرية”، الذي عاش عمره في أنس وطرب، فلم يكن يبدو عليه سنه الحقيقي، الذي اقترب من الثمانين عاما.
حتى نهاية السبعينات، كان “سيد الجداوي” هو أقدم من في الكار. في الأصل، كان يعمل منجدا بلديا، وكان أبوه يعمل في كار العوالم والأفراح. ثم مات أبوه وخشى عم “سيد” أن يضيع اسم العائلة في الشارع، فترك التنجيد وأقام في المحل ليبقى اسم العائلة محفورا في عالم الرقص والمغنى. كان المحل يقدم خدمات تأجير الآلات الموسيقية للصنايعية، فالنفير بعشرة صاغ في الليلة، والطبلة بخمسة، والرق بخمسة.
يقول عم سيد عن شارع محمد علي: “الشارع ده كان ضحكة الأنس والحظ والفرفشة. كان نجفة مصر اللي تفضل تلالي طول الليالي ما تنطفيش. ماحدش بقى بيقدر مزيكة النحاس، أنا نفسي تزوجت على مزيكة النحاس. خرجت المزيكة من هنا، حيث كان 24 نفر يزفون لغاية بيت العروسة في قصر الشوق”.
تاريخ الرقص
كان بإمكان سيد الجداوي، بحكم السن، أن يحكي تاريخ الرقص والمغنى في القرن العشرين في مصر من خلال ما شاهده وعاشه. فيحكي قصصا طريفة فيقول: “مرة، واحد بيه من مدرسة المهندسخانة نازل من على سلم بيت أسطى زوبة الكلوباتية. بعد ما اتفق معاها تحيي فرحه على بنت ناس من المنيرة بعد جمعتين. نازل على السلم إلا وصبية من صبيان الأسطى طالعة حافية، شارية فحم من الشارع، البيه وقفها وسألها عن اسمها، ومن إيديها خدها إلى المأذون عدل واتجوزها بدل العروسة. ومن 40 سنة عايشين مع بعض وولادها مهندس ودكتور.
زمان، كانت العوالم في الشارع على الصفين، من كل شكل ولون. وكانت كل القهاوي تحت البواكي مليانة أسطوات ومطيباتية (والمطيباتي هو من المهن التي كانت منتشرة قديما في الأفراح أو الجنازات. في الفرح، يقوم المطيباتي بدور السنيد للمطربين والشجيع لهم. وفي الجنازات كان يتقدم الجنازة وهو يتلو على الناس مناقب المتوفي وذلك بنبرة واعظة، وينادي بصوت جهوري “وحدوه”). وكان كل مطيب له كذا عالمة يعرفها ويتفق معاها، تيجي سيادتك مثلا تتفق على فرح أو مقابلة أو زفة مطاهر. تتفق مع المطيب على الموضوع وهو في الميعاد يحضر العربية الكارو وياخد العالمة وبناتها لحد الفرح أو البيت.
كانت زفة العوالم لها أصول ولها شمخة، حيث كانت العالمة تزف العروسة لغاية باب أوضة النوم. كان الفرح على الأقل ثلاث ليالي: ليلة الحنة وليلة الجلوة وليلة الفرح. دلوقتي سلق بيض ليلة واحدة وبس. زمان، كانت الأفراح بس لوحدها تفتح بيت العالمة وصبيانها، لكن دلوقتي عوالم الشارع بينزلوا تياترات الأرياف والسيرك وملاهي شارع الهرم”.
يتابع عم سيد الجداوي ذكرياته قائلا:” ياما شفنا عز وأفراح. أنا والفرقة، مرة، رحنا فرح ابن البدراوي عاشور. وكانت البدرة في الزفة جنيهات ذهب، لكن ماحدش من الآلاتية وطى ومد إيده على الأرض والجنيهات نازلة زي المطر. البدراوي عاشور اتبسط جدا وحط إيده بعد الفرح في خمسين جنيه للفرقة”.
المصادر:
- شارع محمد علي.. د. العربي أحمد رجب.
- مما جرى في بر مصر… يوسف الشريف.
- حواري لها تاريخ… نجوان محرم.
- ملامح القاهرة في ألف سنة.. جمال الغيطاني.
اقرأ أيضا:
شوارع الفن في القاهرة (1): شارع محمد علي للصحافة والغناء والطرب