“سينما” في معهد أزهري.. أنشأها الملك فؤاد وأغلقها عبدالناصر
هل يمكن أن ترى دار عرض “سينما” داخل منشأة علمية؟ ماذا لو كانت هذه السينما في معهد أزهري؟ كيف يكون الحال إذا التقي العلم الفن في مكان واحد؟ هذه ما حدث في معهد فؤاد الأول بأسيوط قبل قرن تقريبًا.
في المعهد الأزهري ستجد غرفة واسعة، صممت خصيصًا على هيئة قاعات العرض مثل التي تراها في الأفلام العربية القديمة، بمقاعدها الخشبية والشكل الكلاسيكي لشاشة العرض القديمة.
سينما المعهد الأزهري
تقع السينما بالدور الأول. وتحتوي على 42 مقعدا، يسع كل مقعد خمسة أفراد.. أما الدور الثاني فهو لوجهاء القوم والعلماء وفي منتصف القاعة تجد شاشة العرض القديمة.
المقعد هو قاعدة خشبية بعرض نصف متر وبطول مترين تقريبا، ذات ظهرية خشبية سميكة مريحة للجالسين، وقد رُتبت المقاعد وراء بعضها بعضًا بشكل متدرج، بداية من المقعد الموضوع أمام شاشة العرض المنخفض، ويبدأ الارتفاع مع الكرسي الخلفي، وآخر كرسي هو أكثرهم ارتفاعًا، في تنسيق يسمح للجميع مشاهدة الشاشة بأريحية.
تصميم دائري للسينما
عبر سلم جانبي بتصميم دائري صعدنا إلى الدور الثاني، الذي يحتوي على نحو 20 غرفة صغيرة دائرية مكشوفة، تبلغ مساحة الواحدة متر ونصف المتر تقريبا، صممت لتسع نحو 3 أفراد، واختصت لوجهاء القوم والعلماء.
شاشة السينما عبارة عن مربع بطول متر ونصف المتر تقريبا، كانت تعمل بأدوات عرض أصبح محلها المخازن الآن، بعد توقف تشغيلها، أما أسطوانات الأفلام فلم يتسن لمحررة “ولاد البلد” الوصول إلى مرجع أو مصدر يوضح مصيرها الآن.
يقول الشيخ محمد علم الدين ضاحي، شيخ المعهد، إن سينما المعهد من أهم مقتنيات المنبى، إذ إنه المعهد الوحيد على مستوى معاهد الجمهورية االذي يحتوي على سينما.
عرض الأفلام العلمية
يتابع أن السينما استخدمت في عرض الأفلام العلمية من جميع دول العالم للطلاب.. وهو ما كان يساعدهم كثيرا في تحصيل العلوم والتثقيف والتنوير.. في وقت كان الأزهر فيه مواكبًا للعصر، غير منغلق على ذاته.
علم الدين يوضح أنه منذ تعيينه بالمعهد قبل نحو 25 عامًا.. وهو يجد السينما على هذا الوضع متوقفة.. حتى أن أغلب الزائرين بالمعهد استنكروا ذلك.. ومنهم من وعد بترميمها ولكن شيئًا لم يحدث، متمنيًا إعادة تشغيلها والاستفادة منها في عرض مواد معرفية.
الدكتور علي عبد الحافظ، رئيس المنطقة الأزهرية بأسيوط، أحد شيوخ المعهد، يقول: “سينما المعهد لم تتوقف عن العمل منذ إنشائها إلى أن جاءت ثورة جمال عبد الناصر 23 يوليو 1952.. فتوقف العمل بها، وتم التحفظ على أدوات العرض إلى الآن”.
عن المعهد
يقع معهد فؤاد الأول في حي الحمراء بمدينة أسيوط على نهر النيل مباشرة.. وهو من المعاهد الأزهرية العريقة.. فهو أول معهد أزهري في الصعيد.. ورابع معهد أزهري بعد الإسكندرية وطنطا الزقازيق، والثاني من حيث المساحة بعد معهد الزقازيق.