«سيرة القاهرة» تجبر وزارة الآثار على ترميم «سبيل الأمير شيخو»
سنوات طويلة عانى فيها سبيل الأمير شيخو، الذي يقع في الصخر على تل قلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، من الإهمال حتى كادت القمامة والرماد أن يمحي ملامحه الأصلية، ما دفع مجموعة من الشباب محبي التاريخ المصري للتطوع باتخاذ خطوة أولى لنظافة السبيل قبل أشهر، لتستكمل وزارة السياحة والآثار مشروع إحياء السبيل بإعلانها عن بدء ترميم سبيل الأمير شيخو ضمن خطة الوزارة لترميم وتطوير المواقع الأثرية.
سيرة القاهرة
كان لمبادرة «سيرة القاهرة» السبق في نظافة الأثر الإسلامي في أكتوبر 2020، بعدما عانى من الإهمال على مدار سنوات طويلة، تجسدت في تحوله إلى مكان لتجمع القمامة مع نمو النباتات البرية على أبوابه، وكان قد اختفى شباك التسبيل الخدمي بسبب القمامة.
واختاروا هذا الأثر لنظافته نظرا لأنه فريد من نوعه فهو السبيل الوحيد المحفور في الصخر، ويقع بمنطقة الحطابة بالقاهرة، ويرجع تاريخ إنشاءه إلى عام 755 هجريا.
يقول زيزو عبده، أحد أعضاء المبادرة لـ«باب مصر»: “نظمنا حملة بالتنسيق مع وزارة الآثار لنظافة الأثر الإسلامي، مع إزالة كل الأتربة والرديم والقمامة والبلاستيك، وكان الإهمال واضحا بشكل كبير، وعمل حوالي 30 فردا على نظافة الأثر حينها مع نقل القمامة المستخرجة على نفقة الحساب الشخصي للمبادرة، بحضور مرشدين من الوزارة”.
مجهود منسي
اتبع الفريق التطوعي خطة لإزالة المخلفات بدأت بإزالة القمامة من أمام «شباك التسبيل» وهو الشباك الخدمي لإعطاء الماء للمارة، ويوضح زيزو أنهم استطاعوا حينها إظهار الأرضية الأصلية للسبيل، مع ظهور شباك التسبيل المقوس للخارج، وتنظيف الحجرة الثانية في السبيل.
وعبر عبده عن استياء الفريق، برغم الجهود الذين بذلوها باعتبارهم أول من ألقوا الضوء على أزمة هذا الأثر مؤخرا، إلا أنه لم يتم توجيه الشكر لهم عبر البيان المنشور عبر حسابات الوزارة لترميم السبيل، ويقول: “رغم توقفنا بعد العمل على 6 أماكن أثرية، لكننا سعداء بدورنا والسبق الذي حققناه في الاهتمام به وتوثيق الأثر قبل وبعد النظافة، وأن لنا السبق في اتخاذ خطوة الاهتمام بالأثر ونظافته بمجهود تطوعي”.
خطة الترميم
من جانبه أوضح الدكتور أسامة طلعت، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار، أن خطة التطوير المعلنة مؤخرا شملت السبيل الأثري نظرا لأنه فريد مقارنة بالأسبلة الأخرى المنتشرة في مصر.
وكشف لـ«باب مصر» عن استمرار خطة ترميم الأثر الذي يقع في الصخر على تل قلعة صلاح الدين الأيوبي على مدار ثلاثة أشهر قادمة لرفع كفاءته وترميمه، ويشمل الترميم: الأحجار، إظهار واجهات السبيل والكتابات عليها، والعمل على إحياء الزخارف النباتية والكتابية وعودة بريقها باللون الذهبي، مع الحفاظ على السبيل من الخارج بسياج معدني جديد.
واستكمل طلعت: “يتم ترميم السبيل بالجهود الذاتية للمجلس الأعلى للآثار، وباستخدام خامات متاحة بعد تعرضه على مدار سنوات طويلة لعوامل التعرية، التي اخفت ملامحه، وأثناء العمل تم اكتشاف وجود بقايا ألوان الزخارف البديعة التي تحمل اسم المنشئ وتاريخ إنشاءه، مع معالجة الأحجار”.
ويأتي الاهتمام بسبيل الأمير شيخو العمري الناصري، وهو الأمير سيف الدين شيخو، نظرا لشكله وطريقة حفره المميزة، ويتميز بوجود الزخارف النباتية وكتابات خاصة بالأمير، وكذلك وجود شباك التسبيل وتقسيمه من الداخل إلى حجرتين.
سبيل الأمير شيخو
وبحسب البيان الصادر عن وزارة الآثار، يعد سبيل الأمير شيخو العمري الناصري الذي يقع في شارع «باب الوداع» بمنطقة الحطابة في القلعة، من فرائد العمارة الإسلامية في مصر، نظرا لأنه منقور كاملا في صخر جبل المقطم أدنى قلعة الجبل من الناحية الشمالية ماعدا الواجهة التي بُنيَت بالحجر الجيري المصقول وهو أقدم سبيل مملوكى مستقل.
وعن أهمية الأثر الإسلامي التاريخية، أوضح عماد مهران كبير الباحثين في الآثار الإسلامية لـ«باب مصر»: أن السبيل يتبع مجموعة الأمير شيخو المكونة من مسجد وخانقاه وقبة، كان قد بناها في عصره وتميزت بالتصميم الرائع والزخارف المزينة بالكتابات والآيات القرآنية. المعروف أن “الأمير شيخو” كان ذو مكانة كبيرة في مصر بعدما أحضره الخواجة عمر واشتراه الملك الناصر محمد بن قلاوون، كما أوضح مهران، وبعد ذلك شغل مناصب هامة. وقد أسس السبيل كمنشآة خيرية لإتاحة المياه مجانا للمارة، في المنطقة التي كانت قديما صحراء، كما اوضح مهران.
اقرأ أيضا
تعليق واحد