سلسلة رجعوا التلامذة| صور نادرة في أسوان للدفعات الأولى لمعهد «الفنون المسرحية»
وهي تقلب بين الصور التي تركها لها والدها، باعتبارها ميراث هام حافظت عليه هي وأخواتها تقول وفاء هاشم، ربة منزل: “الصور ديه بابا الله يرحمه احتفظ بيها عندما كان يدرس في قسم النقد والإخراج في المعهد العالي للفنون المسرحية في بداية إنشاؤه، والذي كان عميده ومؤسسه الفنان الراحل زكي طليمات.
وتتابع: “كما كان يقص لي والدي كان المعهد يضم عدة أقسام من بينها التمثيل والنقد والإخراج، ضمت الدفعات الأولى كتير من نجوم الفن في الوقت ده فترة الخمسينيات من بينهم الفنانة زهرة العلا، والفنان عبدالمنعم إبراهيم، والفنانة سميحة أيوب، والفنانة سناء جميل، والفنان فريد شوقي، والفنان توفيق الدقن، والفنان عمر عفيفي، والفنان محمد الطوخي”.
وهي تطيل النظر في الصور كأنها تتذكر ذكرياتها التي كان يقصها عليها والدها سعد الدين “الصور ديه كانت رحلة نظمها المعهد للطلاب في أسوان وكان من بين المشاركين فيها، وكانت رحلة سعيدة ومرحة كما وصفها لي والدي، وكان من بين المشاركين فيها الفنان وعميد المعهد وقتها الفنان زكي طليمات، والفنان فريد شوقي والفنان توفيق الدقن، والفنان عبد المنعم إبراهيم، والفنان عمر عفيفي، والفنانة سميحة أيوب، والفنانة زهرة العلا؛ التي قص لي والدي عنها موقف طريف لأن في ذلك الوقت كانت أغلب ملابس الفتيات فساتين أو “جونلات” فاضطرت الفنانة زهرة العلا لتأتي الرحلة وتكون حرة الحركة أن ترتدي “بنطلون” شقيقها، وكان من أصدقاء والدي المقربين في ذلك الوقت الفنان عمر عفيفي، ومحمد الطوخي، والفنان عبدالمنعم إبراهيم”.
وتوضح وفاء هاشم أن والدها في الأصل أزهري، وكان يعمل مدرس للغة العربية وبعد ذلك أصبح مدير للتعليم الإعدادي والثانوية في إدارة غرب بالإسكندرية، ولكنه رغم كل ذلك كان يعشق الفن؛ فقد درس الإخراج والنقد في معهد فنون مسرحية، وكان يخرج مسرحيات في مدرسته إضافة إلى أنه كان يمتلك خط رائع وتعلم أصول وفنون الخط العربي على يد حسني البابا، والد الفنانة الراحلة سعاد حسني والفنانة نجاة الصغيرة، ولم يكتفي بذلك فكان يكتب أشعار وتعلم مبادئ العزف على آلة العود.
وتختم حديثها قائلة: “كان ذلك الزمن رائعا، فكان الفن جزء من حياتنا اليومية نستمع إلى الراديو ووصلة أم كلثوم وحفلات الربيع لعبد الحليم وفريد الأطرش، وكنا نتابع البرامج والمسلسلات عند بداية البث التلفزيوني، وكان والدي متابع جيد للدراما، ومشاهدة السينما، وكان يجلس معنا رحمة الله عليه وينقدها ويوضح لنا جماليات هذا الفن، إضافة إلى اهتمامه بدينه، وحفظه لكتاب الله، فلم يتعارض أبدا عنده حبه للفن الراقي بالدين.
زكي طليمات والمعهد العالي للفنون المسرحية
في كتاب “تاريخ مصر في الإبداع المسرحي” تأليف د سيد خاطر، أستاذ بأكاديمية الفنون المعهد العالي للفنون المسرحية، يذكر خلاله تاريخ نشأة المسرح في مصر وتطوره ودور المخرج المسرحي بداية من مسرح يعقوب صنوع وسلامة حجازي مرورا بظهور المخرج في المسرح المصري، وذلك بظهور الفنان جورج أبيض ثم عزيز عيد، الذي يعتبر واضع اللبنة الأولى لوظيفة المخرج، والذي مهد الطريق لجيل جديد من المخرجين الشبان الذين تلقوا دراسة أكاديمية واعية، ويأتي على رأس هؤلاء المخرجين الدارسين الفنان زكي طليمات.
ووفقا لما ورد بالكتاب “فقد بدأ الفنان زكي طليمات رحلته العلمية في باريس عام 1925 ليعود في عام 1929 يحمل أمالا واسعة تتلخص في إنشاء معهد لفن المسرح، ولأن المناخ كان مهيئا بعض الشيء لقبول الفكرة فإذا بالحلم يتحقق بعد عامين وبجهوده المخلصة أنشأ “معهد فن التمثيل العربي” عام 1931، وعين الفنان زكي طليمات عميدا له لكن لم يصمد للأسف إلا سنة واحدة وأغلق تحت ضغط حملة شرسة ضده تزعمها نفر غير قليل من رجال الدين والسلفيين الذين رأوا أن المعهد يسمح باختلاط البنات والبنين في قاعة الدرس، ما اعتبروه خروجا صريحا عن تعاليم الدين.
وطول تلك الفترة لم يتوقف زكي طليمات عن بذل الجهود لإعادة فتحه مرة أخرى، وخلال هذه الفترة أنشأ المسرح المدرسي عام1937 م، وفي عام 1950 أنشئت له مراقبة عامة حلت محل شؤون التمثيل؛ ومع استمرار جهود زكي طليمات أعيد افتتاح معهد الفنون المسرحية 1944 م بقرار من وزير الشؤون الاجتماعية وكانت مدة الدراسة فيه ثلاث سنوات.
مقالات متعلقة:
سلسلة رجعوا التلامذة| «همام» قصة كفاح معلم صباحًا وبائع «غزل البنات» مساءً
سلسلة رجعوا التلامذة| بـ«مريلة بني» زينات تلميذة مدرسة فرشوط عاصرت النكسة
سلسلة رجعوا التلامذة| عبدالجليل «المعلم المثالي».. أقدم «مدرس» في دشنا
16 تعليقات