زاوية أخرى للتاريخ في مخطوطات مكتبة الإسكندرية النادرة
نظم متحف الآثار والمخطوطات احتفالية “كشف أسرار البردي” بمكتبة الإسكندرية، بالتعاون مع المتحف المصري، والتي بدأت فعاليتها في 4 أبريل الحالي، وتستمر حتى 4 مايو.
في مدخل متحف المخطوطات بالإسكندرية تجد مجموعة من “البانارات” التي طبع عليها معلومات عن مراحل صناعة ورق البردي وعن استخدامه وصناعة المراكب من البردي، وعن أقدم بردية دونت فيها بناء الأهرامات وبردية بولاق.
شملت هذه المعلومات استخدامات نبات البردي واستفادة المصري القديم من كل جزء في هذا النبات، فقد كان يستخدم في الكتابة، كما استخدمت جذره كوقود، واستخدم في صهر النحاس، واستخدم أيضًا كغذاء، واستعمل أيضا نبات البردي في صناعة الحصير والسلال، إلى جانب استخدامه في الاحتفلات الجنائزية وتزين القرابيين، كما استخرج منه المصريون القدماء العصير من الجذور الرفيعية، وأخيرًا استخدم في الوصفات الطبية.
أقدم بردية دونت فيها بناء الأهرامات للملك خوفو، يرجع الفضل في اكتشافها للفريق الفرنسي بقيادة “بيرير تيلت” في منطقة وادي الجرف على شاطىء البحر الأحمر.
عثر هذا الفريق خلال الكشف الأول عام 2011 على ثلاثين كهفًا داخل تلال من الحجر الجيري مغلقة، استخدمت كمستودع لتخزين المراكب في فترة الأسرة الرابعة عصر الدولة القديمة.
وفي الموسم الثالث من الحفر عام 2013 عثر على لفافة كاملة من البردي، يبلغ طول بعضها أقداما قليلة وفي حالة سليمة جدا، مدون عليها كتابات هيروغليفية وهيراطيقية، وتعتبر هذه البردية المكتشفة من أقدم البرديات التي عثر عليها لمصر القديمة، وتكمن أهميتها فيما تحويه من تفاصيل مهمة عن عمال الميناء وتقارير الشهرية.
وداخل متحف المخطوطات هناك مجموعة من المخطوطات التي طبعت صور طبق الأصل لها من العصر الفرعوني مرورا بالعصور التي تعاقبت على مصر ومخطوطات للديانات السماوية “اليهودية والمسيحية و الإسلام”، وقد وضعت جميعها داخل حافظات زجاجية، وأشير إلى أنها مهداة إلى المكتبة من الحكومة الإيطالية.
في فاترينة العرض الأول أوراق بردي مرسومة، وصورة (مطابقة للأصل) من ورقة بردي محفوظة داخل لوح زجاجي، أشير تحتها أنها بردية مكتبة الإسكندرية القديمة، ويعتقد أن تلك البردية هي الأثر الوحيد الباقي من المكتبة، وهي عبارة عن لفافة طولها 17 سم وعرضها 30 سم، ويرجع تاريخها إلى القرن الثالث الميلادي.
يوجد أصل اللفافة في “فيينا” بالنمسا، وعثر عليها داخل مومياء كان صاحبها يتردد على مكتبة الإسكندرية القديمة، وينقل فقرات من محتوياتها، والبردية مكتوبة باليونانية القديمة.
وإلى جانب مخطوطات البردي القديمة نجد مخطوطات للكتب السماوية، فيوجد مخطوطات للتوراة والعهد القديم نسخة فيراما، الذي أشير إلى أنها طباعة الأصل في أسبانيا عام1553، وعرضت أيضا مجموعة مخطوطات للكتاب المقدس، كان أبرزها نسخة مطابقة لأصل المخطوط بالفاتيكان في القرن الرابع الميلادي، واعتراف آباء الكنيسة في القرن السابع عشر الميلادي، كما عرض أقدم تفسير للقرآن الكريم للبستي والذي كتب عام 368 هـ – 978 م.
كما يضم المتحف مخطوطات في جميع العلوم عبر العصور، منها مخطوطات في الرياضيات والطب والعلوم والفلسفة والمنطق والتشريع وعلوم القرآن والأدب.
وفي علم المنطق يوجد مخطوط “إصلاح المنطق “لإبن سيكيت، الذي كتب عام 418هـ -1027م، وفي العلوم كتاب “كشف الأسرار عن حكم الطيور والأزهار” في القرن الثالث الهجري- التاسع عشر الميلادي، وفي الرياضيات كتاب “الزيج الجامع” لكوشيار الجيلي الذي كتب عام 566 -1170م.
أما كتب العلوم فمنها كتاب “درة الفلسة” لكاتبها ريش جربجور، وطبع في سويسرا 1517 م، حسب ما أشير أسفل المخطوط، هناك كتاب “الحشائش”، الذي طبع في القرن الأول الميلادي، كما وجدت داخل المتحف نسخة طبق الأصل لأول طبعة من أعمال شكسبير المسرحية عام 1623م.
وعندما تتجول إلى داخل المتحف ستجد قطعتان لكسوة سوداء مخططة بخطوط ذهبية أشير إلى أنها إهداء من أحفاد رائد الإقتصاد المصري طلعت حرب لمكتبة الإسكندرية و هي عبارة عن قطعتان من كسوة الكعبة الشريفة و التي أهداه الملك عبد العزيز آل سعود لطلعت حرب عام 1936م.
بالإضافة إلى مخطوطات المتحف هناك كتب تباع للراغبي الشراء من زائري المتحف منها كتاب “لآثار العربية- مستجدات من أبحاث المؤرخ جواد العلي، وهو طباعة مكتبة الإسكندرية.
2 تعليقات