فيديو| زاهي حواس: التشكيك في اكتشاف المدينة الذهبية المفقودة.. تخريف
قال الدكتور زاهي حواس، عالم المصريات، على المشككين في حداثة كشفه الأثري عن المدينة المفقودة التي تحمل اسم «إشراقة آتون»، أن يذكروا المراجع التي استندوا إليه للتشكيك في هذا الكشف الأثري، والذي يقلل جهد الأثريين هناك، وأن الكشف الآخر الذي يتحدثون عنه هو كشف آخر بمنطقة “الملقطة” جنوب معهد هابو، أما الكشف الجديد فهو في المنطقة الشمالية. ووصف حواس منتقد هذا الكشف بأنه “تافه وحقود وكلامه سمك لبن تمر هندي وتخريف”.
زاهي حواس
وأضاف زاهي حواس – خلال مؤتمر صحفي للإعلان عن المدينة الذهبية المفقودة بالأقصر- أنه بداية من سبتمبر المقبل، ستتوفر معلومات عن توت عنخ آمون بالمنطقة الغربية، الذي انتقل من تل العمارنة بعد موت والده أخناتون وظل بالحكم لعشرة أعوام رغم أنه كان يقيم بمنف، إلا أنه في الأغلب قد استغل هذه المدينة، مؤكدا أن أعمال الحفائر بالمنطقة لن تتوقف وستستغرق على الأقل عامين إلى ثلاثة أعوام، نظرا لامتدادها من الناحية الجنوبية والشمالية والغربية باتجاه دير المدينة.
وأعلن عالم المصريات، اكتشاف المدينة المفقودة تحت الرمال شمالي معبهد هابو بغرب مدينة الأقصر، بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، لافتا إلى أنها أكبر مدينة على الإطلاق في مصر وأكبر مستوطنة إدارية صناعية. ويعود تاريخ المدينة إلى عهد الملك أمنحتب الثالث، الملك التاسع من الأسرة الثامنة عشر، واستمر استخدامها من قبل تووت عنخ آمون منذ حوالي 3 آلاف عام.
المدينة المفقودة
وقال زاهي حواس لـ«باب مصر»: إن العمل بدأ في هذه المنطقة للبحث عن المعبد الجنائزي الخاص بالملك توت عنخ آمون، لأنه تم العثور على معبدي كل من “حور محب” و”آي” من قبل، وتسميتهما باسمين هما “المدينة الذهبية”، لأنها بُنيت في عصر الملك أمنحتب الثالث، وهو صاحب العصر الذهبي لمصر التي حكمت فيه العالم، والاسم الآخر هو “المدينة المفقودة” لأننا كنا نعرف اسمها لكن لم يكن هناك أي دليل يقود للكشف عنها.
وأوضح أن الملك أمنحتب الثالث حكم مصر من عام 1391 حتى 1353ق.م، وشاركه ابنه ووريث العرش أمنحتب الرابع “أخناتون” أخر 8 سنوات من عهده. مشيرا إلى العثور على منازل يصل ارتفاع بعض جدرانها إلى نحو 3 أمتار ومقسمة إلى شوارع.
وتابع: لقد كشفنا عن جزء من المدينة يمتد غربا، بينما يعد دير المدينة جزءا من مدينتنا، وبدأت أعمال التنقيب في سبتمبر 2020، وفي غضون أسابيع بدأت تشكيلات من الطوب اللبن بالظهور في جميع الاتجاهات، وكانت دهشة البعثة الكبيرة، حينما اكتشفت أن الموقع هو مدينة كبيرة في حالة جيدة من الحفظ، بجدران شبه مكتملة، وغرف مليئة بأدوات الحياة اليومية، وقد بقيت الطبقات الأثرية على حالها منذ آلاف السنين، وتركها السكان القدماء كما لو كانت بالأمس.
مدينة هابو
وقالت الدكتورة بيتسي بريان، أستاذة علم المصريات بجامعة جون هوبكنز: إن اكتشاف هذه المدينة المفقودة هو ثاني اكتشاف أثري مهم بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون. مشيرة إلى أن الاكتشاف لم يمنحنا فقط لمحة نادرة عن حياة قدماء المصريين في عصر الإمبراطورية، ولكنه أيضا سيساعدنا في إلقاء الضوء على أحد أعظم الألغاز في التاريخ ولماذا قرر إخناتون ونفرتيتي الانتقال إلى العمارنة؟
وأضافت، تقع منطقة الحفائر بين معبد رمسيس الثالث في مدينة هابو ومعبد أمنحتب الثالث في ممنون. وقد بدأت البعثة المصرية العمل في هذه المنطقة بحثا عن معبد توت عنخ آمون الجنائزي، وكان الملك “آي” خليفة توت عنخ آمون هو من قام ببناء معبده على موقع تم تجاوره لاحقًا على جانبه الجنوبي بمعبد رمسيس الثالث في مدينة هابو.
وكان الهدف الأول للبعثة هو تحديد تاريخ هذه المدينة، حيث تم العثور على نقوش هيروغليفية على أغطية خزفية لأواني النبيذ، وتخبرنا المراجع التاريخية أن المدينة كانت تتألف من ثلاثة قصور ملكية للملك أمنحتب الثالث، بالإضافة إلى المركز الإداري والصناعي للإمبراطورية.
تاريخ المدينة
فيما أكدت عدد كبير من الاكتشافات الأثرية على تاريخ المدينة مثل الخواتم والجعارين والأواني الفخارية الملونة والطوب اللبن، الذي يحمل أختام خرطوش الملك أمنحتب الثالث، وبعد سبعة أشهر فقط من التنقيب، تم الكشف عن عدة مناطق أو أحياء بتلك المدينة.
وعثرت البعثة في الجزء الجنوبي على المخبز ومنطقة الطهي وأماكن إعداد الطعام كاملة مع الأفران وأواني التخزين الفخارية، والذي كان يخدم عددًا كبيرًا من العمال والموظفين.
أما المنطقة الثانية، والتي تم الكشف عنها جزئيًا وهي تمثل الحي الإداري والسكني، حيث تضم وحدات أكبر ذات تنظيم جيد. وهذه المنطقة مسيجة بجدار متعرج، مع نقطة دخول واحدة فقط تؤدي إلى ممرات داخلية ومناطق سكنية. وهذا المدخل الوحيد يجعلنا نعتقد أنه كان نوعًا من الأمن حيث القدرة على التحكم في الدخول والخروج إلى المناطق المغلقة.
وتعتبر الجدران المتعرجة من العناصر المعمارية النادرة في العمارة المصرية القديمة، وقد استخدمت بشكل أساسي في نهاية الأسرة الثامنة عشر.
أما المنطقة الثالثة فهي ورشة العمل، حيث تضم بإحدى جهاتها منطقة إنتاج الطوب اللبن المستخدم لبناء المعابد والملحقات، ويحتوي الطوب على أختام تحمل خرطوش الملك أمنحتب الثالث (نب ماعت رع).
وتم اكتشاف عدد كبير من قوالب “الصب” الخاصة بإنتاج التمائم والعناصر الزخرفية الدقيقة، وهذا دليل آخر على النشاط الواسع في المدينة لإنتاج زخارف كل من المعابد والمقابر. وعثرت البعثة أيضا في جميع أنحاء مناطق الحفائر على العديد من الأدوات المستخدمة في النشاط الصناعي، مثل أعمال الغزل والنسيج، كما تم اكتشاف ركام المعادن والزجاج، لكن المنطقة الرئيسية لمثل هذا النشاط لم يتم اكتشافها بعد.
كما تم العثور على دفنتين غير مألوفتين لبقرة أو ثور داخل إحدى الغرف، ومازال البحث جار لتحديد طبيعة والغرض من هذه الدفنات، كما تم العثور على دفنة رائعة لشخص ما بذراعيه ممدودتين إلى جانبه، وبقايا حبل ملفوف حول ركبتيه، ويعد موقع ووضع هذا الهيكل العظمي غريب نوعًا ما، وهناك المزيد من البحث حول هذا الأمر. كما تم العثور على إناء يحتوي على جالونين من اللحم المجفف أو المسلوق (حوالي 10 كجم) ويحمل نقوش قيمة يمكن قراءتها: “السنة 37، لحوم مسلوقة لعيد حب سد الثالث من جزارة حظيرة “خع” التي صنعها الجزار إيوي”.
كما عثرت البعثة أيضا على نص منقوش على طبعة ختم يقرأ: “جم با أتون” أي مقاطعة آتون الساطع، وهذا اسم معبد قد بناه الملك أخناتون بالكرنك.
فيما تم الكشف عن مقبرة كبيرة لم يتم تحديد مداها بعد، واكتشفت البعثة مجموعة من المقابر المنحوتة في الصخور بأحجام مختلفة والتي يمكن الوصول إليها من خلال سلالم منحوتة في الصخر، وهناك سمة مشتركة لبناء المقابر في وادي الملوك ووادي النبلاء. ومازال العمل جار وتتوقع البعثة الكشف عن مقابر لم تمسها يد مليئة بالكنوز.
اقرأ أيضا
معرض للمكتشفات الحديثة.. في احتفالية 45 عاما على افتتاح متحف الأقصر
تعليق واحد