رغم نفي الآثار.. دراسات علمية تؤكد اكتشاف مجسم وبوابة بجوار هرم خوفو
أثار الإعلان عن اكتشاف مجسم أو هيكل ضخم بجوار هرم خوفو الأكبر جدلا واسعا، إذ نفت وزارة السياحة والآثار، ما تم تداوله عن قيام أحد البعثات الأثرية باكتشاف مجسم بجوار هرم خوفو رغم نشر نتائج الدراسة العلمية قبل أيام.. «باب مصر» يتتبع حقيقة هذا الاكتشاف وتاريخه وحقيقة عمل البعثة بالمنطقة.
نفي الآثار
بحسب بيان وزارة السياحة والآثار، قال أشرف محي الدين، مدير عام منطقة آثار الهرم، إن البعثة اليابانية من جامعة وسيدا أجرت مسحا أثريا راداريا خلال موسم حفائر العام الماضي (2022- 2023) بموقع الجبانة الغربية بمنطقة أهرامات الجيزة. وأضاف البيان أن أعمال المسح الأثري الراداري التي أجريت العام الماضي أكدت وجود تجويف داخل الأرض دون معرفة ما هيئته أو إذا كان فارغا أو يحتوي على شيء بداخله.
وشكل المجلس الأعلى للآثار بعثة أثرية مصرية يابانية لعمل الحفائر الأثرية بموقع التجويف. ويؤكد البيان أنه لم تُسفر هذه الأعمال عن أي اكتشافات أثرية جديدة بالمنطقة.
استكشاف جيوفيزيائي
نشرت الدراسة في مطلع مايو الجاري، عن استكشاف GPR وERT في المقبرة الغربية بالجيزة، وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة “Archaeological Prospection – التنقيب الأثري” بتاريخ 5 مايو 2024. أجرى الفريق الحالي الاستكشاف الجيوفيزيائي باستخدام تقنية GPR والتصوير المقطعي للمقاومة الكهربائية (ERT) في المقبرة الغربية بالجيزة، في الفترة 2021-2023. ورقم المنحة هو JSPS KAKENHI JP20K20990.
كما أُجري البحث من قبل فريق مشترك من جامعة هيجاشي نيبون الدولية وجامعة توهوكو والهيئة الوطنية للبحوث. ومعهد الفلك والجيوفيزياء (NRIAG) بحلوان.
حصل الفريق على منحة تحمل رقم JSPS KAKENHI JP20K20990. وأُجري البحث بمشاركة عدد من الباحثين المصريين واليابانيين، وهم موتويوكي ساتو، ريوما سايتو، هيروماسا كوروكوتشي، كازوميتسو تاكاهاشي، جاد القاضي، ساكوجي يوشيمورا، وائل جاويش، هاني مصباح، أيمن طه، محمد الديب، أحمد علي، عباس محمد.
هيكل على شكل حرف L
وتفيد الدراسة بوجود بناء غريب أو بنية متصلة ببنية أعمق، وتم تصوير الهيكل ويتخذ شكل حرف L في المستوى الأفقي، 10م× 10م، بواسطة GPR. وتم ردمه بعد بنائه. يرجح الخبراء أنه ربما كان مدخلا إلى البنية الأعمق. ويصل عمقها إلى 2 متر، بالإضافة إلى اكتشاف شذوذ شديد مقاوم للكهرباء، ومن المحتمل أن تكون في الكثبان الرملية عبارة عن خليط من الرمل والحصى.
بدأت الدراسة منذ عام 2005 حين استخدم أوريستاليو وهالدورسن وإنجلوند تقنية GPR بالقرب من أبو الهول، وفي عام 2008 أجرى عباس وسلطان وسانتوس، مسح المقاومة الكهربائية في الموقع الأثري حول هرم الملكة بالجيزة ووجدوا هياكل تحت السطح على عمق عدة أمتار.
وفي عام 2012 قاموا بدمج ERT مع GPR لرسم خريطة للهياكل تحت السطح والمعالم الأثرية في منطقة الجيزة. وبعدها بثلاثة أعوام استخدم بارسوكوف وفاينبرج تقنية المقاومة الكهربائية لفحص التراكيب الجيولوجية حتى عمق 100 متر.
وفي عام 2019، استخدم شرف الدين وآخرون مزيجًا من مسح المقاومة الكهربائية مع GPR للتحقيق في منسوب المياه الجوفية في هذه المنطقة.
أهمية المسح
لفتت المنطقة انتباههم لعدم وجود بقايا كبيرة فوق سطح الأرض. لكن البحث عن أي شيء تحت الأرض كان محلا للدراسة. وتقع منطقة المسح جنوب المصطبة G4000 والتي تعرف بمقبرة الأمير حميونو. وهي منطقة رملية لا يوجد بها هياكل مرئية، ويوجد بها تلال صغيرة في عدة أماكن، حيث تحتوي الرمال على كتل صخرية. ويمتد طريق مستقيم من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي عبر منطقة المسح. الطريق من الرمل المضغوط ولا يحتوي على أي مواد بناء كالخرسانة.
تم استخدام نظام تحديد المواقع العالمي والأقمار الصناعية، وتظهر الصور شذوذ كبير في الطرف الشمالي من منطقة المسح، وهو ما يتوافق مع المنطقة الواقعة بين الأسهم، وأقصى عمق لها حوالي 1.2 متر. ويتم استخدام تقنية “ERT” لتحديد المعالم مثل الجدران والأساسات والحفر وغيرها من الحالات الشاذة التي قد تشير إلى وجود بقايا أثرية. وتم إجراء مسوحات المقاومة الكهربائية في إبريل 2022، لاستكشاف المنطقة الأعمق التي تم تصويرها بواسطة GPR.
وكشف البحث وجود شذوذات المقاومة المكتشفة على أعماق تزيد عن 8.0 أمتار إلى التحول الطبيعي في التربة تحت السطح. وتحديدًا وجود مادة مصفوفة من الحجر الجيري غرب هرم خوفو في هضبة الجيزة.
مصطبة وبوابة قديمة
وبحسب نص الدراسة: “ الهيكل المسبب لهذه الشذوذات يمكن أن يكون عبارة عن جدران عمودية من الحجر الجيري أو أعمدة تؤدي إلى هيكل المقبرة. وهذه النتيجة تتفق مع الأعمال السابقة التي أجريت في نفس المنطقة. وحدد البحث منطقة الشذوذ تقريبًا، لكن الهيكل والبوابة غير واضحين، ومن أجل التحقق من شكل الهيكل الأثري المدفون، أجرى الفريق 3 مسوحات في غضون بضعة أشهر.
وتستكمل الدراسة عن اكتشاف الهيكل الأثري: “يمكننا أن نجد صورة واضحة على شكل حرف L في الشمال يبلغ عرضه 20 مترا. الخط المستقيم المائل من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي هو قطعة أثرية ناجمة عن طريق يعبر منطقة المسح. والعثور على العديد من الحالات الشاذة الصغيرة المنفصلة في المنطقة بأكملها”.
ويضيف فريق البحث عن الاكتشاف: “تم محاذاة هيكلين متوازيين من الشمال إلى الجنوب في المنطقة الشمالية الغربية من منطقة المسح. وهي موازية تمامًا للمصاطب الموجودة، كما أن حجمها هو نفسه أيضًا. وهذا يدل على أنها بقايا مصطبة مكسورة”.
ساكوجي يوشيمورا.. حلم اكتشاف الأهرامات
أحد أعضاء فريق البحث الياباني هو “ساكوجي يوشيمورا” عالم المصريات والكاتب والممثل، الذي أثار الجدل قبل أشهر بظهوره مع مصطفى وزيري، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، خلال حديثه عن خطته في مشروع تبليط هرم «منكاورع».
ورغم أن هذا المشروع لاقى رفضا علميا، إلا أن يوشيمورا، يشارك في الاكتشاف الحالي الذي انتهى خلال عام 2023، وتم الإعلان عنه قبل أيام في مايو 2024.
المقبرة الغربية بالجيزة
تُعرف المقبرة الغربية بالجيزة بأنها مكان دفن مهم لأفراد العائلة المالكة وضباط الطبقة العليا. ويوجد بها معظم المصاطب من الشمال إلى الجنوب بشكل منتظم، ولكن توجد بينها مساحة مسطحة خالية.
هذه المساحة كانت محل اهتمام العلماء منذ عشرينات القرن الماضي. وأجرى هران يونكر حفريات حديثة بالمقبرة الغربية في منذ عام 1929 حتى عام 1950. وفي عام 1953 بحث أبوبكر في المنطقة أيضا، وتبعه جورج ستيندورف وهولشر في عام 1991، للتنقيب في العديد من المصاطب، من الأسرة الرابعة إلى الأسرة السادسة. واكتشفوا العديد من القطع الأثرية.
اقرأ أيضا:
بعد رفض مشروع «تبليط الهرم».. ماذا كتب «راهب الصحراء» عن سفن الأهرامات؟