رغم إغلاق المصنع: «نور» خزاف بجراجوس يسوق منتجاته في المعارض
على يد كبار الفنانين الأوائل بمصنع الخزف بجراجوس، إحدى القرى التابعة لمركز قوص في قنا، تعلم «نور» المهنة وأصبح خزافا يصنع منتجات مختلفة يبيعها لأهالي القرية ويشارك بها في المعارض المختلفة. رغم إغلاق المصنع منذ عامين، لم يتوقف الخزاف عن العمل واستمر في تطوير ذاته والاعتماد على أدواته.
استمرار العمل
يقول نور شوقي لبيب، خزاف بالقرية لـ”باب مصر”: “بعد إغلاق مصنع الخزف بالقرية، قررت شراء معدات، واستخدمت منزل قديم لدينا. وبدأت في صناعة الخزف، وتجهيزه بالطلب، وتوفير ما يحتاجه الأهالي في القرية والقرى المجاورة. وأيضا توفير ما أشارك به في المعارض بالقاهرة والإسكندرية”.
وتابع: أصبحت صناعة الخزف مهنتي التي لا استغنى عنها أبدا. أحبها وأعشق العمل فيها، من قطعة طين صغيرة، أشكل منتجات عديدة كما أريد.
أما عن مراحل إنتاج أي قطعة، فتبدأ من شراء الطين الأحمر من أسوان، وتنقيته من الشوائب. وبعد ذلك تركه في أحواض كبيرة بها مياه وتصفيته من الشوائب، وبعدها يتم خلط الطين بالمياه، لتصبح عجينة متماسكة. ويضغط عليها حتى تخرج منها الهواء، وحتى لا تتعرض للتشقق داخل الفرن.
بعدما تصبح العجينة قطعة واحدة جاهزة للتشكيل، يتم وضعها على “الدولاب” وتشكيلها حسب الرغبة. وبعد ذلك يتم تركها حتى تجف لمدة يومين، وبعدها تأتي مرحلة الخرط. ثم الكتابة أو الحفر أو الرسم عليها، ومنها مرحلة الحرق الأولى والصنفرة، ثم التلوين، والدهان. وأخيرا مرحلة التشطيب والحرق الثانية في الفرن لتخرج بعد ذلك قطعة نهائية جاهزة للعرض والبيع. ويذكر نور أنه يضع كلمة جرا جوس باللغة العربية والإنجليزية على المنتج كعلامة تجارية يستخدمها في التسويق للقرية.
منتجات مختلفة
يقول الخزاف: “منتجات كثيرة أقوم بتشكيلها من الفخار مثل بولات الشوربة وأكواب الشرب وأطقم حلل من الخزف، وبراد الشاي، وأطباق التسالي والأطباق العادية، وغيرها الكثير”. ويشير إلى أنه يذهب للمشاركة في المعارض المختلفة بالقاهرة والإسكندرية منذ أن كان في مصنع الخزف. إذ كانت المعارض مستمرة في الصيف والشتاء.
ويضيف: حينما كنت أعمل في مصنع الخزف، حضرت عدة زيارات لسفير الفاتيكان ورئيس السويد وزوجته، والفنانة فاتن حمامة، وعدد من الوزراء ومحافظين قنا، والراحل عبدالرحمن الأبنودي وكثير من المثقفين من مختلف المحافظات. حيث كانت القرية مقصدا للسياحة منذ سنوات عديدة، فكان لا يمر عام من الأعوام إلا وتمتلئ القرية بالسياح ممن يأتون لزيارة مصنع الخزف ومتحف التحنيط بالقرية. ولكن بسبب اختلاف الوضع الآن، أعمل على إنتاج قطع فردية تتناسب مع احتياجات الزبائن، وبيعها بسعر مناسب لهم.
يوضح لبيب أنه برغم استمراره في مهنة صناعة الخزف التي يحبها ولا يستطيع الاستغناء عنها، إلا أنه يعمل بمهن أخرى بجانبها. كي يستطيع الإنفاق على أسرته بشكل جيد، وتزويد دخله.
واختتم حديثه: “لن أترك مهنة الخزاف، رغم دخلها القليل، فأنا متمسك بها. خاصة أنني عشت طفولتي في مصنع الخزف فتعلمتها وارتبطت بها وارتبطت بي”.
مصنع الخزف
يشار إلى إغلاق مصنع الخزف بجراجوس للمنتجات التراثية عام 2021، بعد تسليمه للكنيسة الكاثوليكية بعد نزاع قضائي استمر عدة أشهر بين المؤسسين من الفنانين التشكيليين ومطران الكنيسة. ليصدر حكما قضائيا بأحقية الكنيسة بالمصنع. والمصنع تم تشييده على يد المهندس المعماري حسن فتحي عام 1955. بفكرة الأب الفرنسي أسطفيان دي مونجولوفييه، الذي أراد تعليم الأهالي فن صناعة الخزف.