خيامية وكروشية: فنون الحرف اليدوية في معرض «مصري وبس»

على مدار يومين، نظمت مؤسسة «من البلد» للفنون والحرف اليدوية معرض «مصري وبس» في دورته العاشرة، والذي ضم أعمالا يدوية من فنون النسيج والتطريز والخيامية والكروشية، وذلك داخل مبنى المعهد الثقافي الفرنسي بشارع النبي دانيال بمدينة الإسكندرية.
أول معرض مصري لفنون النسيج
قالت المهندسة رحاب منصور، مسؤولة المعرض: “أعمل في مجال تنمية الحرف اليدوية المصرية منذ عام 2000، ثم افتتحت مشروعي الخاص عام 2008 باسم “من البلد”. وبالرغم من أن مقره في الإسكندرية، إلا أنني أعمل على تنمية الصناعات اليدوية في جميع أنحاء مصر. وذلك من خلال جولاتي بالمحافظات المختلفة وبحثي عن الحرف التراثية الخاصة بكل منطقة وأعمل على دعمها من خلال تشجيع الإنتاج أو تطويرها”.
وتابعت: “أحرص على أن يكون المعرض سنويا في الإسكندرية، فمدينة الإسكندرية تشتهر بالحرف اليدوية مثل صناعة الأوية التي اندثرت حاليا، وصناعة الكروشية أيضا. فنحن نبحث دائما عن الحرف التي نستخدمها جميعا في حياتنا اليومية ولا تخص فئة أو مهنة معينة. فمصر لديها من غزارة الإنتاج ومن التراث ما يجعلنا نخصص معرضا لكل حرفة، مثل الخزف فقط أو السجاد فقط”.
وأشارت منصور إلى أنه لأول مرة يتم تنظيم دورة مخصصة لفنون حرفية يدوية معينة. فتميزت الدورة العاشرة من معرض “مصري وبس” بأنها متخصصة لعرض فنون النسيج اليدوي التراثي والمعاصر من مختلف أنحاء جمهورية مصر العربية. مثل نسيج أخميم ونقادة والكليم والسجاد والجبلان والحصير. وأيضًا فنون التطريز اليدوي المصري مثل التلي والمنسج والشنيط وتطريز شمال وجنوب سيناء، والتطريز الريفي وفنون سيوة، وأساليب الطباعة على النسيج مثل الباتيك والعقد والربط. بالإضافة إلى فن الخيامية والكروشية والمكرمية وفن الپاتشورك.
حرف يدوية في طريقها للإندثار
واستطردت قائلة: “المعرض هذا العام يعد أول معرض مصري متخصص في النسيج المصري. وضم 19 عارضا من مختلف أنحاء مصر، منهم عارضون أو ثلاثة فقط من مدينة الإسكندرية. ويوجد عارضون من محافظات؛ سوهاج وأسيوط وسيوة ومرسى مطروح والقاهرة والمنوفية والفيوم وقنا. وأيضا من سانت كاترين والعريش وجنوب وشمال سيناء”.
وأشارت منصور إلى أن هناك عددا من الحرف اليدوية في طريقها للاندثار، مثل حرفة صناعة الكليم. فلا يوجد اهتمام بهذه الحرفة المصرية الأصيلة والمتميزة التي كان مركزها في “فوة” بمحافظة كفر الشيخ. ومنها نقلت إلى محافظات أخرى كثيرة، وفيها عدد من المبدعين في الحرفة. ولكن حاليا لا نجد من يسعى لتعلم أصل الحرفة المصرية. فالجميع يسعى لتعلم تكنيك سريع وإنتاج أكثر غزارة. لكن المنتج النهائي أقل جودة وجمالاً كثيرا من التكنيك المصري القديم.
بالإضافة إلى حرفة صناعة السجاد في أسيوط، التي اندثرت حاليا بعدما كانت متميزة جدا. ويرجع سبب ذلك إلى عدم تقدير العامل ماديًا فيترك الحرفة إلى أي عمل آخر. فهو لم يجد الدعم للإنتاج والتوزيع، فيترك مهنته بحثا عن عائد أعلى، فتندثر الحرفة تدريجيا.
صعوبة تقديم معرض متخصص آخر
أما عن الشراكة مع مؤسسات حكومية في تنظيم المعارض قالت منصور: “لا أسعى للعمل مع مؤسسات رسمية حكومية لأن لها متطلباتها وقواعدها وطريقتها الروتينية التي لا أحبذها في عملي”. مشيرةً إلى أنه يُقام المعرض كل عام في شهر مارس، ولكن هذا العام، نظرا لأن توقيت المعرض يتزامن مع شهر رمضان المبارك، تم تنظيمه مبكرا. كما سيكون هناك معرض آخر في إبريل القادم بمناسبة أعياد الربيع، ولكن لن يكون متخصصا في حرفة يدوية معينة”.
وعن الدورة القادمة من معرض “مصري وبس” أوضحت، أنه لا توجد نية لجعله معرضا متخصصا في حرفة يدوية معينة مثل هذا العام. ولكن سيكون معرضا لمختلف الحرف اليدوية، وهذا بسبب الحاجة إلى داعم مالي قوي لنقل المنتجات من مختلف أنحاء الجمهورية. فدائما الجهات المانحة تتجه للمشروعات القومية، ولم نستطع الحصول على أي دعم.
اقرأ أيضا:
بعد رسوها 3 أيام.. «السفينة الأجمل في العالم» تغادر ميناء الإسكندرية