خريطة العمران بمصر القديمة سابقا أسيوط حاليا
خريطة العمران
تعد محافظة أسيوط من أقدم وأعرق محافظات مصر، وقد اكتسبت أهميتها في مصر الفرعونية لما لها من موقع متوسط بين أقاليم الصعيد ولكونها مركزا للقوافل التجارية المتجهة إلى الواحات الغربية ومنها إلى السودان وبلاد شمال أفريقيا، وذلك عن طريق درب الأربعين الشهير، حسب أحمد عبد الرحيم عبد المجيد، مدير إدارة الحيازة بآثار أسيوط.
أقدم الحضارات – خريطة العمران
يقول مدير إدارة الحيازة بآثار أسيوط، إن تاريخ المحافظة يعود إلى أقدم الحضارات فيما قبل التاريخ والمعروفة بحضارتي “دير تاسا” التي تمثل بالمرحلة الأولى للعصر الحجري الحديث من ٥٠٠٠: ٦١٠٠ ق.م، وحضارة البداري، التي تمثل بداية ظهور المعادن وخاصة النحاس، ولذا يطلق عليها العصر النحاسي، التي اعتبرت طفرة حضارية واسعة للتقدم في عصور الفرعونية القديمة.
خمسة أقاليم
ويشير مدير إدارة الحيازة بآثار أسيوط إلى أن أسيوط كانت تضم خمسة أقاليم فرعونية من أقاليم الصعيد، البالغ عددها 22 إقليما، وكان لكل إقليم من تلك الأقاليم الخمسة عدد من المدن والقرى الصغيرة، التي اندثرت بعضه، منوها أنه كان يمثل كل إقليم منهم معبود رسمي ينتمي إليه وعاصمة إدارية “مقاطعة”.
وأوجيت وأبوتيج
ويوضح “عبد المجيد” أن أول تلك الأقاليم الخمسة لأسيوط من الجنوب إلى الشمال، هما الإقليم العاشر، الذي كان تطلق عليه اسم “واوجيت” الذي يعبر عن اسم معبودته الكبرى “الألميحلة”، وأهم مدن هذا الأقليم مدينة “شبو” أي التعلين أو “الصندلين” ومكانها حاليا مدينة أبوتيج، وهي تعتبر العاصمة الإدارية للأقليم.
قاو وعتتى
أما العاصمة الثانية، فهي مدينة قاو، واسمها القديم Dw_q’3، الذي يعني الجبل المرتفع ويبدو أن الإقليم القديم قد وصل للغة القبطية المنطوقة، وانتقل للعربية أيضا وتسمي بـ”قاو” الكبيرة وقد عرفت بوجود معبد بطلمي دمر تماما حاليا، وكذلك تقع به مقابر الدولة الوسطى لحكام التعليم، حيث يظهر اسم “عتتي” بوضوح وهو اسم معبود الإقليم على أنه “سيد ثبو”.
شاس حوتب
ويكمل مدير الإدارة حديثه، قائلا: أما الإقليم الحادي عشر فقد أطلق علية اسم “شاي” على أساس أن المعبود “ست” الذي ظهر في نصوص مقابر بني حسن هو “شاوى” ولذا مقابر دير ريفا، بل ظهر اسم الموقع الرئيسي في الإقليم “شاس حوتب” بمعنى “شاى المهدي” الذي تقبله بانتظام في نصوص مقابر دير ريفا، حيث دفن حكام هذا الإقليم، مشيرا إلى اختفاء تلك المدينة التي حملت هذا الاسم القديم، وشيدت فوقه قرية شطب حاليا جنوب مدينة أسيوط بقيت في القبطية ثم “هبستيلين” في اليونانية ثم شطب الحالية.
جو_أف وأبنوب
ويضيف الأثري أحمد أنه قد عرف الإقليم الثاني عشر باسم “جو_ أف” Dwf أي “جبله” يعني جبل المعبود “أنبوبنيس” وعاصمة “بر_حور_نيو” أبنوب حاليا.
أسيوط الحارسة
أما مدينة أسيوط فقد اشتق اسمها من الاسم القديم، الذي نطق بعدة ألفاظ منها ساؤوت أو ساوي أو ساوت ومعناها لو اعتبر الاسم فاعل فستصبح الحارسة أو الحامية ولو أنها اسم مفعول فستصبح “المحروسة” أو “المحمية” ثم ساوت في القبطية وفي اليونانية ليكوبنوليس أي مدينة الذئب نسبة إلى ابن أوتى المعبود فاتح الطرق ومرشد الموتى إلى العالم الآخر، وعندما وصل العرب أطلقوا عليها أسيوط.