«خرائط الشرائط» و«أعمال الدراسات السكندرية» في ختام فعاليات أيام التراث
كتب: أحمد جلال
اختتمت مساء السبت، فعاليات برنامج «أيام التراث السكندري»، بافتتاح المعرض التفاعلي «خرائط الشرائط» لأسامة حلمي ؤزؤز، وكذلك استعراض الأعمال الحديثة التي تجري بمركز الدراسات السكندرية.. «باب مصر» يلقي الضوء على فعاليات الختام.
معرض خرائط الشرائط
معرض صممه الفنان أسامة حلمي وشهرته “ؤزؤز”، بدعم من مركز الدراسات السكندرية، وأقيمت فعالياته بمركز البحارة الألمان الواقع قرب وابور المياه بالإسكندرية. افتتح المعرض السيد سباستيان، مدير مركز البحارة، وتدور فكرته حول كيفية اكتشاف المدن التي نعيش فيها ونحن نبحث عن شرائط الكاسيت.
اعتمد المعرض على التفاعلية مع الجمهور والتجول الحر عبر عدة محطات، في المحطة الأولى يمكنك أن تستخدم أي جهاز من أجهزة الـ”وكمان” المتاحة للاستماع لأي شريط من شرائط الكاسيت، ولأن أجهزة الـ”وكمان” نفسها قديمة والشرائط أيضا، فجودة الأغنية لن تكون هي عنصر الجاذبية الأول للاستماع، ولكن، التجربة نفسها التي تعود بك إلى الوراء، فتتذكر أزمنة البحث على الأرصفة والحواري والأزقة عن شرائط الكاسيت، وتتبادل الحكايات مع آخرين لا تعرفهم لكن تجمعك بهم تجربة حول شرائط الكاسيت القديمة.
في المحطة التالية يمكنك أن تدخل على غرفة ستوديو لتسجل على شريط كاسيت وباستخدام “وكمان” أيضا، حكايتك الشخصية مع الشرائط، أي حكاية تريد أن تحكيها وتسجلها، فتحكي عن تجربتك الشخصية مع شرائط الكاسيت، البحث عنها والاستماع إليها. وفي المحطة الرابعة يمكنك خلالها أن تستمع لتسجيلات آخرين عن حكاياتهم مع شرائط الكاسيت.
أما المحطة الرابعة والأخيرة يمكنك عبرها أن تطبع لنفسك خريطة لتجوالك في المدينة، التجوال المرتبط بمسارات البحث عن شرائط الكاسيت القديمة، تحتفظ بها كتذكار شخصي. بحيث تكون جغرافية الإسكندرية في الخريطة هي جغرافية مساراتك فيها.
يحتوي المعرض الذي تستمر فعالياته حتى 17 نوفمبر الجاري، على مجموعة من البوسترات لفناني صناعة شرائط الكاسيت، من المطربين ومصممي واجهات الشرائط نفسها.
أعمال الدراسات السكندرية
كما شهدت فعاليات الختام أيضا، محاضرة للدكتور توما فوشيه، مدير الدراسات السكندرية، ألقاها بمكتبة الإسكندرية، استعرض خلالها ما كشفت عنه الحفائر التي قام بها المركز طوال الفترة السابقة.
أكد فوشيه استهداف مركز الدراسات السكندرية، دراسة كل ما يخص الإسكندرية من ناحية الآثار أو التاريخ، كما يغطي كل مراحل تاريخ الإسكندرية. ثم استعرض أعمال المركز قائلا: “سأقدم لكم جزءا من أعمالنا لأن هناك أعمالا لا تزال جارية. أول هذه الأعمال المهمة كانت في منطقة كوم بهيج التي تبعد حوالي 50 كيلو مترا غرب الإسكندرية بالقرب من مطار برج العرب. بدأت أعمال التنقيب هناك منذ عام 2016. يشمل موقع كوم بهيج حفائر تمتد إلى نهاية العصر الروماني. وقبل أن نقوم بأعمال التنقيب وجدنا آثارا لمعبد، فقمنا بعدد من المسوح للكشف عنه. واعتنى فريق التنقيب بإخراج الكتل الحجرية في المنطقة لكي نصل إلى المعبد الرئيسي. وأكبر اكتشاف حققناه هو الوصول إلى هذا الرأس الذي يخص الملك أغسطس وقد أخرجناه العام الماضي، وهو موجود الآن في المتحف اليوناني الروماني بعد إعادة افتتاحه. وما نأمله هو أن نجد الجسم الخاص بهذا الرأس”.
وتابع: كما تم الكشف أيضا عن مجموعة من الكتل الحجرية الكبيرة التي قمنا بنقلها وصيانتها وإجراء مسح ضوئي لوضع كل العناصر. وتجميعها بهدف تكوين فكرة عن استخدام هذه الكتل الحجرية. واعتقد أنها قد تكون جزءا من بوابة كبيرة كانت موجودة في المنطقة.
يشير فوشيه أيضا إلى أهمية الموقع إلى الحد الذي دعاهم لتأسيس مدرسة تنقيب هناك. يقول: “أما مدرسة التنقيب التي نظمناها في كوم بهيج فهي تشهد أعمال تنقيب مستمرة، ويتم تحليل كل المواد المستخرجة وعمل مسوح لها. قمنا أيضا في عام 2022 بحملة تنقيب ومسح واسعة. وهي حملة لها أولوية كبيرة بالنسبة لنا نظرا لعمليات التطوير العمراني الجارية هناك وامتداد الطرق التي ربما تطمس معالم المكان وتخفى كنوزه الأثرية”.
فنار الإسكندرية
“جرت أيضا أعمال تنقيب في منطقة فنار الإسكندرية بمشاركة علماء آثار مصريين وفرنسيين. وسنستكمل هذه الأعمال عند قلعة قايتباي”. هكذا يوضح فوشيه – خلال محاضرته.
واستطرد فوشيه حديثه: “الموقع الذي قام عليه الفنار القديم لا يزال محل نظر. وهناك أسئلة مازالت تدور بشأن موقع فنار الإسكندرية القديمة. هل هو نفس المكان التي أقيمت عليه لاحقا قلعة قايتباي أم أنه كان في موقع مختلف؟”. وفي آخر مرة قام بها الغواصون لعمل هذا المسح وجدنا ما يقرب من أربعمائة ألف كتلة حجرية. ونعتقد أن جزءا كبيرا من هذه الكتل ينتمي لمبنى فنار الإسكندرية القديم”.
وتابع: كانت سياستنا هي استخراج هذه الكتل، ولكن ذلك كان مكلفا للغاية. وهناك بعض القطع المعروضة في متحف كوم الدكة المفتوح، ولا تزال أعمال التنقيب جارية. كما سنقوم بعمل مشروع للتنقيب عن فنار الإسكندرية ومحاولة إقامته من جديد، وهذا أمر بالغ الصعوبة. فهناك ما يقرب من سبعة آلاف طن من الكتل الحجرية أي ما يعادل وزن برج إيفل الموجود في باريس.
ونوه مدير مركز الدراسات، بإطلاق موقع إلكتروني عما قريب، يضم انجازات المركز تحديدا فيما يخص فنار الإسكندرية القديم، وسيكون الموقع متوفرا باللغات الثلاث الفرنسية والإنجليزية والعربية. بالإضافة إلى مجموعة من الإصدارات الورقية التي يشرف عليها متخصصون في التاريخ اليوناني والروماني بالإسكندرية.
اقرأ أيضا:
«تراث الإسكندرية في الأرشيف».. محاضرة ضمن فعاليات أيام التراث بمكتبة الإسكندرية