حكاية شطب| الدرب الأخضر والديك المسحور
تصوير: أحمد دريم
تزامنا مع صدور “حكاية شطب” أول قصة موجهة للأطفال ومبنية على التراث الأثرى بقرية شطب أسيوط، تتبع “باب مصر” الأماكن التراثية التى حكى عنها الكتاب.
شارع الدرب الأخضر، لا يتعدى عرضه متران ونصف، متفرق منه حواري صغيرة، منازل معمارية قديمة مبنية بالطوب اللبن، مزخرفة أبوابها بالرسومات الفرعونية القديمة، بعضها مغلق وتهدمت أجزاء منه وأخرى مازالت تعافر الزمن من أجل البقاء.
الدرب الأخضر
حكاية تسمية شارع الدرب الأخضر الذي يعتبر ضمن أبرز الشوارع بقرية شطب بهذا الاسم مثل “حكاية شطب” لا يعرفها الكثير سوى بعض الروايات المتداولة بين الأهالي، فيوضح إبراهيم ناجي، طالب بقسم التاريخ بكلية التربية وأحد سكان المنطقة، أن حكاية الدرب الأخضر لم نعرف سوى بعض الراويات التي تتداول بين الأهالي ونقلت حكايتها من قبل الأجداد وأهالي القرية الكبار الذين حكوها لنا.
فالرواية الأولي تقول أن الشارع سمي بهذا الاسم قديمًا كونه الشارع المشهور بقرية شطب ومبنية معظم منازله بالطوب اللبني الذي يطلق عليه الطوب الأخضر القديم فكانت معظم منازل الدرب مبنية بهذا الطوب القديم، ولكن مع مرور الزمان هدم بعضها وأصبحت مبنية بالطراز الحديث والأخرى مهددة بالانهيار بسبب قدم المباني.
الديك المسحور
أما الرواية الثانية، وهي ترتبط بقرية شطب كلها بما فيها شارع الدرب الأخضر وهي قصة الديك المسحور والناس التي شاهدته كانت تحكي أنه كان يظهر قبل آذان الفجر أو في وقت متأخر من الليل، أي شخص يحاول ضربه أو يؤذيه أو يعترض عليه كان هذا الديك يختفي نهائيًا من الشارع الذي كان يظهر فيه، والشخص الذي يؤذيه بعدها تحدث مصيبة عنده سواء حرق منزله أو غيرها أو تحدث كارثة.
بناء شطب
ذكر كتاب “أسيوط المدينة الحارسة” الصادر عن المتحف البريطاني عن حكاية شطب، أنه يكتظ مركز المدينة فى شطب بالسكان نظرا لارتفاعها الطفيف الذى وقاها شر الفيضانات، ولم يتغير تفضيل مواد للبناء عن غيرها حتى وقت قريب نسبيًا، فكانت الحجارة المقتلعة من الجبال وهى مادة مُكْلفة، تستخدم أغلب الوقت فى بناء المعابد والمقابر، أى الأبنية التى صممت لتبقى أبدا أما الطوب الطينى الذى يُعتبر بديلا مُوفرا فقد استخدم فى جميع أغراض البناء الأخرى.
ويشير السُمْك الاستثنائي للحوائط الطينية التى كشف عنها فريق المتحف البريطاني فى طبقات شطب الأثرية أن البناء كان له وظيفة خاصة بالدولة أو القصر كما كانت تبنى المنازل العادية من الطوب الطينى، لكن بغُرف أصغر وجدران أقل فخامة، وفى شتى أنحاء وسط وصعيد مصر، بُنيت البيوت بالطوب الطينى الذى هو مادة مقاومة و فى المتناول تُصنع من خليط من التربة الفوقية والقش وروث الجاموس “الجِلّة” وتشكل فى قوالب خشبية بسيطة، ثم تُترك لتجف فى الشمس، وبما أنها مؤهلة للمناخ الحار والجاف، فقد أنشئت أبنية الطوب اللبن ببساطة باستخدام جذع النخيل وضلوع سعفه كسقف مقوى.
وكان من السهل تمديدها إلى طابقين أو ثلاثة للتكيف مع نمو العائلات، فيما توفر عازلاً معتبرًا عن الحرارة والبرودة، ومعظم بيوت شطب مبنية من الطوب نصف المحروق، الذى يعتبر فى متناول ذات اليد و كذا تحسنا عن الطوب الطينى التقليدى إلا أنه لأسباب عملية وثقافية، صارت مواد البناء المفضلة من الطوب الأحمر المحروق والأسمنت الخرسانى مما يتيح المجال لأبنية أكثر ارتفاعا أن تحتل مساحة “موطئ قدم” أقل لتوفير قدر هائل من الفضاء السكانى. وتعكس تلك البنية حاضرا يشوبه التوسع العمرانى، فيما يرتبط الطوب الطينى بماضٍ ريفى.
البيوت الحديثة
تناول الكتاب في جزء رسم خرائط للتراث، أن معظم بيوت شطب الحديثة عبارة عن بناء يمتد من طابق واحد إلى ثلاثة طوابق يمتلكها أناس يسكنون فيها وعادة يتم بناؤها وفى الحسبان امتداد العائلة، وعادة ما تتشارك عائلة واحدة فى تكاليف البناء، فيما يسكن إخوتهم وعائلاتهم فى طوابق منفصلة، وهذه المبانى الحديثة عادة ما تكتسى بالجص المبطن بالأسمنت وأحيانا تكون مجهزة بالشرفات.
هوامش
- كتاب “أسيوط المدينة الحارسة” عن شطب، الصادر عن المتحف البريطاني.
اقرأ أيضا
15 تعليقات