حسن الجريتلي في ختام فعاليات معرض “الرحلة”: لم أشعر في أي وقت أننا في وضع «بطولي»
اختتمت أمس فعاليات النسخة الثانية من معرض «الرحلة» الذي تنظمه شركة «ولاد البلد» للخدمات الإعلامية بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية ببيت السناري بالقاهرة. حيث أقيم لقاء مفتوح بحضور الفنان والمخرج حسن الجريتلي مؤسس فرقة “الورشة” أدارته الناقدة الدكتورة إيمان عز الدين. في بداية النقاش سألت الدكتورة إيمان عز الدين الجريتلي عن تزامن تأسيس فرقة الورشة عام 1988 مع ما أطلق عليه سينما “المقاولات” وكذلك المسرح “التجاري”. إذ كان الجو العام غير مهيأ بشكل كبير لقبول مغامرات مستقلة، وكان أشبه بـ”نفق مظلم”.
مناطق غامضة
بدأ حسن الجريتلي حديثه بالرجوع إلى فترة البدايات التي تزامنت مع تكوين الفرقة. موضحا أن فكرة الورشة بدأت داخل قاعة بسيطة بمركز شباب المنيل “انضم إلينا بعض المتطوعين للعمل معنا مثل الدكتور رمسيس مرزوق وغيره، لكن أراد البعض منا أن نستمر، فاستجبنا للأمر، لكنهم قالوا لنا إننا نحتاج لاسم، وأنا حينها كنت أسكن بشارع شامبليون لأني كنت أعمل مع يوسف شاهين، فاستأجرت غرفة هناك، وكان تحت البيت الذي أسكن فيه “جراج”. وهذا الجراج كان يحوي أيضًا على “ورشة” لتصليح السيارات، فأعجبت بفكرة التكامل الموجودة في المكان، فهم لم يلجؤوا لفكرة “التراتبية”. إذ كان هناك تكامل من حيث وجود “المعلم ثم الصبي، ثم البلية”. وهؤلاء كانوا يعملون داخل إطار مشترك فيما بينهم، لذلك قررت أن اسميها “الورشة”. في نهاية الأمر، وبدأنا نعمل بجماعية من خلال الفريق. إذ كنا ندخل في مناطق غامضة إلى أن تتضح الأمور في نهاية الأمر.
وضع بطولي
أما فيما يخص المسرح التجاري وسينما المقاولات في تلك الفترة، فأنا لا أعرف لأننا حين بدأنا كنت أعمل مع “ناس” متحمسين وكنا نعمل دون أن نلتفت لمثل هذه الأمور. فقد قيل وقتها أن الورشة تضم مجموعة من “الهواة” الذين لا يهتمون بالمال، فهذا غير صحيح بالطبع. فنحن كنا بالفعل مُفلسين ولا نمتلك الكثير من المال فعلا، ولكن هذا ليس معناه أننا لا نحتاج مالًا، أو نجاحًا، فمسرحية “داير داير” كان من الممكن أن تصبح مسرحية تجارية لو أن الظروف مختلفة في السوق. ولو أن الناس الذين كانوا قريبين منا مثل صلاح السعدني، وعبلة كامل لعبوا معنا أدوار داخل الأدوار الرئيسية بالمسرحية.
فكان من الممكن حينها أن تصبح مسرحيات تجارية. وهذا معناه أننا لم نأخذ قرارًا ضد أن تكون أعمالنا “تجارية” فلم يكن هذا قرار قد تبنيناه، فنحن لم ندر ظهورنا للمسرح التجاري. صلاح السعدني قال لي في إحدى المرات “والله انتوا بتشتغلوا واحنا بنكسب فلوس” لذلك لم يكن عندنا مشكلة أن نشتغل، ونكسب أيضًا “فلوس”. فأنا لم أكن ضد أي تيار، فالمسرح في النهاية هو جزء صغير من العالم، لكنه يحاول أن يعمل وفقا لقواعد مختلفة، ويلاقي مقاومة في أحيان كثيرة، لكني بشكل عام لم أشعر في أي وقت أننا في وضع “بطولي”.
بحث متواصل
ويضيف الجريتلي: شغلنا يتطلب زمن تحضيري طويل. وهذا نوع من “البحث” لكننا في النهاية عملنا يختلف عن الأبحاث لأننا لا نعلم عن ماذا نبحث تحديدًا؟، فنحن نحاول دائما أن نعثر وأن نجد أشياء، لكني أشعر أننا حين نعمل نجد أشياء ربما لا تكون في حساباتنا وبالتالي تؤثر على “شغلنا”. في مصر نفتقد إلى الباحثين المهتمين بالمسرح من الناحية النظرية. ونحن لا نملك -إلا نادرا- من يعملون على البحث الأدبي أو التاريخي أو النصوص المسرحية وغيرها من حيث تحديد مضامين الإنتاج، ولا نملك مثل هذه الأمور ونفقتقدها بشدة، فمن دون خيال لما وجد العلم. لذلك فنحن دائما في حالة بحث متواصل. أتذكر أنني حين اكشتفت “خيال الظل” في مصر سنة 1985، شعرت أن لي علاقة قوية بهؤلاء صحيح أنهم توقفوا في سنة 1948، لكني حين اكتشفتهم شعرت بوجود صلة بيني وبينهم، رغم أنني لم أكن أبدا قد رأيت “شغلهم”.
ورشة مواهب
وينهي حسن الجريتلي حديثه ويقول: أحب السينما جدًا. وأظن أن الطريقة التي ندرب بها الممثلين عندنا تناسب السينما بشكل كبير. فنحن ورشة “مواهب”، ولسنا مصنعًا للنجوم، لكن بالفعل خرج من عندنا “نجوم” وأنا لا أريد أن أقول أن ذلك تم “بدون قصد” من جانبنا، لكن على أي حال أظن أن الطريقة التي ندرب بها الممثلين عندنا تناسب الكاميرا وتناسب السينما، فنحن نستلهم في الأساس علاقتنا من “الجمهور” نفسه.
وفي نهاية اللقاء، قدمت فرقة الورشة عرضا بعنوان «ليالي الورشة».
اقرأ أيضا:
في أول ندوات معرض «الرحلة»: «ماذا ترك الفنان المصري القديم للفنان المعاصر؟»