«حسبة برما».. مدن وقرى في الأمثال الشعبية
يستخدم الشعب المصري الأمثال الشعبية بكثرة، فهي من العناصر المكملة للحوارات والأحاديث، كما يعرف عن المصريين خفة الظل وروح الدعابة والسخرية الدائمة من أي شيء. وجاء ذكر العديد من المدن المصرية وساكنيها كمثال لبعض الصفات التي اشتهرت بها دون غيرها.. “باب مصر” يستعرض أهم المدن المصرية التي تم ذكرها في الأمثال.
الأمثال الشعبية
“أيش جاب طوخ لمليج”
“طوخ” مدينة في محافظة القليوبية، بينما “مليج” قرية تتبع مدينة شبين الكوم في محافظة المنوفية، وكلتا المحافظتين من محافظات الدلتا، ويقال هذا المثل عندما يخلط شخص في الكلام بين شيئين ليس بينهما رابط، أو أن يقول أشياء ليس لها علاقة بالموضوع الذي يتحدث فيه، وذلك دلالة على الفرق بين “طوخ” المدينة و”مليج” القرية الصغيرة، حيث لا يجب أن يكونا ندا لبعضهما.
“العروسة في صندفا وأهل المحلة متحففة”، أو”الفرح في ميت المُخلِص وأهل شرشابة بترقص”
في هذين المثلين ورد ذكر ثلاثة قرى، وهم: صندفا، وميت المخلص، وشرشابة، ومدينة واحدة هي المحلة وجميعهم بمحافظة الغربية، لكن تبعد قرية صندفا عن مدينة المحلة، وكذلك تبعد قرية ميت المخلص عن قرية شرشابة، ما يعني أنه لا توجد ثمة علاقة بين ما يتم فعله في مكان ما وينفعل به ويتجاوب معه مكان آخر، وتظهر دلالة المثل عندما يضرب تعبيرا عن شيئين لا علاقة تربط بينهما.
ويقصد بكلمة “متحففة” متزينة إذ أن التحفيف هو التجميل والتخلص من الزوائد ومنها الشعر الذي يظهر لدى النساء في الوجه والحواجب.
“ما تزغرطوش يا ولاد جَنجَرة، دى الداهية تحت القنطرة”
قصة المثل تحكي عن عروس من قرية جنجرة إحدى قرى محافظة الشرقية، تم تزويجها لشخص من بلدة بعيدة ولكنه قبيح المظهر، قذر الثياب، كبير في السن، ولم يكن العروس وأهلها قد رأوه، وعندما ذهبت العروس في موكبها لبلدة العريس كان أهلها يزفونها بالزغاريد، واستتر العريس تحت قنطرة عند استقبال موكب عروسه، وعندما رأته إحدى قريبات العروس صاحت من هول ما رأت وقالت تلك الجملة التي صارت مثلا يقال دلالة على عدم إظهار أي فرحة قبل التحقق من الشيء أولًا.
“ما أسخم من زفتى إلّا ميت غمر“
قيل هذا المثل للتدليل على شجاعة وبسالة أهالي مدينة زفتى في محافظة الغربية، وأهالي مدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية، عندما واجهوا قوات الاحتلال الإنجليزي، فحين استقلت مدينة زفتى وأعلنت جمهورية زفتى، وأرادت قوات الاحتلال قمع ومنع تلك المحاولة والتي إذا تم لها النجاح ستنتشر في مختلف المدن المصرية، فتحركت فرق من جيش الاحتلال لقمع المحاولة والقضاء عليها، ووجدت تلك الفرق مقاومة شديدة من أهالي ميت غمر وخاصة عند عبور تلك الفرق لكوبري ميت غمر.
المدهش أن المثل يستخدم حاليا كتعبير عن مقارنة شيء سيء بآخر يتجاوزه في السوء.
“حسبة برما“
“برما” هي قرية تابعة لمركز طنطا محافظة الغربية، ويضرب المثل عندما يحتار الشخص في حساب شيء ما، وتعود قصة المثل إلي توصل مجموعة من المتعلمين لحل عملية حسابية بعد جهد كبير، وذلك عندما اصطدم أحد الأشخاص بسيدة كانت تحمل قفصا محملا بالبيض، وحكم الناس بتعويضها عما فقدته من البيض وقالوا لها: كم بيضه كانت بالقفص؟، لكنها لم تكن تعرف العدد بالضبط، وقالت: “لوعديتو البيض بالتلاتة تبقي بيضة، وبالأربعة تبقي بيضة، وبالخمسة تبقي بيضة، وبالستة تبقي بيضة، ولو عديتوه بالسبعة فميتبقاش ولا بيضة”، و”عديتو” بمعنى أحصيتم.
وتوصل بعض المتعلمين مستخدمي الكثير من الحسابات الرياضية، بعد حيرة إلى تحديد عدد البيض الذي كان بالقفص، ويضرب المثل دلالة علي صعوبة التوصل لحل مسألة حسابية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش
كتاب “الأمثال المصرية الشعبية”، أحمد تيمور. وكتاب “البلاد في الأمثال الشعبيّة “، سامح مقار.