“حب من أول نظرة”.. حساني بدشنا يروي قصة اقتنائه “مرسيدس 1965”
تزامنا مع انطلاق لقاء القاهرة السابع للسيارات الكلاسيكية يوم السبت 23 مارس داخل القرية الذكية، والذي يعرض حوالي 200 سيارة كلاسيكية ما بين (1924-1989)، ينشر “ثقافة وتراث” سلسلة موضوعات عن محبي اقتناء السيارات القديمة ليرووا قصص تلك السيارات.
“حبيتها من أول نظرة” هكذا عبر الخمسيني حسني حساني عن قصة اقتنائه لسيارته المرسيدس موديل 1965، مؤكدًا أن عشقه للسيارات القديمة بدأ معه منذ أن كان في سن الخامسة عشر.
الحب الأول
انحدر حساني، 53 سنة، سائق من عزازية دشنا، من عائلة امتهنت حرفة قيادة السيارات وبيعها وشرائها، كان والده معروفًا بتفضيله اقتناء الموديلات القديمة لأنها أكثر متانة وقوة من الحديثة.
يقول حساني: حين بلغت سن الخامسة عشر أخذني والدي من يدي ووضعني في سيارة شيفروليت موديل 1953، ارتبطت بتلك السيارة لسنوات لأنها شهدت مولدي كسائق محترف ومن بعدها كهاوي لاقتناء وبيع السيارات القديمة.
فكر اقتصادي
ويوضح حساني أن هواية اقتناء السيارات القديمة لها جوانب اقتصادية مهمة، أولها رخص ثمنها مقارنة بالموديلات الحديثة وما ينتج عنه انخفاض أسعار قطع الغيار والإكسسوار، بالإضافة إلى أن خامات تصنيع السيارات القديمة أعلى كثيرًا من الحديثة ما يجعلها قابلة للصيانة غير المكلفة.
ويلفت أن الموديلات القديمة تتميز بالعزم الشديد وقوة التحمل للسفر لمسافات طويلة، كما يمكن تحميلها بحمولات ثقيلة دون تعرض السيارة للتلف.
التميز
ويوضح حساني أنه عندما يكون داخل سيارته المرسيدس القديمة وتمر بجواره سيارات العيون والجيب مثلًا يشعر بالتميز والاختلاف، مؤكدًا أن محافظة قنا لا يوجد بها سوى ثلاث سيارات من نفس الموديل.
ويلمح هاوي اقتناء السيارات القديمة أن معظم الشباب حاليًا يفضلون الماركات الحديثة الفارهة ولا يعرفون قيمة السيارات القديمة التي اهتم صانعوها بعنصر الأمان من حيث قوة ومتانة الهيكل الداخلي والخارجي وكذلك الاهتمام بعنصر التوازن في حالات الحوادث، مشيرًا إلى أن الموديلات الحديثة بصفة عامة تهتم بالكماليات أكثر من النواحي الفنية بالسيارات، ما يجعل قائدي السيارات القديمة أكثر اطمئنانا أثناء القيادة خصوصًا في الطرق السريعة.
من أول من نظرة
وعن قصة اقتنائه لسيارته (المرسيدس موديل 65)، يروي حساني أنه في عام 2015 كان مارًا بصحبة أحد أقربائه في أحد شوارع المعادي فوقعت عيناه على سيارة مرسيدس سوداء أمام مدخل إحدى الفيلات، يقول: بمجرد أن وقعت عيناي على السيارة توقفت وتسمرت في مكاني، كان لها رونق عجيب وبدى كأنها تناديني، وبسرعة التقطت لها عدة صور، وتفحصتها من الخارج لاكتشف أن حالتها من الخارج (فابريقة) بمعنى أنها بحالتها منذ تصنيعها.
يتابع حساني: بالسؤال والتحري من أحد البوابين عرفت أنها ملك لأصحاب تلك الفيلا وأنها كانت سيارة والدهم الراحل والذي اشتراها في عام 70 من مزادات رئاسة الجمهورية، وبعد وفاته في أوائل الثمانينات خزنت السيارة بجراج الفيلا ولم تستخدم من قبل الأبناء الذين فضلوا السيارات الحديثة، وعرفت أنه قرروا أن يبيعوا السيارة.
يسترسل: نجحت في التواصل مع أصحاب السيارة وسمحوا لي بمعاينتها من الداخل والخارج لأتأكد أن السيارة بحالتها وقت خروجها من المصنع ولا تحتاج سوى إلى بطارية وعجلات جديدة، عرفت ساعتها أني وجدت سيارة العمر وقررت أن اشتريها.
يلمح حساني أنه لم يوفق في إتمام الصفقة مع أصحاب السيارة في المرة الأولى بسبب السعر، وبعد عدة اتصالات ومفاوضات نجح أخيرًا في شرائها بـ19 ألف جنيه، وقام بصيانتها وتجديدها بمبلغ حوالي 5 آلاف جنيه لتصبح تكلفتها النهائية 24 ألف جنيه وبحالة جيدة جدًا تفوق موديل السنة في وقتها والذي كان يساوي حوالي 250 ألف جنيه.
ولا بمليون جنيه
تلقى المغرم بالسيارة عروضًا كثيرة لبيعها، كان آخرها مقابل 40 ألف جنيه، وعرض عليه بعض أصدقائه من هواة السيارات القديمة تأجيرها في السينما، مؤكدين له أن موديل ونوعية السيارة مطلوبان جدًا في الأعمال الدرامية خصوصًا التي تروي فترات الستينات والسبعينات وكون المرسيدس موديل 65 كانت من ضمن السيارات الرئاسية في فترة الرئيس جمال عبدالناصر، لكنه يرفض ويؤكد: حتى لو وصل المبلغ إلى مليون جنيه فلن أبيعها، فهي تحفة ثمينة لا تقدر بمال.