جواز سفر الرئيس السادات في مزاد أمريكي.. ما هو دور مكتبة الإسكندرية؟

أعلن موقع دار المزادات العالمية “هيرتياج أوكيشنز”، عن بيع جواز سفر الرئيس الراحل محمد أنور السادات، أمس الأربعاء، مقابل 47500 دولار، لتضع عملية البيع العديد من التساؤلات عن مالك الباسبور.

بيع جواز سفر السادات

يخفي موقع دار المزادات، البيانات الرسمية لصاحب القطعة. حفاظا على حصول دار المزاد على نسبتها التي تقدر بنسبة تتراوح من 20% إلى 25% لكل قطعة.

حملت القطعة رقم 47262، ضمن مجموعة مزاد المخطوطات التاريخية بتاريخ 22 فبراير 2023، وحقق إجمالي هذا المزاد 2040706 دولار.

يعرض الموقع الرسمي للمزاد، 3 صور رسمية لجواز السفر، تحمل بياناته كاملة، مع وصف حالته أن الأوراق متآكلة قليلا.

مواصفات جواز سفر السادات

ويصف موقع المزاد، جواز السفر بأنه جواز سفر أنور السادات الدبلوماسي رقم 1 من 1974 إلى 1981.

يتكون من ثمان وأربعون صفحة ، 3.75 “× 5.25”. وصادر في 19 مارس 1974، وظل ساريا حتى 18 مارس 1981، بعد تجديده في 18 مارس 1979. الغلاف الجلدي المرن باللون الأحمر الداكن مدون عليه بخط ذهبي باللغتين العربية والفرنسية: “جمهورية العربية مصر – جواز السفر الدبلوماسي”.

تحتوي الصفحتان الثانية والثالثة على بيان مطبوع من وزير الخارجية يطلب تقديم العون والمساعدة لحامله محمد أنور السادات، رئيس جمهورية مصر العربية.

فيما تحتوي الصفحتان الرابعة والخامسة على المعلومات الشخصية للسادات وصورة بالأبيض والأسود للسادات. وهي تشمل تأشيرة واحدة مختومة من عام 1974.

على الرغم من عدم وجود أختام تأشيرة مقابلة. إلا أن جواز السفر كان ساريًا خلال العديد من الرحلات التاريخية التي قام بها الرئيس السادات. بما في ذلك زيارته لإسرائيل في 19 نوفمبر 1977 حيث التقى برئيس الوزراء مناحيم بيجن خلال خطاب شهير في الكنيست.

كذلك رحلته إلى الولايات المتحدة عام 1978 حيث التقى بالرئيس جيمي كارتر. ووقع اتفاقية كامب ديفيد مع بيجن.

هل جواز سفر السادات من مقتنيات متحف السادات؟

حاول «باب مصر» الوصول إلى المالك السابق لجواز السفر. ونشر العديد من صوره الصفحة الرسمية لمتحف السادات التابع لمكتبة الإسكندرية بتاريخ 13 يونيو 2018.

وتطابقت الصور التي نشرها متحف السادات، مع صورة جواز السفر في المزاد بما تحمله من بيانات، مثل تاريخ جواز السفر وتاريخ التجديد.

وللتأكد من أن صفحة متحف السادات، تابعة لمكتبة الإسكندرية. اتصل “باب مصر” بالرقم المدون على الصفحة، ونم الرد برسالة مسجلة تبدأ ـ “أهلا بكم في مكتبة الإسكندرية”.

تواصل «باب مصر» مع د. عمرو شلبي مدير متحف السادات، لكنه رفض التعليق قبل استئذان المسؤول الإعلامي، وبعد التواصل مع محمد الحباك، المسؤول الإعلامي لمكتبة الإسكندرية. قال لـ«باب مصر»: “نرفض التعليق على أزمة بيع جواز سفر السادات حتى الرجوع للإدارة. وفي حالة الرد سيكون من خلال بيان رسمي صادر عن مكتبة الإسكندرية”. وحاولنا التواصل مع د. أحمد زايد مدير المكتبة الذي رفض التعليق بسبب إصابته بنزله برد وطلب الاتصال بعد يومين.

مكتبة الإسكندرية

والغريب أنه بعد لحظات من الاتصال بمسؤولي المكتبة تم حذف البوست الخاص بجواز الرئيس من صفحة الفيس بوك الخاص بمتحف السادات، وهو الأمر الذي يثير الكثير من التساؤلات.

كما تواصلنا مع د. خالد عزب، الذي كان مسؤولا عن متحف الرئيس السادات وقت إنشاءه وقام بتسلم مقتنيات السادات من قرينته السيدة جيهان السادات في عام 2009. فأكد لنا أن كل مقتنيات السادات تم تسجيلها رسميا في كشوفات رسمية.  وأضاف أن السيدة جيهان السادات لم تسلم كل مقتنيات الرئيس الراحل للمكتبة. وكانت تأمل أن تقوم بتحويل بيته في الجيزة إلى متحف خاص به.

سألنا عزب: هل يجوز لأحد أفراد أسرة الرئيس الراحل المطالبة باسترداد بعض المقتنيات التى قاموا بالتبرع بها؟ أجاب: لا، لأن البروتوكول الموقع بين المكتبة والسيدة جيهان السادات يمنع مطالبتهم باسترداد ما تبرعوا به. وبعد مراجعة الكتالوج الخاص بالمتحف أضاف عزب: الباسبور لم يتم تسليمه للمكتبة، وهو ما يعنى أنه لم يخرج منها.

تواصل باب مصر مع البرلمانى محمد أنور السادات، ابن شقيق السادات. وقد نفي علمه بالمزاد وتفاصليه، أو علاقة أي من أفراد الرئيس في بيعه.

من هو المالك السابق لجواز سفر أنور السادات؟

عبر تتبع تاريخ عرض جواز سفر السادات للبيع. فهذه ليست المرة الأولى التي يُعرض فيها للبيع، إذ عُرض بشكل ودي للبيع في عام 2013. وطلب مالكه حينها 50 ألف دولار، لكن المشتري رفض دفع المبلغ.

ويكشف توم توبول خبير في تاريخ جوازات السفر، كيف تحقق من جواز السفر في وقت سابق.

ويقول: “تم بيع جواز سفر الرئيس المصري السادات، أمس في مزاد تراثي ضخم، الغريب أن المزاد بدأ مقابل 2500 دولار فقط، وظل المزاد هادئا حتى وصل السعر إلى مبلغ متواضع وهو 9500 دولار”.

ويستكمل: “شهد المزاد تغيير غير متوقع وارتفع السعر النهائي بشكل غير متوقع، والتأكيد هذه النتيجة الرائعة تجاوزت كل التوقعات مقابل جواز السفر القديم”.

وأضاف: “عملية البيع مُرضية تماما في سوق مقتنيات التراث، أنا لست مالك جواز السفر ولا مشتريه، لكنني اطلعت عليه قبل 10 سنوات للتأكد من أنه أصلي”.

وعلى حد وصفه، تم عرض جواز السفر للبيع في عام 2013 مقابل 50 ألف دولار، ويوضح كواليس عملية البيع: “لكنني حينها لم أتوقع أن يُباع بهذا المبلغ، وأرى أن سعر عملية البيع الحالي مناسب تماما”.

يضم أرشيف توم توبول الخبير في تاريخ جوازات السفر أكثر من 700 وثيقة سفر اطلع عليها على مدار العشرون عاما الماضية.

تاريخ عرض الجواز للبيع سابق على عرض مكتبة الإسكندرية له، وهو ما يعنى أن المكتبة نشرت البوست الخاص به، وهو ليس من مقتنياتها أساسا. وهو ما يحتاج إلى توصيح رسمي من مسؤولي المكتبة.

هل يحق لمصر استرداد جواز سفر السادات؟

بحسب الدراسات التي أجراها توم توبول، فإن جوازات السفر تعد ممتلكات حكومية وتعلن معظم الدول أنه بموجب القانون يمكن مصادرتها أو استردادها أو إلغاؤها في أي وقت.

ويذكر في معظم جوازات السفر أو قوانين جوازات السفر الخاصة بكل بلد أنه يمكن استردادها خلال مدة تتراوح من 30 إلى 40 عاما من تاريخ إصدارها، وهو ما يعنى أن السلطات المصرية لا يمكنها المطالبة بالباسور لمضي الفترة القانونية علي إصداره.