تمثال «الغزالتين» بالإسكندرية تحت التهديد

هذه ليست المرة الأولى التي يقع فيها تمثال «الغزالتين» بالإسكندرية ضحية للتطوير، فقد تعرض سابقا لعدة تعديلات أثارت الجدل، كان آخرها تشويهه بألوان غير مناسبة، واليوم، يعاني التمثال من الإهمال بسبب وضع سقالات البناء على أطرافه – كما تظهره الصور- نتيجة لأعمال تطوير طريق الحرية، ما أثار غضب الوسط الثقافي والشارع السكندري.

تمثال الغزالتين

يقول محمد كشك، الوكيل السابق لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بكلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية لـ«باب مصر»: “هذا التمثال أهداه الفنان فتحي محمود للمحافظة في عام 1961، وهو فنان تشكيلي ونحات يُعد من الجيل الثاني للفنانين النحاتين بعد الفنان محمود مختار. وله العديد من الأعمال الفنية النحتية المهمة مثل تمثال طلعت حرب في محافظة القاهرة، وتمثال عروس البحر والأشرعة المنطلقة أمام مكتبة الإسكندرية، وأيضاً تمثال الغزالتين بميدان باب شرقي أمام كلية الهندسة جامعة الإسكندرية”.

وأضاف «كشك» أن تمثال الغزالتين بالإسكندرية واحد من الأعمال المتميزة التي تظهر جماليات فن النحت للفنان فتحي محمود. وفي الوقت الحالي، أصبح هذا التمثال حديث الساعة نظراً لما يتم من أعمال لتطوير المنطقة التي تنفذها محافظة الإسكندرية لتوسعة طريق الحرية. كما أن التمثال يحظى باهتمام الكثيرين نظرا لقيمته الفنية الكبيرة وموقعه المتميز ضمن الحديقة القريبة من ساعة الزهور والحي اللاتيني التاريخي بالإسكندرية. ويحتل التمثال قيمة كبيرة في قلوب السكندريين.

السقالات المربوطة في التمثال
السقالات المربوطة في التمثال
قيمته الجمالية

وعن قيمته الجمالية، يقول «كشك» إن التمثال شكل لغزالتين متجاورتين. ويعبر عن قيمة جمالية تعكس رؤية الفنان فتحي محمود التشكيلية. ويحمل رموزا جمالية عالية في تكوينه وفي معالجته الفنية. فقد جسد العمل رمزية الحياة والطبيعة وواقعها الفكري والإنساني بكل عوامله الاجتماعية؛ الدينية والفنية والفلسفية. ويعد من توجهات فن النحت المعاصر بشكل عام. ويقدم العمل الفني أفكارا جمالية يمكن استلهامها أو توظيفها لتنمية التفكير الإبداعي بما يحمله من رموز ورؤى لها الأثر في إحداث تأثير بصري إبداعي لدى المتلقي، وتتيح له إمكانية التفاعل مع العمل بما ينعكس إيجابيًا على وجدانه وينمي الحالة الجمالية لدى المجتمع.

وأكد «كشك» أن التمثال محل اهتمام دائم من المسؤولين. ولكن قد تكون أعمال تطوير الطريق الجارية هي سبب ظهوره بشكله المهمل الحالي الذي أغضب الكثير من السكندريين. وتعليقا على إزالة اللوحة الرخامية المكتوب عليها “إهداء الفنان فتحي محمود”، يرجح «كشك» أن القائمين على تطوير الطريق احتفظوا بها لحين انتهاء الأعمال الجارية.

وفيما يتعلق بأعمال دهان تمثال الغزالتين -غير الموفقة- التي تمت منذ فترة وأثارت جدلاً واسعاً حينها. يقول الدكتور «كشك»: “هذه الأفعال متكررة في العديد من الأعمال الفنية في الميادين المصرية. وذلك لعدم إدراك المسؤولين عن ترميم الأعمال الفنية أهمية العمل الفني، وعدم الرجوع للمتخصصين في المجال”.

توصيات للحفاظ على الأعمال الفنية

وشدد «كشك» على عدة نقاط مهمة يجب مراعاتها قبل القيام بأي أعمال ترميم أو تطوير لأي عمل فني قائم. أولها: تشكيل لجان متخصصة لمراجعة وتوثيق وتقييم الأعمال الفنية ذات القيمة الفنية والتاريخية الموجودة في كافة الميادين والشوارع العامة بكل أنواعها؛ (نحت – جداريات – واجهات معمارية.. إلخ)، ووضع خطة ترميم وصيانة هذه الأعمال الفنية.

وتابع: عند التعرض لأعمال تطوير وتنمية بجوار تلك الأعمال الفنية، يجب الرجوع إلى المتخصصين لوضع خطط وآليات الحفاظ على تلك الأعمال لحين انتهاء أعمال التطوير. ويجب نشر قيم الوعي بأهمية دور الأعمال الفنية وقيمتها في نشر التربية الجمالية والتراثية والفنية لمختلف أفراد المجتمع.

مشروع تطوير الميدان 

كانت محافظة الإسكندرية، قد أشارت في بيان رسمي حول مشروع تطوير ميدان الغزالتين أمام كلية الهندسة بطريق الحرية، إلى أنه يتم إعادة التخطيط الهندسي وتطوير الجزيرة الوسطى شرق وغرب الميدان بهدف تحقيق تحسينات مرورية أفضل. بالإضافة إلى تأمين حركة عبور المشاة. ذلك بجانب أعمال تطوير المناطق والمساحات الخضراء من الحدائق بالجزيرة الوسطى. وجانبي الطريق بداية من منطقة ساعة الزهور وحتى ميدان الإبراهيمية. وذلك ضمن استراتيجية المحافظة لتطوير الميادين والطرق الرئيسية للحد من التكدسات المرورية.

وقال محافظ الإسكندرية – خلال البيان- إن المشروع يستهدف تحقيق السيولة المرورية ومنع تداخل المركبات القادمة من طريق الجيش من شارع لطفي السيد اتجاه الإبراهيمية. وكذلك المركبات القادمة من الحارة القبلية بطريق الحرية اتجاه شارع لطفي السيد. وذلك بإنشاء حارات ومسارات مرورية جديدة داخل جزيرة المنتصف لتحرير حركة المرور باستخدام المسارات الجديدة والحفاظ على استمرارية الحركة للمركبات القادمة من ساعة الزهور اتجاه الإبراهيمية.

وأضاف المحافظ، أن خطة التطوير تتضمن ترميم تمثال الغزالتين وتجميل جزيرة المنتصف. مع الحفاظ على الطابع الحضاري والجمالي للميدان. حيث يمتد نطاق أعمال التطوير في هذه المرحلة إلى 600 متر (300 متر قبل الميدان و300 متر بعده). ويتضمن مشروع التطوير إضافة حارات مرورية جديدة. تشمل حارتين مرورية لتسهيل حركة سير المركبات من طريق الحرية اتجاه شارع أحمد لطفي السيد. وكذلك المركبات المتجهة من شارع أحمد لطفي السيد إلى طريق الحرية دون التأثير على حركة السير الطولي بالحارة القبلية بطريق الحرية. وتتم هذه التوسعات من خلال إعادة توزيع المساحات في الجزيرة الوسطى لتحقيق ذلك.

اقرأ أيضا:

هل تلتفت وزارة الآثار إلى «منطقة البرديسي» في الإسكندرية؟

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر
إغلاق

Please disable Ad blocker temporarily

Please disable Ad blocker temporarily. منفضل اوقف مانع الاعلانات مؤقتا.