تعلن بعد ساعات: جوائز الأوسكار بين الأكثر استحقاقا والأكثر حظا!

بعد ساعات (فجر الإثنين بتوقيت القاهرة) يبدأ حفل توزيع جوائز الأوسكار  السابع والتسعين وسط مناخ هو الأغرب والأصعب في تاريخ الجائزة.

من الكوارث الطبيعية، متمثلة في الحرائق، التي ضربت لوس أنجليس وستوديوهات الانتاج وبيوت النجوم، إلى الانقسام الحاد الذي تشهده الولايات المتحدة بسبب وصول مجنون متطرف إلى حكم أقوى بلد في العالم، وحتى الانقسام حول الأفلام المرشحة نفسها، التي تحسم من خلال ما يزيد عن عشرة آلاف عضو لهم حق التصويت.

***

على المسرح والشاشات لا يتذكر الناس سوى الفائزين الذين يحصلون على التمثال الذهبي، ولكن في الكواليس ربما يكون الفارق بين الفائز وزملائه من المرشحين ضئيلا للغاية، خاصة مع هذه الأعداد الهائلة التي لها حق التصويت، وهم بالمناسبة متباينون للغاية في الأذواق والخلفيات الثقافية والمهنية والأعراق والألوان وحتى الجنسيات، فقد توسعت الأكاديمية في ضم أعضاء جدد خلال السنوات الماضية، سعيا وراء التعددية والديموقراطية والصوابية..ولكن على حساب المستوى بالطبع، لإنه في الفن، كما يعلم كل من لديه تجربة في لجان تحكيم أو اختيار، ينخفض مستوى الأعمال الفائزة كلما انخفض متوسط ذوق هذه اللجان. وغالبا يكون ذلك لصالح الأعمال التقليدية، ذات الوصفة الجاهزة للنجاح، على حساب الأعمال التجريبية، غير المألوفة، أو المثيرة للجدل.

يضاف إلى ذلك أن الغالبية الساحقة من الأعمال المرشحة هذا العام من النوع الأخير، المثير للاختلاف  والخلاف، فنيا وسياسيا وحتى على مستوى حساسية المشاهدين السياسية والأخلاقية والجنسية والفيزيولوجية..من عمل يروج للصهيونية، يدافع صاحبه علنا لعمل آخريتضامن مع الفلسطينيين يتعرض لحصار من اللوبي اليميني المتطرف..إلى عمل مصنف للكبار فقط بسبب مشاهده الجريئة، وعمل يحتفي بكل أشكال التحول الجنسي، وآخر يثير الغثيان بخاتمة مرعبة تفوق احتمال كثيرين..وعلى الطريق أعمال أقوى لها أنصارها بالطبع، ولكن أنصار الحق غالبا قليلون.

كل هذا، على أية حال، يجعل لعبة التوقعات أصعب وأكثر إثارة، وفيما يلي توقعاتي الشخصية بعد مشاهدة ما يقرب من 90% من الأفلام المرشحة في كل الفروع (حيث لم أستطع التوصل لمشاهدة قليل من الأفلام الوثائقية والقصيرة). وهذه التوقعات مقسمة إلى اختياري الشخصي لمن يستحقون الفوز، والاختيار المتوقع أن يسفر عنه التصويت.

أفضل فيلم

الأكثر استحقاقا: “المجمع الانتخابي” Conclave

المتوقع فوزه: “أنورا” Anora

“المجمع الانتخابي” عمل كلاسيكي البناء والتنفيذ، يتميز بحبكة محكمة وحوار وممثلين بارعين، بالرغم من أنه يدور في مكان واحد تقريبا. أما “أنورا” ففيلم صاخب، صارخ، ضاحك، مسلي وذكي أيضا.

أفضل مخرج

الأكثر استحقاقا: برادي كوربت عن “البروتاليستي” The Brutalist

المتوقع فوزه: شون بيكر عن “أنورا”

كل من الفيلمين ينتميان للسينما المستقلة، ولمدرسة “سينما المؤلف” الذي يكتب ويخرج ويتحكم في انتاج العمل كله. ولكن فيما يتسم “البروتاليستي” (أي المنتمي لمدرسة البروتاليست المعمارية) باستعراض المهارات التقنية وطرح فكرته (تعفن الحلم الأمريكي) بجرأة تصدم مشاهديه، فإن “أنورا” يستخدم حدوتة أطفال ميلودرامية ليطرح أفكاره التقدمية.

أفضل ممثلة

الأكثر استحقاقا: فيرناندا توريس عن دورها في ” لم أزل هنا” I’m Still Here للبرازيلي وولتر ساليس

المتوقع: ديمي مور عن “المادة” أو “المحلول” The Substance

فيرناندا هي الأحق خاصة وأن دورها كأم تقاوم الديكتاتورية وتتبنى قضايا عن المعتقلين في برازيل السبعينيات والثمانينيات لعقود، بعد أن يعتقل زوجها ويقتل على يد النظام، هي قصة عالمية تمس حياة الكثيرين وتقول الكثير عن الحاضر.

أفضل ممثل

الأكثر استحقاقا: أدريان برودي  عن “البروتاليستي”

المتوقع: أدريان برودي، أو ربما تيموتي شالميه عن أداءه لشخصية بوب ديلان في فيلم “مجهول تماما”  Complete Unknown

بعد المخرج والمؤلف، فإن أدريان برودي هو من يحمل “البروتاليستي” على كتفيه على مدار أكثر من ثلاث ساعات، مهما تحفظنا على أداءه المكرر من أفلام سابقة. أما شالميه فيرجح حظوظه أداءه لشخصية نجم شهير هو بوب ديلان، وكثير من أعضاء الأكاديمية يحبون هذا النوع من الأدوار، خاصة بعد الجدل حول استخدام الذكاء الصناعي في صوت برودي في “البروتاليستي”.

 ممثلة دور ثاني

الأكثر استحقاقا: ايزابيلا روسلليني عن “المجمع الانتخابي”

المتوقع: زو سالدانا عن “إيميليا بيريز” Emilia Pérez

روسلليني تستحق بفضل أداءها المميز وأيضا كنوع من التكريم. أما زو سالدانا فهي ممتازة بالفعل في فيلم شديد الإثارة للجدل.

ممثل دور ثان

الأكثر استحقاقا: كيران كالكن  عن A real Pain

المتوقع: كيران كالكن

تقريبا هذه واحدة من أكثر الجوائز التي ستحظى بأغلبية ساحقة، كالكن هو أبرز عنصر في هذا الفيلم الـover rated  (الذي نال أكثر مما يستحق من تقدير).

سيناريو مقتبس

الأكثر استحقاقا: “المجمع الانتخابي”

المتوقع: “المجمع الانتخابي”

يصعب أن يدافع المرء عن سيناريو آخر في وجود هذا العمل

سيناريو أصلي (مكتوب مباشرة للسينما)

الأكثر استحقاقا: “البروتاليستي”

المتوقع: “أنورا”

للأسف معظم الأعمال في هذا القسم تعاني من مشاكل. ولكن أتمنى ألا يفوز “المادة” بهذا الشرف الذي ناله من قبل في مهرجان “كان”، عن نص تقليدي لا جديد فيه سوى الافراط.

أفضل تصوير

الأكثر استحقاقا: “البروتاليستي”

المتوقع: “البروتاليستي”

التصوير شديد التميز في هذا العمل، خاصة أنه يكاد يخلو من المؤثرات البصرية المضافة.

أفضل مونتاج

الأكثر استحقاقا: “المجمع الانتخابي”

المتوقع: “المجمع الانتخابي”

الايقاع المحكم المشدود لهذا الفيلم لا يمكن أن ينتج عن النص فقط بدون مونتاج يترجمه سينمائيا.

أفضل تصميم انتاج (ديكور)

الأكثر استحقاقا: “الساحرة الشريرة”

المتوقع: الساحرة الشريرة

أفضل موسيقى تصويرية

الأكثر استحقاقا: “البروتاليستي”

المتوقع: “البروتاليستي”

ليست فقط أكثر موسيقى تبقى في الذاكرة، ولكنها مرتبطة عضويا بالفيلم إلى أقصى حد. يشبه بناءها الملحمي سيناريو الفيلم، كما يشبه الأبنية العملاقة التي يصممها بطل الفيلم، وحتى ايقاعها يستلهم صوت معدات البناء.

أفضل صوت

الأكثر استحقاقا: “كثيب”  Dune

المتوقع: كثيب

أفلام الخيال العلمي حظها قليل في الجوائز، ولكن على الأقل يستحق “كثيب” جائزة الصوت الذي يزلزل وجدان مشاهده.

أفضل مؤثرات خاصة

الأكثر استحقاقا: “كثيب”

المتوقع: “كثيب”

التعليق السابق ينطبق هنا أيضا، فالمؤثرات جزء لا يتجزأ من مضمون وتأثير “كثيب”.

أفضل تصميم ملابس

الأكثر استحقاقا: “الساحرة الشريرة” Wicked

المتوقع: “الساحرة الشريرة”

“الساحرة الشريرة” فيلم ممتع ومبهر باستعراضاته وألوانه وملابسه

أفضل ماكياج وتصفيف شعر

الأكثر استحقاقا: “الساحرة الشريرة” أو “المادة”

المتوقع: “المادة” أو “الساحرة الشرير

التعليق السابق نفسه

أفضل أغنية

El Mal من فيلم “إيميليا بيريز”

El Mal من فيلم Emilia Perez

أفضل فيلم دولي

الأكثر استحقاقا: “لم أزل هنا”

المتوقع: “لم أزل هنا”

على الأقل يجب أن يفوز هذا الفيلم العظيم بهذه الجائزة

أفضل فيلم تحريك

الأكثر استحقاقا: “فيضان” Flow

المتوقع: “الروبوت البري”  The Wild Robot

“فيضان” لصانع الأفلام جينتس زيلبالوديس (من لاتفيا)عمل تجريبي يمثل علامة فارقة في فن التحريك، ولكن يصعب أن تضحي هوليوود بفيلم أطفال ضخم تكلف الملايين مثل “الروبوت البري” من أجل فيلم مستقل وأجنبي.

أفضل فيلم وثائقي

الأكثر استحقاقا: “لا أرض أخرى” No Other Land

المتوقع: “حرب البورسلين” Porcelain War

وفي كل الأحوال ستكون الجائزة محرجة للإدارة الأمريكية. “لا أرض أخرى” ضد تهجير الفلسطينيين و”حرب البورسلين” يتضامن مع الأوكرانيين!

أفضل فيلم وثائقي قصير

الأكثر استحقاقا: ” آلات عزف قلب يدق”Instruments of a Beating Heart

المتوقع: “أنا مستعد، أيها الحارس”  I’m Ready Warden

الأول بسيط وعذب، عن طفلة تستعد لاختبار في درس الموسيقى في اليابان والثاني عن قاتل يستعد للخضوع للإعدام في أمريكا. منتهى التباين، ومع ذلك يصعب الاختيار بينهما.

أفضل فيلم روائي قصير

الأكثر استحقاقا: “أنوجا”  Anuja

المتوقع: “أنوجا”

فيلم هندي من انتاج نتفليكس، واقعي وإنساني ويمس قلب أي إنسان، حول أختين يتيمتين فقيرتين تواجهان ظروفا صعبة واختيار أصعب…لا يقل صعوبة عن اختيارات أفلام هذا العام!

اقرأ أيضا:

التغني بتركة «عدوية» بين تبني الصوت الشعبي ورجم الثقافة؟!

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر