تاريخ مباني «لاشياك» ومصيرها بالإسكندرية في محاضرة أون لاين
في محاضرة تحت عنوان «لاشياك في الإسكندرية»، تحدث المعماري محمد عادل الدسوقي – عبر الإنترنت – بالتعاون مع مجموعة من يومنت الفنية، المعنية بالعمارة والآثار التي خضعت للتحول في المعنى الرمزي، حول تاريخ المباني التي بناها أنطونيو لاشياك في الإسكندرية، ومصيرها عبر الزمن.
المحاضرة كانت تمهيدية حول معمار لاشياك، لثلاثة أحداث ميدانية ستقام في يونيو في ثلاثة مواقع في سلوفينيا مسقط رأس لاشياك وهي: حديقة فيلا رافوت التي تمنى أن يستقر بها بعد الانتهاء من أعماله في مصر. ثم في حديقة فيلا بليد في بليد وبجوار ملعب بليتشنيك في ليوبليانا للنقاش حول سيرة وإنتاج المعماري أنطونيو لاشياك.
تعمير المدينة على الطريقة الحديثة
يقول الدسوقي: “بعد قصف وتدمير الإسكندرية في أواخر القرن الـ19. كان إعادة بناء مدينة الإسكندرية مرة أخرى أمر ملح، فتم الاستعانة بالعديد من المهندسين الأوروبيين سواء من الحكومة المصرية أو من الأثرياء لإعادة بناء الإسكندرية ولكن على طراز معماري حديث هذه المرة”.
وحكا عن بعض تصميمات لاشياك في مدينة الإسكندرية وأغراضها وما آلت إليه الآن. فيقول: “في عام 1883 بدأ لاشياك بالبناء في منطقة المنشية تحديدا أمام ميدان القناصل -ميدان التحرير حاليا- عمارة كبيرة لصالح عائلة فاليكس دي منشا”، وكان طراز المبنى على نفس طراز مبنى galleria vittorio emanuele II في إيطاليا. أو ما يسمى اليوم بالكلاسيكية الجديدة”.
وتابع: كان الغرض من بناء عمارة منشا أن يكون جزء منه سكني وجزء منه “وكالة” لأغراض تجارية، مشيرا إلى أن عمارة منشأ كما هي حتى الآن. لكنها في حالة مرهقة حيث تحولت الوكالة لبيع الملابس المستعملة والأحذية وأصبحت مكان يعاني من التدهور والإهمال.
تحرك لاشياك في اتجاه شارع النبي دانيال سنة 1885 وانتهى من بناء قصر أجيون سنة 1887 PLAZZIANA AGHINON لصالح عائلة أجيون اليهودية التي كانت تتاجر في القطن وتمتلك العديد من شركات العقارات.
ويضيف، بعد تعرض بعض منشآتها للضرر بعد قصف الإسكندرية في 1882 استطاعت الحصول على تعويضات ضخمة من الحكومة مكنتها من بناء مبنى جديد ليكون مقرا سكنيا لها. واختارت العائلة شارع النبي دانيال أو شارع باب رشيد قديما ليكون بيت العائلة. وعهدت لـ”لاشياك” ببناء القصر على الطراز الفيكتوري.
فيما بعد تمكن الأخوة سليم وبشارة تقلا من شراء المبنى من أسرة أجيون ليكون مقرا لجريدة الأهرام. وتم عمل بعض الديكورات بها وتركيب أبواب داخلية تحمل حليات من الحديد المشغول لشعار الأهرام وإعداد المبنى ليكون مقرا للصحفيين.
مصير غير متوقع
في سنة 1895 تحرك لاشياك في اتجاه منطقة جليم ليبني فيلا مظلوم villa mazlom pasha السياسي والبرلماني أحمد مظلوم. التي تم هدمها وبناء عمارة كبيرة أسفلها بنك.
يقول الدسوقي: “في سنة 1919 تحرك لاشياك ناحية منطقة زيزينيا ليبنى قصرا لإحدى أميرات الأسرة العلوية وهي فاطمة الزهراء. الذي تحول فيما بعد متحف المجوهرات. مشيرا إلى أن فكرة تحويل القصر إلى متحف أعطانا فرصة لنرى أعمال لاشياك عن كثب ودراستها وإعادة تأملها ذلك أن هذا القصر تحفة معمارية في كيفية تداخل المعمار الأوروبي الحديث بلوحاته والزجاج الملون في الشرفات والأسقف مع لمسات من المعمار الإسلامي”.
جدران مدينة متعبة
وضح الدسوقي بعدما انتهى من سرد تاريخ المعماري لاشياك في مدينة الإسكندرية. أنه ليس مع فكرة تقديس الماضي أو النوستالجيا المتعلقة بتراث المدينة. لكنه مع الحفاظ على التراث، ليس من أجل تمجيده إنما لإعادة استخدامه ليخدم احتياجات الحاضر. وأكد أن هذا ممكن ومتسق مع بنية المدينة.
وأضاف أنه منذ عمله في مبادرة save alex المهتمة بحماية التراث العمراني لمدينة الإسكندرية. وهو يؤكد على أن بنية المدينة التحتية لا تتحمل المباني المرتفعة وأن هذا هو ما يسبب وقوع وانهيار هذه المباني ويجعل شكلها قبيح ومقبض.
اقرأ أيضا
أطلس «مياه المتوسط»: كيف يمكن أن نفهم تأثير التغير المناخي على المدينة؟