عرض كتاب| بيرة في نادي البلياردو لـ«وجيه غالي»
كتب – مارك أمجد
بيرة في نادي البلياردو – قلت لإدنا: “إذا قرأ شخص ما كمّا هائلا من الأدب، وكانت لديه معرفة شاملة بالتاريخ المعاصر، منذ بداية هذا القرن إلى يومنا هذا، ولديه خيال، وكان ذكيا، وكان منصفا، وكان حنونا، وكان يهتم بالبشر على اختلاف أجناسهم، ولديه ما يكفي من الوقت للتأمل، وكان صادقا ومخلصا، فإن أمامه أمرا من اثنين؛ يمكنه أن ينضم إلى الحزب الشيوعي ثم يتركه فيما بعد، متخبطا في عيوبه. أو يمكنه أن يصبح مجنونا”.
“تزوجتُ قبل تعرفي عليك بوقت قصير. كان يهوديا، عضوا في الحزب الشيوعي هنا. إنسان ممتاز يا رام. صادق وحنون جدا. غاية في الإيثار. عرفنا أنه سوف يُقبض عليه، ولما كان عندي جواز سفر بريطاني فقد أملنا أنه في حال زواجنا فإنهم لن يسجنوه. غير أن البريطانيين رفضوا إعطاءه الجنسية أو حق اللجوء. وهو قد رفض أن يلجأ للسوفييت لأنهم كانوا يدعمون عبد الناصر”.
وجيه غالي
كاتب مصري له رواية وحيدة هي “بيرة في نادي البلياردو”، كتبها أثناء إقامته في أوائل الستينيات بين برلين ولندن. عمل مراسلا صحفيا وكتب تحقيقات لجريدة الصنداي تايمز عن زيارته لإسرائيل. انتحر في آواخر الثلاثينات من عمره عام 1969.
“بيرة في نادي البلياردو” مقسمة إلى خمسة أجزاء، تعتبر أدبا ذاتيا، يوصف من خلال سطوره البطل (رام) أجواء أسرته القبطية في مصر، والمجتمع المصري بعد ثورة 52 وكيف كان لازال متأثرا بالملكية. وهي رواية كوزموبوليتاتنية من الطراز الأول تحكي عن كل الطوائف التي عاشت بمصر حينها من يهود وأقباط وطليان وأجانب شحاذين وأرستقراطيين مزيفين، والحياة الشخصية حتى للجنود الإنجليز الذين كانت تسجنهم بلادهم إذا لم يحملوا السلاح ويأتوا لمصر. أما أسلوبه فهو لا يختلف كثيرا عن الكُتّاب اليساريين من تلك الفترة أمثال صنع الله إبراهيم ورؤوف مسعد.
الرواية صدرت الطبعة الأولى منها في 283 من القطع المتوسط مُترجمة عن دار الشروق في 2013، ثم الطبعة الثانية في 2014 احتفالا بمرور 50 عامًا على نشرها لأول مرة في 1964. وقد ترجمها كل من إيمان مرسال وريم الريّس.