بيانولا.. مجلة مستوحاة من أشعار صلاح جاهين
تسعون عاما مرت على ميلاد الفنان متعدد المواهب، الشاعر ورسام الكاريكاتير والممثل صلاح جاهين، صاحب لقب فيلسوف البسطاء، الذي كانت أعماله مصدر إلهام للكثير في مصر والوطن العربي، ومنهم مجموعة من الطلبة قرروا تخليد اسمه بطريقة مستوحاة من أعماله الأدبية والفنية باستخدام أشعاره وكتاباته للتعبير عن الوضع العام في مصر، من خلال أول تنفيذ أول مجلة مستوحاة من أشعار صلاح جاهين.
بيانولا
جاء المشروع كمجلة عامة، تحت اسم «بيانولا» وتوضح مروة سعيد، الأستاذ المشرف على المجلة تفاصيل تخليد ذكرى الشاعر المصري عبر العمل، وتقول لـ«باب مصر»: “اسم المشروع كان قصيدة للشاعر الراحل صلاح جاهين، وتم اختيارها باعتبارها واحدة من القصائد العالقة في أذهان الجمهور لدرجة كبيرة”.
جاء اختيار الفكرة من اختيار الآلة نفسها «البيانولا» التي كان يخرج صاحبها يوميا منذ الفجر ليجوب بها أرجاء المحروسة، ليتجمع الجميع حوله أطفال وكبار ويبدأ هو في رواية القصص والحكايات سواء كانت اجتماعية أو سياسية بهدف إيصال حكمة معينة للجمهور، وكان يتم معاملته باعتباره مصدرا للأخبار المختلفة.
وتتابع مروة: من هنا خطرت لهم تشبيه صاحب البيانولا بالصحفي أو الكاتب الذي لا يكتفي بالجلوس على المكتب، ولكنه يجمع ادواته مثل القلم والأوراق والكاميرا لرصد وتسجيل قصص وقضايا الناس ليكتبها هو ويعيد حكايتها من جديد ولكن هذه المرة بقلمه للجمهور، وتقول: “كأنه يأخذ القارئ معه في رحلة معه شبيهة بصندوق الدنيا ولكن على الورق”.
جاهين وجيل التسعينات
استوحى فريق العمل أسماء التبويبات للمجلة من قصائد صلاح جاهين مثل «شوف – احكم يا شعب – يا مرحب – شاي بلبن – في النادي – أجمل ما فيهم – معنى الكلام – انتهى الدرس – يا سلام الدكتور وأهل الهوى»، وتقول مروة: “اختيار قصائده أسماء للتبويبات كان بمثابة تكريم له واستخدام بلاغته في التعبير عن أمنيات الناس البسيطة”.
تكون فريق العمل من 21 شخص، ولكن استكمل العمل 20 منهم فقط بعد وفاة زميلتهم وتدعى رضوى، وتقول منى هشام، إحدى المشاركات بالمجلة لـ«باب مصر»: “حرصنا على إعداد ملحق وإهدائه لروحها تخليدا لذكراها مع رائد الشعر بالعامية صلاح جاهين”.
أعضاء الفريق المنفذ للعمل في العشرينات من عمرهم، كان اختيار صلاح جاهين أمرا مرضيا بالنسبة لهم، حيث احتلت أشعاره مكانة كبيرة من أعوام حياتهم الأولى، وتقول منى هشام: “رغم وفاته في الثمانينات إلا أن أشعاره لازمتنا في الدراسة خلال الحفلات المدرسية والإطلاع عليها وقراءته وكذلك حفظ الأغاني من كلماته، وأعتقد أن سهولة ألفاظه كانت سببا في تمسكنا بها في طفولتها”.
ألابنده وحركات
حرص الفريق على التواصل مع سامية جاهين ابنة الشاعر الراحل ومحاورتها في هذا العمل الذي يخلد ذكرى والدها، والتي أبدت إعجابها بالفكرة خاصة أنها أول مجلة لتخليد ذكرى والدها، وكانت أبرز تصريحاتها لرحمة محسن، أن كل شعراء العامية يتشابهون مع صلاح جاهين، ووصفت فؤاد حداد وبيرم التونسي بأنهم رواد شعر العامية المصرية، وأن قصيدة بيانولا كانت العمل المفضل لها من قصائد والدها.
«بيانولا وأبنده وحركات.. طمطم.. اطلعي بقى يا نصاص يا فرنكات.. طمطم.. أنا عازمك يا حبيبي أما ألاقيك.. طمطم.. على فسحة في جميع الطرقات.. نتنطط.. نتعفرت.. نترقص.. كدهه.. كدهو .. كدهو»!!
بالرغم من قوة وشهرة هذه القصيدة إلا أنها كانت متناقضة تماما مع المشاعر الشخصية لصلاح جاهين، والذي أوضح في أخر حوار له مع أنه لا يبحث عن الأحباب الذين عرفهم ولكن عن الأحباب الذين أراد أن يقابلهم، على عكس القصيدة «أنا دبت وجزمتي نعلها داب.. من كتر التدوير على الأحباب» ووفقا لكتاب «بعض من ذكريات» للدكتور عمرو عبدالسميع: “حين أجد واحدا يكون ذلك بمحض الصدفة وليس لي الفضل في ذلك، فأنا لا أجده من كتر التدوير ولكن فقط يدوب نعل حذائي من كتر التدوير”.
أما أحباب زمان الذين كان يشتاق إليهم، هم: أحمد بهاء الدين وسيد مكاوي وإبراهيم رجب، ولم يكن أصدقاء فترات الدراسة ذو مكانة كبيرة في حياته الشخصية لكثرة تنقله بين شبرا، حيث ولد، وأسيوط بسبب تداعيات عمل والده.
تعليق واحد