بهاء خاطر طبيب الأسنان الفنان: أريد أن أكون صوتا لهؤلاء الأطفال
لم يبارحه شغفه بالرسم منذ أن كان صغيرا يستخدم أقلام والده بدون علمه، وحتى بعد التحاقه بكلية طب الأسنان بناء على رغبة أسرته ظل يرسم وينمي موهبته. «بهاء خاطر» فنان عشريني بدرجة طبيب أسنان من محافظة الغربية يسعى من خلال لوحاته الفنية لوصف المشاعر الإنسانية ومشكلات الآخرين. وحصل على العديد من الجوائز بسبب موهبته الفنية.. «باب مصر» يلقى الضوء على موهبته.
موهبة مبكرة
يقول الفنان بهاء خاطر لـ«باب مصر»: “ولدت في مدينة طنطا بالغربية عام 1993، وأنا أنتمي لأسرة علمية في الأساس ليس لها علاقة بالفن، إذ يعمل والدي مدرس فيزياء ووالدتي مدرسة رياضيات. ظهرت موهبتي في الرسم منذ طفولتي وكان شيء غريب فلم يكن أحد من أسرتي يهتم بالفن أو يشغل تفكيره، وقتها كنت استخدم أقلام والدي في الرسم على حوائط المنزل، بالطبع كان هذا الفعل يسبب غضب أسرتي، فمن وجه نظرهم أنا أشوه حوائط المنزل فما أقوم به هو عبارة عن “شخبطة”، أما أنا فكنت بالطبع سعيد للغاية بما أفعله وكنت أتخيل أنهم أيضًا سيكونوا سعداء مثلي لأني أجمل المنزل لا أشوهه”.
وتابع: لم أتوقف عن الرسم رغم العقاب، فأنا أرى أني أجمل الحوائط برسوماتي، استمر الحال هكذا حتى أدركت أسرتي أن الحل ليس في العقاب وإنما في حصولي على أوراق للرسم وألوان أفرغ فيها طاقتي، توافرت لدي الأوراق والأدوات التي كانت عالمي المفضل الذي استحوذ على كياني كله، فلم أشارك أقراني في اللعب ولم أرغب في الذهاب إلى أي مكان، فقط ارسم، حتى روضة الأطفال كان يحفزني للذهاب إليها توافر أدوات الرسم بها ومنحي مساحة من الوقت للرسم.
أسرة علمية
ويكمل حديثه: شكّل تفوق أخوتي في الدراسة عبئًا علي، حيث لم يكن لدي خيار إلا أن أكون مثلهم متفوقًا في الدراسة، وكانت مكافأة والدي للتفوق هي حصولنا على ما نرغب فيه، فيذهب أخي لمقابلة أصدقاؤه، وتحصل أختي على أشياء جديدة، أما أنا فكانت مكافأتي هي الحصول مساحة كافية من الوقت أتفرغ فيها للرسم إضافة إلى الحصول على ألوان وأوراق للرسم، لذلك كنت أحرص على التفوق حتى أحصل على ما أحب.
يقول خاطر: بعد حصولي على شهادة الثانوية العامة بتفوق رفض والدي أن اتجه لدراسة الفن، حيث كان يرى أن ما كنت أقوم به هو ممارسة هواية فقط ولابد أن يظل كذلك، وأنه يجب أن أكون طبيبًا، وبالفعل دخلت كلية طب الأسنان وتفوقت فيها، لكنها بالطبع لم تبل ريقي بقطرة من الفن، كنت ومازلت أجد متعتي وسعادتي في الفن، وأعتقد أني نجحت في أن أحافظ على الاثنين فأصبحت طبيب أسنان، ولا أخطط لترك عملي كطبيب، خاصة أنه يوفر لي دخل يحقق لي الحصول على كافة متطلباتي الفنية.
بداية التفرغ
بالرغم من أن عام 2020 كان يحمل للكثير آلام وأوجاع، إلا أنه كان عام الحظ على “خاطر”، لأنه وبفضل فترة الحجر المنزلي الإجباري، وتوقف عمله كطبيب بشكل جزئي، كانت فرصته العظيمة للتفرغ للرسم.
ويقول: “مكثت في مرسمي لفترة طويلة أنتجت العديد من الأعمال، والعظيم أني اكتشفت أسلوبي وتكنيكي وشكلي الخاص، وقد شاركت في بعض المعارض وحصلت على جوائز، حدث ذلك كله في عام 2020، نفذت فيه نحو 20 لوحة فنية ذات أحجام مختلفة منها الكبيرة، وقد وجدت إشادة لم أتوقعها على أعمالي من كثيرين منهم أساتذة بكلية الفنون الجميلة، كما أن الفنانة غادة عبدالرازق طلبت مني عمل بوستر عن مسلسلها الأخير “لحم غزال”.
أنا فنان تلقائي
لا ينتهج “خاطر” مدرسة فنية بعينها في لوحاته، وعن أسلوبه في الرسم يقول: “أنا فنان تلقائي، لم أدرس الفن دراسة أكاديمية، لذا قد يجد المتلقي في لوحاتي عدة مدارس فنية في آن واحد، أنا أعمل ما أحب، وقد يكون هذا من وجهة نظر البعض خطأ، لكن ما يهم أنا أن أكون راضيًا عما أنتجت وجعلني أشعر بالسعادة”.
ويضيف: شاركت في عام 2005 في مسابقة لرسوم الأطفال في شنغهاي بالهند وحصلت هناك على جائزة، وكانت تلك أول مرة أشارك فيها في معرض فني، ثم شاركت في مسابقة الشارقة للفنون في عامي 2014 و2016 وحصلت على الجائزة، وتعرفت في عام 2016 عند مشاركتي في صالون فناني مصر على بعض فناني مصر التشكيليين، كما شاركت في صالون شباب إسكندرية.
وعن أدواته التي يستخدمها في لوحاته يقول: “استخدم نفس الأقلام الحبر التي كنت أخذ مثلها من والدي بعلمه أو حتى دون علمه حينما كنت صغيرا، كما استخدم أيضًا ألوان الأكريلك للحصول على الألوان الصريحة، وبالرغم أني استخدمت العديد من الألوان، إلا أني أفضل الرسم بأقلام الحبر فهي تمثل بالنسبة لي شيء خاص ومرتبط بها وجدانيًا، وأشعر أنها تعبر عني وعن شخصيتي بشكل خاص”.
دراسة الفن
يختتم الفنان حديثه ويقول: “أهتم كثيرًا بالمشاعر الإنسانية وإبراز ما أتأثر به من مشكلات أو مشاعر لأشخاص آخرين، أو حتى القضايا التي تهم المجتمع، مثل قضايا ختان الإناث، ومشكلات الأطفال النفسية وعدم قدرتهم على التعبير عن أنفسهم بشكل جيد، أريد أن أكون صوت هؤلاء الأطفال”.
ويضيف أنه سيسعى إلى دراسة الفن بشكل أكاديمي خلال الفترة المقبلة، لأن لديه يقين بأنه لا يوجد شيء يوقفه عن عمله بالفن.