بمناسبة ست سنوات على التأسيس: توثيق «باب مصر» في كتاب
في إطار احتفال مؤسسة ولاد البلد للخدمات الإعلامية بمرور ست سنوات على تأسيس موقع “باب مصر”.. صدر مؤخرا كتاب بعنوان “باب مصر: حكايات عن التراث والثقافة والفن” متضمنا مختارات مما تم نشره على الموقع خلال السنوات الست الماضية. ينقسم الكتاب الى أربعة أجزاء رئيسية الأول عن الآثار، التراث المادى، الأرشيف، والفن والثقافة.
تضمن الكتاب مختارات من التقارير والمقالات التي قدمها الزملاء منذ تأسيس الموقع، عن موالد الأولياء والقديسين، والمرماح، والتحطيب، والأراجوز، وفن العديد، وحوارات مع النحاتين الشعبيين، واستعراض لتاريخ فن البالية في مصر وصولا إلى تأسيس مدارس له في الجنوب، فضلا عن حوارات مع الشاعر عبدالستار سليم عن فن الواو، ومع آخر صانعي السواقي في الفيوم.
وقد أكدت فاطمة فرج، مدير مؤسسة ولاد البلد: أن المؤسسة عملت على تواجد كادر من المحررين يتخصصون في صحافة التراث والثقافة بمفهوم شامل: الآثار، المعمار، الطعام، الملبس، الحكى والموسيقي. كما كتبت الزميلة أميرة النشوقاتي، مدير التحرير التنفيذي السابق لباب مصر عن رحلتها في تأسيس باب مصر، مؤكدة أن الرحلة تعتبر انتصار صغير للأصالة، مجرد خطوة ولكنها عزيزة على قلوبنا جميعا: «تعلمنا من رحلتنا أن البدايات والنهايات موصولين دائما وأن اكتشاف العالم يبدأ من معرفتنا بأنفسنا وتاريخنا الذي نحمله بداخلنا”.
وقد استكتب باب مصر في الكتاب عددا من المتخصصين في كل مجال فيكتب الشاعر مسعود شومان عن التراث المادي مقترحا في مقاله الهام تأسيس بنك للمأثورات الشعبية: «هذا البنك يمثل الخازنة التى يضع فيها كل مواطن عربي سهمه الفولكلوري (مثل عادة، تقليد، حكاية..) وهو ما سيجعل كل مساهم أحد الفاعلين في رسم الهوية، وبعد أن تتوفر مواد الجمع يمكن العكوف على تصنيفها من خلال المختصين، وتيسيرا على الناس من محبى مأثورهم يمكن أن تعد بطاقات توزع من خلال ندوات وأمسيات تعريفية بالمشروع وأهميته وأهمية المشاركين فيه»..كما يتناول شهاب الخشاب تصورا جديدة لكيفية كتابة التاريخ مركز على الأوراق التي تقع خارج نطاق الأرشيف الرسمي: «جميع بيوت مصر وأقاليمها تُعتبر مخازن ورق ووثائق بمثابة الأرشيف الصغير، وأن الكثير من المواد الموروثة عبر التراكم العائلي أو المؤسسي تبقى في تلك البيوت، من الواضح أن أمامنا فرصة استثنائية لاستخراج المادة التاريخية من أوراق ووثائق البشر. يستخدم البعض كلمة “الأرشيف” للتعبير عن تلك الأوراق والوثائق الشخصية مجازًا، ورغم أن هذا الاستخدام يُفقد المصطلح من دقته التقنية، فهو يعبر عن المهمة التي تقع أمام المهتمين والمهتمات بالشأن التاريخي حاليًا، وهي إعادة بناء تاريخ مصر عبر آثارها المكتوبة والمرئية والمسموعة خارج سطوة الحكومة، عبر الأوراق والوثائق والصور والتسجيلات التي تنتشر في جميع البيوت، وربما تشكل مصادر غير مسبقة لكتابة تاريخ آخر للبلاد». ويكتب الروائى خالد الخميسي عن الأدب خارج القاهرة، منتقدا استخدام كلمة «الأقاليم» وصفا لهذا الأدب: «هذا الفصل الكريه بين القاهرة كمدينة مريضة، تعاني من عدد كبير من الأمراض المزمنة وقد تكون القاتلة، وبين بقية أجزاء مصر. اعتبرت هذا اليوم يوما فاصلا في حياتي وسعيت أن أتواجد في الأساس في المناسبات الثقافية خارج القاهرة». وتحدث عن تجاربه في تأسيس مهرجان القراءة الأدبية في المنصورة، ومهرجان الحكي في قنا.
وبالعامية تكتب د. هبة عبدالجواد عن مفهوم الأثر.. وتتوسع في المفهوم ليشمل لا المبانى القديمة، وإنما الحكايات المتواثة: «بحثنا المستمر عن أصولنا الشخصية والعائلية والمجتمعية المادية والمعنوية والفكرية وتوثيقها بالحكي من جيل لجيل كفيل بتخزينها في ذاكرتنا الفردية والجمعية. الحكي في حد ذاته أثر مصري متوارث من سنوحي لأبوزيد الهلالي. ميزة الحكي أنه بيوثق الشخص والمكان والزمان والحدث وبينقل تعبيرات ومشاعر الراوي وذاكرته الفوتوغرافية. توارث الحكاية وتطور أحداثها ومحيطها من جيل لجيل هو في حد ذاته توثيق لمتغيرات ثقافية ومجتمعيه صعب توصيفها بقانون أو علم معرفي ثابت». صدر الكتاب بدعم من مؤسسة دروسوسـ، وشارك في تحريره الزميلان تامر المهدي، وكريم منير، وأشرف على إخراجه الفنى أحمد سعيد.
تعليق واحد