بعد تعرضه للهدم للمرة الثانية.. تعرف على قصة قصر مكرم عبيد
كتب – أحمد طه ومريم الرميحي:
شيد أحد الرموز الوطنية المصرية في القرن العشرين وأحد أقطاب حزب الوفد المصري، قصر مكرم عبيد بمحافظة قنا، على مراحل في فترات زمنية متعاقبة، حتى كان بناؤه بالشكل المعروف به.
وفي يوم وليلة استيقظ أهالي منطقة ميدان مديرية الآمن بالمدينة، على انهيار أجزاء كبيرة منه للمرة الثانية خلال السنوات الماضية، دون وقوع أي إصابات بين المواطنين، فماذا عن مصيره؟
الآثار الإسلامية والقبطية
يقول محمد حسن الأنصاري، مدير الآثار الإسلامية والقبطية بقنا، في تصريحات لـ”باب مصر”، إنه لا يوجد تاريخ محدد لبناء القصر، وهو مبني بدون خراسانات، لأسقف عبارة عن كمارات حديد وخشب عبارة عن كتل في زوايا الأسقف، كما توجد رسوم زيتية بالسقف ومناظر مسيحية للمسيح والملائكة.
وأضاف أن القصر غير مسجل بالآثار ولا تشرف عليه هيئة الآثار منذ صدور قرار رئيس قطاع الآثار الإسلامية بعدم الاختصاص بالمباني التاريخية، وأن المهام تشمل المباني الأثرية المسجلة فقط عام 2011.
ولكن القصر مازال يتبع المباني التاريخية، فصدر له قرار ليظل في المباني التاريخية والتي تمنع تصرف الملاك في المباني ذات الطابع بالهدم، وهذا القانون يتبع وتنظمه هيئة التنسيق الحضاري بقانون رقم 46.
وذكر الأنصاري، أن هناك فترة كانت المباني التاريخية تشرف عليها الآثار في عام 1998، وكان منوط بها المرور عليها ومتابعة هل هناك تعديات من عدمه، وإبلاغ الأحياء، فهي من لها السلطة، كما أن القصر ظل مستغلا لفترة كمقر لمدرسة “عمر الابتدائية” بعد ثورة يوليو 1952.
وتابع: القصر تم بيعه من قبل ورثة فكري مكرم عبيد ملاك القصر لملاك جدد، وهو نموذج للعمارة وتأثرها في ذلك الوقت بالعمارة الأوروبية، كما أن معظم القصور في هذا الوقت مصمموها أوروبيون، والقصر تصميمه إيطالي، وبه طراز بزخارف الباروك والركوك والأعمدة الكورنثية.
كما شهد القصر العديد من الاجتماعات والزيارات لشخصيات وطنية على مر السنين، إذ كان مكرم باشا محاميا وسياسيا، ووطني بارز ووزير لعدة مرات، ويحتوي القصر أيضًا على ركن لتجميع القطن وزنته حيث كانت عائلة عبيد عائلة عريقة وتمتلك أملاك وأراض زراعية كثيرة.
وأشار الأنصاري إلى أن هذا القصر لفكري مكرم عبيد، وهناك قصر آخر في شارع عبيد بمدينة قنا، لوليم مكرم عبيد تبرعت به العائلة للمطرانية، وكان لديهم أملاك في حوض عشرة وكثير من المناطق في قنا.
وذكر مدير الآثار أن مكرم عبيد شخصية تاريخية ومحبوبة ومازالت ذاكرة أبناء قنا تحتفظ له بحكايات تتداولها الأجيال، كما أنه كان حافظا للقرآن، ومن أقواله المشهورة له بينهم “أنا مسيحي الديانة ومسلم الثقافة والهوية”.
وفي سنة 2013، تعرض القصر التاريخي الذي يعود تاريخه إلى حقبة الأربعينات من القرن الماضي لمحاولات هدم – مبني على مساحة 6 قراريط – لبناء برج سكني بدلا منه، وتقدم أحد مفتشي الآثار التابعين للآثار الإسلامية والقبطية ببلاغ إلى الشرطة، يتهم فيه الملاك الذين اشتروا القصر بمحاولة هدمه وحرقه تمهيدًا لإزالته.
بُين أثريون أن القصر المملوك لعائلة مكرم عبيد اختير كمقر لمدرسة سيدي عمر الابتدائية، بعد ثورة يوليو 1952، ولفتوا إلى أن القصر التاريخي تم بيعه من قبل ورثة مكرم عبيد في أربعينيات القرن الماضي، وأنه كان مؤجرًا لوزارة التربية والتعليم منذ ذلك التاريخ، حتى قام الملاك برفع دعاوي قضائية لإخلائه وانتهى النزاع القضائي لصالح الملاك الذين قاموا بشراء القصر من أسرة الزعيم المصري.
قصر مكرم باشا عبيد
من جانبه كشف الباحث وائل نصر الله، أن القصر له قيمة معمارية وتاريخية، وهو أحد العمائر الأثرية ذات الطراز الذي شاع استخدامه في القرن الماضي في قصور الوجهاء والساسة في عهد أسرة محمد علي.
وأردف أن قصر مكرم عبيد تم بنائه على الطراز الأوروبي ويتكون من طابقين وفناء متسع وتوجد به تفاصيل معمارية مميزة، مثل البرافانت، والأعمدة ذات الطراز الكورنثي، والمداخل الرخامية، وأن السلم الرئيسي على الطراز “المروحي” وأنه زين بزخارف خشبية علي طراز “الركوكو”، و”الباروك”.
وعن زخارف أسقف قصر مكرم باشا عبيد، أورد نصر الله أنها تنوعت ما بين زخارف بنائية وذات موضوعات ورسومات مسيحية ويشمل بعضها رسم للسيد المسيح، وهو يمسك بيديه الإنجيل، وأن مبنى القصر يحتوي على سلمين أحدهما لأصحابه والآخر للخدم.
3 تعليقات