بعد تحطيمها «تابو» الإنشاد الديني.. إيمان الصوالحي «مداحة النبي» تستعد لرمضان بفيديو كليب
كتب – حمادة عبدالجليل
صوت ينهمر بعذوبة؛ يرسم لنفسه طريقا في الإنشاد الديني؛ صانعا لنفسه هامة في سحب الإبداع؛ استطاعت صاحبته أن توظف لغة الأصالة التراثية الشعرية في باقة صوتية يشدو بها الجميع، وتروي مختلف الأذواق والأعمار.
إيمان أحمد مصباح علي الصوالحي، ابنة مدينة دكرنس، التابعة لمحافظة الدقهلية، من مواليد 24 أكتوبر 1994؛ تخرجت في كلية الدرسات الإسلامية بجامعة المنصورة في 2015، وحاليا تستكمل دراستها بتمهيدي الماجستير من جامعة الأزهر بالقاهرة، بجانب دراستها للعام الأول في معهد الموسيقى العربية.
“ولاد البلد” تحاور إيمان الصوالحي، المنشدة الدينية للتعرف على دور الإنشاد الديني في المجتمع، وكيفية تطويره ليتماشى مع روح العصر.
كيف كانت بداياتك في الإنشاد الديني؟
أنا في الحقيقة من عشاق القرآن الكريم والتلاوة والإنشاد الديني منذ الطفولة، وبدأت ذلك وأنا في عمر الـ8 سنوات، حيث كنت شديدة الحرص على الاستماع، خاصة أنني من صغري كنت أعشق تقليد الشيوخ الكبار، سواء بتلاوة القرآن أو الابتهالات، والشيخ محمد عمران هو الذي جذبني نحو التقليد سواء كان ابتهال أو تلاوة قرآن، وبعد ذلك قررت أن أتخذ خطوة أخرى بعيدا عن التقليد فقط، وبدأت أنشد بنفسي ولصوتي أنا.
من أول من اكتشف موهبتك في الإنشاد الديني؟
شقيقي الأكبر إسلام هو أول من اكتشفني، حيث كانت غرفته بجوار غرفتي، ومنذ صغري كنت أنشد كثيرا لأساتذة المقامات العليا مثل الشيخ نصر الدين طوبار، التي من خلال طبقة أصواتهم يمكنك ان تؤدي الغناء الصعب، ومن وقتها قرر إسلام أن ينتج لي فيديو ويوزعه إلكترونيا على “اليوتيوب”.
وماذا عن باقي أفراد الأسرة؟
والدي ووالدتي كانا أصحاب فضل كبير عليا في موهبتي، بالرغم من أنهم كانوا على درجة كبيرة من القلق في البداية، بسبب طبيعة السفر الكثيرة إلى القاهرة لعرض موهبتي وأعمالي، ولكن أنا كنت مؤمنة جدا بموهبتي، ومن بعدها قرروا مساعدتي نتيجة الاجتهادة لإبراز موهبتي، وتعلمت الموسيقى والمقامات الصوتية والطبقات، وبعد ذلك تحولت من هاوية تنمي موهبتها، لأبدأ في الأعمال الكبيرة “مش عيب إن الواحد يكون سابق سنه بدرجات كبيرة من العلم أو الموهبة، المهم إني أوصل لأعلى الدرجا”ت.
هل تعزفين على أي من الآلات الموسيقية؟
بالطبع نعم.. أنا عازفة عود وناي منذ ثلاث سنوات، وفي البداية تعلمتهم كنوع من الهواية لأنني كنت في مرحلة الطفولة، وبعد ذلك لم أتوقف عند حد الهواية، حيث بدأت أتعلم العزف على الألحان الصعبة، وأنتقل من مرحلة الهواه لمرحلة المحترفين، وتعلمت العزف في قصر ثقافة المنصورة، وفي المعهد العالي للموسيقى العربية على يد المايسترو أحمد ذكي، والموسيقار علي العسيلي، والموسيقار محمد عبد العظيم، وحاليا أدرس نوع من “التفريدات” في الموسيقى.
هل قدمت حفلات دينية خارج مصر؟
كان ذلك في حفلات داخل مصر، ولكن تصويرها وإعلاناتها كانت خارج مصر، حيث كانت حفلات مقامة برعاية الأزهر الشريف، وكان الحاضرون من المغاربة والماليزيين والسعوديين، وهم على قدر عال من الاستماع والتمييز، خاصة في مدح النبي، وكان ذلك أحد الأسباب التي جعلتني “مداحة” أكثر من مغنية أو منشدة.
هل تلقيت عروضا للعمل خارج مصر؟
بالطبع نعم؛ من المملكة العربية المغربية بمدينة الرباط، والمملكة العربية السعودية، خاصة في مكة والمدينة المنورة في أوقات الحج، وتركيا في مدينة إسطنبول، ولكن لم أقبل أي من هذه العروض لأن هناك خطوة لابد من إثباتها في بلدي قبل إثباتها في بلد آخر، فالخطوة الأولى والصحيحة ستكون في القاهرة، وبعد ذلك سأنتقل خارج مصر.
من هو مثلك الأعلى من المنشدين؟
ميولي عموما للمنشدين القدامى، مثل نصر الدين طوبار والنقشبندي، وطه الفشني، ومحمد عمران، وحبي الشديد لهم يرجع لكونهم كثيرو التعلم، وكل أنشودة لهم كانوا يتعلمون منها شيئا.
ما هو دور المنشد الديني في المجتمع؟
المنشد الديني يدعو للخير والحق، ويبث السماحة، وهو دور لا يقل عن أي عالم أو شاعر أو معلم، فجميعم يوصلون رسالة إلى المجتمع، ودوره لا يقل عن أي واحد موجود في المجتمع له هدف، أنا عايزة أبث الخير والعدالة والسماحة من خلال مدحي في الرسول “ص” بجانب إظهار عظمة وجلالة وإبداع الله في الكون.
هل واجهتك صعوبات وعقبات خلال بداية مشوارك؟
بالطبع واجهت صعوبات كثيرة جدا في البداية، وأولها كان في أول حفل خاص بي في القاهرة (إزاي هاتسافري لوحدك وإزاي هترجعي) بالطبع الرعاية والرقابة كانتا شيء جميل جدا، ولكن في نفس الوقت أنا عندي طموح، وكان لابد من التغلب على الصعوبات، وأي عاقبة كانت تواجهني أبحث لها عن حلول مرة واثنين وثلاثة، والعقبات التي واجهتني كثيرا كانت من الأسرة.
هل يوجد جمهور كبير يستمع للإنشاد الديني بالرغم من الثقافة الموجود حاليا؟
طبعا هناك جمهور كبير جدا مهتم بالإنشاد الديني، بسبب أن الإعلام العربي لم يسلط الضوء عليه بشكل كاف خلال الفترة الماضية، ولكن حاليا هناك اهتمام بالغ من جانب الإعلام بالمنشدين، بجانب الشيء الذي فاجأني أيضا هو الشباب، حيث كنت دائما ما أتسائل لماذا يستمع الكبار فقط للأناشيد؟ وبعد بحثي عن ذلك تعلمت كيف يتم جذب الشباب الحديث للإنشاد الديني؟
كيف يمكن تطوير الإنشاد الديني ليواكب روح العصر الحديث؟
كل عصر يختلف عن سلفه أو خلفه، والشيء الوحيد الذي لم يتغير هو أخلاق الإنسان، وكل شيء وله تطور ومظله خاصة، وغالبية الشباب تميل في ذلك العصر إلى “الميوزيك” وهو ما دفعني للتفكير في خلط الإنشاد الديني بالموسيقى والتلحين المساير لمتطلبات العصر الحديث، مثل أغنية “قمرو” رغم أن كلماتها من العصر القديم ولكن أصبحت الآن تطلب في كل الحفلات، وذلك يرجع إلى إعادة توزيعها وتلحينها وطريقة الغناء.
من الذى يكتب لك كلمات الأناشيد والأدعية؟
أعمل مع الشاعر عدنان المصري وأحمد عبد الله.
هل ممكن أن تتجهي للغناء؟
لو هاتجه للغناء هايكون للغناء الديني والوطني والإجتماعي فقط، أنا باحب جدا بس الطرب الديني، في البيت أنا ممكن أغني لأم كلثوم، لوردة، لفايزة أحمد، ومحمد فوزي، ولكن ميولي النفسية أكثر للطرب الديني، ولو كنت قبلت الغناء من زمان كنت أصبحت مشهورة جدا، ولكن أنا عندي حلمي وطموحي أن أوصل لأعلى الدرجات في الإنشاد.
ما وجه الاستفادة بين دراستك بالأزهر والإنشاد الديني؟
بالتأكيد استفدت كثيرا من دراستي، فهي السبب الرئيسي في نجاحي في الإنشاد الديني، وبعد ختامي لحفظ القرآن الكريم، لأن ذلك جعلني أتقن مخارج الألفاظ والحروف جيدا، ونادرا ما يكون مغني أو منشد واثق من مخارج الحروف بنسبة 100%.
ما هي آخر أعمالك الفنية؟
بإذن الله أنا باشتغل تجربة جديدة السنة دي عبارة عن أدعية إسلامية وفيديو كليب لرمضان، وحاليا باجهز فيديو كليب للحج والعيد، كلمات وألحان عدنان المصري، وأحمد عبد الله، توزيع وتلحين محمود صادق.
تنويه: اختصت المنشدة إيمان الصوالحي “ولاد البلد” بعدد من أناشيدها الدينية، التي ستذاع على مدار شهر رمضان الكريم، في الفيديو التالي..
تعليق واحد