بعد افتتاح المرحلة الأولى من الترميم.. قرية حسن فتحي ترى النور مجددا
عادت قرية المعماري المهندس حسن فتحي بقرية القرنة غربي الأقصر للحياة مجددا. إذ من المقرر افتتاح المرحلة الأولى من الترميم الذي تقوم به منظمة اليونيسكو منذ سنوات بالتعاون مع وزارة الثقافة والجهاز القومي للتنسيق الحضاري نهاية العام الجاري. وقد استغرقت عملية الترميم المرحلة الاولي ما يقرب من 24 شهرا وفق معاير دقيقة للوصول الي الشكل الحالي بعد تاثر وانهيار المباني الذي دام لسنوات طويلة، بعد الانتهاء من ترميم المرحلة الأولى من القرية والتي شملت مسجد القرية والخان وقصر ثقافة القرية، يتبقى منزل حسن فتحي ومنزل العمدة وبعض المنازل التي ما زالت باقية حتى الآن، والتي سيتم ترميمها مع بدء المرحلة الثانية من الترميم.
وفي تصريح خاص لباب مصر قالت إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة لذى تفقدها أعمال الترميم بالقرية أمس: إن الوزراة تستعد لإقامة مهرجان التحطيب في موطنه الاصلي بقرية حسن فتحي. وأكدت أن جزءا من المهرجان ستتم إقامته في ساحة أبوالحجاج والجزء الباقي سيكون في القرية أمام قصر ثقافة حسن فتحي.
نقاط جذب سياحي
ويعتبر مشروع احياء وترميم المبانى التراثية بقرية القرنة أحد أهم مشروعات المعماري الرائد حسن فتحي. ليس علي مستوي ما يلقاه من شهرة واهمية علي المستوي الوطني والعالمي بل ايضا لما يمثله مشروع القرية الذي تم تنفيذة 1948 من محاولة الي ايجاد وصياغة مفردات العمارة المحلية في صورة هندسية ومعمارية تصبح قابلة للتطبيق والانتشار. وكذلك لما يمثله فكر المشروع من الاعتماد علي الخامة والايدي العاملة المحلية في اطار اقتصادي و فني ومهني وأصبح نموذجا يحتذي به علي مستوي العالم. وتتوافق اهداف المشروع مع المعايير القومية والدولية نظرا لما يتميز به اسلوب البناء الذى راعي طبيعة الخامات المحلية والظروف المناخية في الوجه القبلي ويشمل ترميم المركز الثقافي وهو ما يمثل عودة لممارسة انشطة ثقافية وفنية تخدم قطاع عريض علي مستوي جنوب مصر ومحافظة الأقصر ويعد اعادة توظيف الخان واستثماره كاستديوهات للفنانين واعادة فتح البازرات. وكذلك الخدمات التي تحتاجها القرية أحد أهم التجارب في اعادة التوظيف والارتقاء بالمباني واعتبار مركز القرية بما يضم من الجامع والخان والمركز الثقافي احد نقاط الجذب السياحي والثقافي في أهم المناطق المسجلة علي التراث العالمي.
مركز للنشاط الثقافي بالبر الغربي
لعبت وزارة الثقافة دورا هاما في التعاون مع الجهات الحكومية ممثلة في محافظة الأقصر ووزارة السياحة والآثار وكذلك الجهات الدولية ممثلة في منظمة اليونسكو فى لفت الانظار الى اهمية المشروع هذا الى جانب دورها فى تسجيل المباني المتبقية من تصميم القرية الأصلية ضمن سجلات الحفاظ على المباني ذات القيمة المتميزة، ويجرى حاليا جهود لتسجيل المنطقة التراثية بالقرية ضمن المناطق ذات القيمة المتميزة كما تقوم وزارة الثقافة باعداد مشروع تشغيل المباني لتكون منطقة القرنة مركزا النشاط الثقافي بالبر الغربي باستكمال الارتقاء بالفراغ العمراني المحيط بالقرية وترميم باقي مبانيها.
وقالت وزيرة الثقافة خلال تفقدها انتهاء المرحلة الأولى للترميم، إن مشروع احياء وترميم المنشآت ذات الطابع المعماري المتميز بالقرنة يعد انجازا جديدا للثقافة المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي خاصة وان حلم رائد فن العمارة حسن فتحي يتحقق بعد اكثر من 70 عام، واضافت ان المشروع يعد تجربة رائدة للحفاظ على ارث ثقافي ومعماري هام ، مشيرة انه نموذجا مميزا للعمارة البيئية التى تستخدم الخامات المحلية لضمان بقائها وإدارتها بشكل جيد، واكدت تبني فكر الحفاظ علي التراث المعماري والعمراني الغير اثري من خلال إعداد القوانين والتشريعات المنظمة لذلك مع اعادة تقييم الموجود منها لتتناسب مع المعايير التي تحددها الاتفاقيات الدولية المشاركة فيها مصر.
مرآة الشعوب
وتابعت الوزيرة: أن فنون العمارة مرآة الشعوب وصون التراث الانساني المادي بكافة اشكاله لترسيخ الهوية. ووجهت بسرعة الانتهاء من عملية الترميم وفق الخطة الزمنية الموضوعة تمهيدا لافتتاح المرحلة الاولي من المشروع نهاية العام الجاري. والتي تضم منطقة الخان والمسرح والمسجد وتفعيل كافة الانشطة الثقافية من خلال المسرح وملتقيات التصوير ومراسم الفنانين التشكيلين، مشددة على اهمية الإسراع في البدء في تنفيذ المرحلة الثانية لانهاء المشروع بالكامل بنفس معايير الجودة لتكون واجهة لتنمية السياحة الثقافية والبيئية وتتحول القرية الي مزار ثقافي وسياحي عالمي، مشيدة بما تم تنفيذه من أعمال الترميم وبدور ودعم اليونيسكو للحفاظ علي الطراز المعماري والبيئي المصري لرائد فن العمارة المهندس حسن فتحي مما يؤكد حرص مصر للحفاظ علي تراثها المعماري الفريد.
تعليق واحد