برنامج كشكش بيه: عندما قابل هيكل نجيب الريحاني
في الخامس من ديسمبر عام 1962 أجرى الصحفي المعروف جليل البنداري حوارا مع محمد حسنين هيكل نشره تحت عنوان “هيكل.. الذي يندفع إليك من تحت عقب الباب” في مجلة آخر ساعة، التي كان هيكل قد ترك رئاسة تحريرها لينتقل إلى الأهرام.
استعاد هيكل في ذكرياته وأيامه الأولى في الصحافة ومواقفه مع السيدة روزاليوسف ومع أستاذه محمد التابعي ومصطفى وعلي أمين، وكذلك تطرق الحوار للفن والسياسة والرياضة، وصف جليل البنداري حالة هيكل الصحفية منذ توليه رئاسة الأهرام بعبارة طريفة وذات دلالات مهمة، فقال إن بائع الخبز وبائع اللبن وبائع الفول المدمس يدقون جرس الباب ويقلقون راحتك، أما محمد حسنين هيكل إذا وجد بابك موصدا استحى أن يدق الجرس واندفع إليك من تحت عقب الباب. وفي كل جمعة يحملك في قطار سريع فيهبط بك إلى الأعماق. ثم لا يلبث أن يرتفع بك إلى قمة الهملايا لتطل معه بعينيك على أحداث العالم. وفي هذا الحديث الهام تحدث هيكل عن الفرق بين مصطفى وعلي أمين قائلا: هناك خرافة شائعة تقول إن مصطفى أمين هو صانع أخبار اليوم بما فيها من مبان وآلات وكفاءات. ولكن الحقيقة أن علي أمين هو صانعها، إن علي أمين هو الذي بنى المسرح ومصطفى أمين هو الممثل الأول فيه!
حوار هيكل
تطرق الحديث إلى قضية ومعركة كانت تشغل الرأي العام وقتها وهي اتهام الموسيقار محمد عبدالوهاب بالاقتباس ووقتها كان محمد التابعي قد شن حملة صحفية على عبدالوهاب فسأله البنداري: ما رأيك في مقال الأستاذ التابعي عن عبدالوهاب والاقتباس؟
أجاب هيكل: إن مطالبة عبدالوهاب بعمل سيمفوني غير معقولة.. ذلك ليس دوره، فعبدالوهاب نموذج طيب لهذه المرحلة وإذا اقتبس مفيش مانع، إن حلقة الخلق الأدبي بدأت بالترجمة وقبل ظهور توفيق الحكيم ليبني البناء الكامل كنا نعتمد على الاقتباس والتأثر، فليس مطلوبا من عبدالوهاب أن يؤلف سيمفونيات وعبدالوهاب لم يخرج عن دوره في موسيقاه، فليقتبس أو يلطش بعض نغمات العباقرة فإن ذلك لن يقلل من قيمة دوره في تطوير الموسيقى في هذه المرحلة من التطور الفني العام.
ومن ضمن الأسئلة التي طرحها البنداري على هيكل كان:
– من هو أول نجم التقيت به في حياتك الصحفية؟
أجاب هيكل: نجيب الريحاني
– فين؟
– في كواليس المسرح سنة 1943 كنت رايح أعمل حديث وياه وقابلت هناك السيدة ميمي شكيب.
– كانت حلوة؟
– ماخدتش بالي. لأني كنت مكسوف جدا وهى بتكلمني.
– ما أول فكرة تكونت في رأسك عن الريحاني؟
-استلطفته ونشأت بعد كده بيننا صداقة قوية وكان من رأيه إني أبطل الكتابة عن المسرح.
– ليه؟
– قال إن اللي يكتبوا وقتها في الفن ماكنوش قد كده وقال لي ما تضعيش وقتك.
– كيف كان يتحدث إليك وهو يمثل؟
– بين الفصل والفصل
– إذن فأول تحقيق صحفي في الفن كتبته عن نجيب الريحاني؟
– وكان الأول والأخير!
وبالبحث في أرشيف مجلة روزاليوسف عن التحقيق الفني الأول والأخير في حياة الأستاذ هيكل عام 1943، وجدنا هذا التحقيق عن كشكش بك وهو منشور في صفحة أخبار الفن في العدد رقم (799) الصادر يوم 7 أكتوبر 1943.
برنامج كشكش الجديد
افتتح الأستاذ نجيب الريحاني موسمه الجديد يوم الأربعاء الماضي بعد أن أدخل إصلاحات جديدة على المسرح والصالة كلفته حوالي ألفي جنيه، والموسم الجديد ينقسم إلى ثلاث مراحل، الأولى إعادة تمثيل بعض الروايات التي اعتاد الجمهور الإقبال عليها، والثانية تمثيل بعض الروايات التي مرت عليها الدهور والسنوات والتي تتمشى مع الوقت الحاضر كالجنيه المصري ومين يعاند ست وعباسية وغيرها، أما المرحلة الأخيرة فستخرج الفرقة فيها ريفيو غنائي تمثيلي راقص يظهر فيه كشكش من بدء ظهوره على خشبة المسرح في روايات كله من ده وحمار وحلاوة و 1918-1920 وغيرها إلى أن يصل بسلامة الله إلى مسرحيات هذه الأيام.
كشكش في السينما
أشيع في الأيام الأخيرة أن نجيب قد عدل عن اشتراكه في أي فيلم سينمائي وذلك على أثر مقابلته الأخيرة في الإسكندرية مع الأستاذ توجو مزراحي ومع الأستاذ أحمد سالم في مسرح ريتس الأسبوع الماضي، ولهذا سألنا الأستاذ نجيب عن نصيب هذه الإشاعة من الصحة فقال: خدها مني كلمة.. أنا لا أعترف بأي مخرج سينمائي في مصر، وأتحدى أي واحد أن يخبرني في أي استديو أو معهد تلقى فيه الإخراج. ولذا لا يمكنني العمل مع أي منتج في مصر. أما إذا رأيت الدخول في ميدان السينما سأكون أنا المؤلف والمخرج والممثل ويا صابت ياتنين عور!
اقرأ ايضا
14 تعليقات