الواسطى بلا مكتبات أو بيت ثقافة.. فقط بيت أم رحيل

يطالب أدباء وشعراء مركز الواسطى التابعة لمحافظة بني سويف، بتوفير مقرا لـ”نادي أدب الواسطى” رسميا من قبل المسؤولين، إذ أنهم يعانون في إقامة الأمسيات والندوات الثقافية دون مقر، ما اضطرهم للاجتماع في منزل الشاعر خالد مصطفى وزوجته أم رحيل، رئيس النادي، قبل جائحة كورونا، خاصة وأنه يوجد الكثير من المهتمين بالشأن الثقافي ممن يقيمون في المركز.

مناشدة المسؤولين

مركز الواسطى من أكبر مراكز محافظة بني سويف، إذ يبلغ تعداد سكانه نحو نصف مليون نسمة، ويقيم به الكثير من أصحاب المواهب والأدباء والمثقفين، ولكن لا يوجد بيت للثقافة بالواسطى التي تعد بمثابة عاصمة المركز، وهو ما جعل الأدباء يطالبون المسؤولين بتأسيس “نادي أدب الواسطى”، ولعدم الاستجابة لمطالبهم اضطروا لتأسيس النادي وانتخبوا له الشاعر خالد مصطف، رئيسًا، ويجتمعون بصفة دورية في إحدى القاعات المؤجرة أو في منزله.

يقول الشاعر خالد مصطفى: لا يوجد في مدينة الواسطى أي شيئ يخص وزارة الثقافة، فقط يوجد في قرية أبوصير الملق بيت ثقافة لا يضم سوى مكتبة الطفل والشباب، وبدأنا كأدباء ننشئ بعض المجموعات الثقافية، وفكرنا أن نؤسس نادي للأدب، وكان الرد الرسمي أنه لابد من وجود مقر يتبع وزارة الثقافة لكي يؤسس النادي.

وتابع: المشكلة أن بيت الثقافة في قرية أبوصير الملق يبعد عن مدينة الواسطى بأكثر من 20 كم، ما يشكل صعوبة في إقامة النشاط، حيث لا يستطيع الجمهور الذي يكون من بينه فتيات، وأدباء وشعراء من الوصول إليه، كما أن الجمهور من أهل القرية لا يهتم كثيرًا بالندوات والأمسيات الشعرية أو الأدبية، وقمنا بتقديم أوراق اعتماد نادي الأدب باسم أبوصير، رغم أن ذلك كان ضد رغبة الكثير من الأدباء من أبناء المركز.

ويضيف مصطفى، وعندما طالبنا وزارة الثقافة بتأسيس مكتبة، طلب منا أن نوفر المكان بشرط أن تكون قيمته الإيجارية منخفضة، وهو طلب صعب، حيث إن قيم الإيجار في مدينة الواسطي مرتفعة جدًا، وعندما طالبنا مجلس المدينة بتوفير مكان يصلح كمكتبة، كان الرد: “ما فيش ولو فيه هنبيعه لكم بالسعر العادي دون تخفيض”.

وذكر مصطفى، أن كل ما نحتاج إليه مقر لمكتبة عامة، وتفهم المسؤول لقيمة الثقافة والوعي الثقافي، لكن التجربة أثبتت أن الثقافة ليست ضمن أولويات مجلس المدينة، وقبل جائحة كورونا كنا نجتمع بشكل أسبوعي لعقد الأمسيات والندوات والاجتماعات في إحدى القاعات التي كنا نقوم بتأجيرها عن طريق مساهمات مالية ذاتية، وننتظر الآن الموافقة على تأسيس النادي ليأخذ الصفة الرسمية، على حد قوله.

منزل أم رحيل

فتحت الشاعرة كريمة مختار، التي يعرفها الجميع باسم ابنتها “رحيل”، أبواب منزلها لاستقبال الأدباء وإقامة أمسياتهم وندواتهم، وعن تلك التجربة تقول: يسمى بيتي “منزل الشعراء” لأني وزوجي نكتب الشعر، وتكتب ابنتي الكبرى أميرة الطالبة بكلية الآداب القصة والرواية، ونحن كشعراء وأدباء نعاني في مركز الواسطى من عدم وجود مكان نجتمع فيه ونعقد ندواتنا وأمسياتنا، فاقترحت أن نقيم نشاط النادي – غير المعترف به- في منزلي، لكن هذا لم يحل المشكلة، فنحن بحاجة ملحة إلى مقر رسمي تابع لوزارة الثقافة، ليكون وجود نادي الأدب رسميًا، كما لا يستقيم أن ننتقل من مدينة الواسطي التي تبعد عنها قرية أبوصير مسافة 20كم، كي نقيم أمسية أو ندوة.

في انتظار الاعتماد

لا يمتلك أدباء الواسطى سوى صفحة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، تحمل اسم “نادي أدب الواسطى” ينشرون من خلالها إبداعاتهم، لكنهم مصرون على اعتماد نادي الأدب الذي أسسوه، ويسعون لنيل الاعتماد بأي طريقة حتى وإن نسب لبيت ثقافة أبوصير الملق.

وحول الاعتماد يقول الشاعر شريف صلاح، رئيس نادي الأدب المركزي بمحافظة بني سويف: نعلم جيدًا ما يطالب به أدباء وشعراء ومثقفي مركز الواسطى، والصعوبات التي تواجههم، حيث يوجد بالمحافظة أربعة نوادي أدب معتمدة، وهم: نادي أدب الفشن، نادي أدب بني سويف، نادي أدب أهناسيا، نادي أدب ببا، ولكي نقوم باعتماد نادي أدب جديد لابد أن يتبع موقعًا ثقافيًا ليس به نادي أدب، ولأن مركز الواسطى لا يوجد به مقر تابع لوزارة الثقافة سوى في قرية أبوصير الملق أرسلنا أوراق اعتماد النادي باسم نادي أدب أبوصير، لكن واجهتنا مشكلة إدارية، إذ أنه لكي يعتمد النادي يجب ألا يقل عدد مؤسسيه عن 11 عضوًا عاملاً، فقمنا بتشكيل لجنة تحت رئاستي لفحص أوراق المؤسسين للنادي قبل إرسال الملف إلى الوزارة، وكانت المشكلة في أنه بحسب اللائحة الجديدة الخاصة بمجلس الدولة، هناك مجموعة من الشروط يجب توافرها في الأعضاء وتتمثل في: أن يكون العضو قد فاز بإحدى الجوائز المعتمدة من وزارة الثقافة، أو أن يكون صدر له بعض الكتب من وزارة الثقافة في أي من السلاسل الخاصة بها، أو الحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه في العلوم الإنسانية أو أحد مجالات الأدب، أو طباعة أي من الكتب بشكل خاص، أو عشرة أعمال منشورة في إحدى الصحف القومية.

ويكمل صلاح، تغلبنا على المشكلة وأرسلت الملف لاعتماد أوراق الأعضاء المؤسسين لنادي أبوصير، كما أنه لدي نادي أدب أخر نسعى إلى اعتماده وهو نادي أدب سمسطا، لكن في ظل ما حدث من توقف للأنشطة بسبب جائحة كورونا تأخر الاعتماد، لكني أتابع أوراق الناديين مع الإدارة بالقاهرة، ونأمل أن يتم اعتماد الناديين واحد من الناديين في شهر أغسطس المقبل، وأن يتم اعتماد النادي الآخر بعده بأربعة أشهر.

مشاركة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر