النحت بالأسمنت.. مسابقة بكلية الفنون الجميلة بأسيوط
تصوير: أحمد دريم
أعلنت كلية الفنون الجميلة بجامعة أسيوط، بالتعاون مع شركة cemex لمواد البناء، عن مسابقة النحت بالأسمنت لطلاب الفرقة الأولى والثانية نحت، حيث تنص المسابقة على نحت الطلاب تصميماتهم من خامات الأسمنت، ليتنافس الطلاب في إخراج أفضل تصميم للفوز.
“ولاد البلد” التقت بعدد من الطلاب المشاركين في المسابقة، لتسليط الضوء على أعمالهم وتفاصيل فن النحت.
النحت بالأسمنت
يقول محمود محمد أحمد، طالب بالفرقة الأولى نحت، أنه في البداية قمت بعمل “الأسكيس” للشكل المراد نحته، مشيرا إلى أن لكل متسابق حرية اختيار التصميم الذي سيعمل عليه، فهناك من يختار تصميما يعبر عما بداخله من فكر أو تصميم يعبر عن حيوانا.
ويكمل طالب الفرقة الأولى حديثه بأن المرحلة الثانية للتصميم هي أخذ القياسات لضبط “الأسكيس” ولذلك نقوم بتقطيع حديد الكريكاز وعمل التصميم به كطبقة أولى له، لأن خامة الأسمنت لا تصلح أن تنحت بمفردها، منوها بأن النحت بخامة الأسمنت من أصعب أنواع النحت لأنه يختلف عن باقي الخامات كالطين والجبس، مشيرا إلى وجود صعوبة كبيرة تفنيش “نهايات” التصميم ويقول “الفنش الأخير في النحت بالأسمنت صعب جدا والخامة أول مرة نستخدمها في النحت، فنحن اعتدنا على الجبس والطين” مضيفا أن من أكثر الصعوبات التي تواجهه لحام الحديد.
طموح ونسر
ويشير محمود إلى أن اختياره للتصميم كان شيئا نابعا من داخله، حيث يعبر تصميمه عن إنسان مقيد لديه الكثير من الطموحات التي لا يستطيع الوصول إليها بسبب تلك القيود، منوها بأنه اختار ذلك التصميم لأنه يعبر عن شخصيته وهو إنسان مقيد يحاول الوقوف على قدميه بمقاومة تلك القيود.
وتنوه الطالبة هناء، بالفرقة الأولى نحت، بأنها تعمل على تصميم على هيئة طائر “نسر”، مؤكدة أنه استغرق حوالي أسبوعين، وتعد هذه المرة الأولى لها لاستخدام مادة الأسمنت في النحت، ولذلك تجد صعوبة كبيرة به لأنه، يطلب وضع أكثر من طبقة، وأن من أكثر الصعوبات التي تجدها في استخدام الأسمنت في النحت جفافه السريع.
الحضارة الأشورية
ويشير أحمد زهر، بالفرقة الثانية نحت، إلى أن بالمسابقة طلب نموذج استنساخ لأي من الحضارات، منوها إلى أنه اختار تصميما من الحضارة الآشورية، معبرا عن إعجابه الشديد بتلك الحضارة، موضحا أن اختيار النموذج الآشوري في المرحلة الأولى تم تشكيله من الطين وفرد البلاطه ثم بعد ذلك قام بالرسم عليها، ثم بعد ذلك أحضر خامات الأسمنت وأدوات النحت وبدأ بالعمل، مشيرا إلى أن تصميم الحضارة الآشورية استغرق حوالي ٤ أيام.
ويؤكد أحمد أن أكثر الصعوبات التي واجهته في استخدام الأسمنت هي عدم الوضوح لبعض الأجزاء في تقسيمات البورتريه، مشيرا إلى أن الأسمنت من أصعب خامات النحت لصلابته وجفافه السريع بعكس الطين والجبس.
وينوه طالب الفرقة الثانية أنه صمم تصميما آخرا على هيئة ديك، مشيرا إلى أن تلك التصميم يعد تحليلا هندسيا مبسطا، موضحا أن تصميم الديك استغرق حوالي ٢٠ يوما.
استنساخ لوحات
ويضيف عمر أحمد حسن، بالفرقة الثانية تصوير، أن تصميمه عبارة عن لوحة استنساخ، مشيرا إلى أن يختار لوحة لأحد الفنانين المشهورين، ويقوم بأخذ الفكرة منها واستنساخها، ثم بعد ذلك معالجتها بالطرق التي يراها صالحة، مشيرا إلى أنه أثناء استخدامه خامة الأسمنت وجد بها صعوبة، واستطاع معالجتها باستخدام ألوان الزيت.
ويوضح وليد طارق، طالب بالفرقة الثانية تصوير، أنه عمل على تصميم استنساخ للوحة الفنان حسين ديكار، محاولا استخدام خامة الأسمنت في إخراج تصميم به نحت بارز لشد الانتباه، منوها أن تصميم الاستنساخ غالبا لا يحتوي على النحت كثيرا، مشيرا إلى أنه باستخدام خامة الأسمنت فقد وجد صعوبة في اختيار الألوان لأن قبل أن يخف الأسمنت من المياه يكون غامق اللون وعند جفافه يكون أفتح، مؤكدا أنه استطاع التغلب على تلك المشكلة باستخدام “ورنيش شفاف” لكي يجعل الألوان أغمق بعض الشئ، كما أنه استخدم السنفرة لتفتيح بعض الأجزاء.
عميد الكلية
ويقول الدكتور محمد ثابت بداري، أستاذ تصوير، عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة أسيوط، إن المنطقة الخلفية لكلية الفنون الجميلة تعد ورشا مفتوحة لطلاب قسم النحت، مشيرا إلى إقامة معرض للطلاب داخل تلك المنطقة.
الجداري والميداني
ويشير البدري إلى أنه تم الإعلان عن المسابقة للطلاب في مجالي النحت الجداري والبارز والتصوير الجداري، موضحا أن الهدف من المسابقة هو إمكانية الاستفادة من الأسمنت كخامة، حيث إنه من المتعارف استخدام الأسمنت في إدارة التشكيل الفني أو التصوير الجرافيتي، ولكن هذه تعتبر المرة الأولى التي يستخدم فيها كمادة للتشكيل في الفنون الجميلة، يعد استخدام الأسمنت كخامة جديدة في ثلاث تجارب، الأولى: أعمال النحت البارز لمروره بمرحلة العمل على البلاط، حيث إن الطالب يبدأ العمل على التصميم الذي يرغب به فوق سطح اللوحه خاصته، وبعد ذلك يتعامل معها عن طريق الصب، فيصب لها قالبا، والقالب يُصب أيضا بالبلاستر أو الجبس، ويعد ذلك شئ جديدا وإضافة للطلاب.
ويضيف عميد الفنون الجميلة أنه بالنسبة للتجربة الثانية فهي لطلاب النحت الميداني، وتؤدى على مرحلتين، في البداية يقوم بتشكيل التصميم عن طريق الحديد الكاريكاز والشبك، اما المرحلة الثانية فهي تشكيل الأسمنت فوقه، بالإضافة إلى الطرق العلاجية للأسطح، مشيرا إلى مراعاة الطرق الخاصة بالنحت الميداني.
التصوير و المعرض
أما التجربة الثالثة فكانت لطلاب قسم التصوير فقد استفادوا من تلك التجربة بتصميم لوحات تصويرية جدارية أو أرضية، مؤكدا أن الأسمنت يقبل المعالجات اللونية من خلال الديكور، فيقوم الطالب بإضافة اللون المناسب، وفي تلك الحالة فإن التصميم يكون على مرحلتين الأولى: أن يحدد الطالب الرسم الخاص به ويحهز البلاطة من خامة الأسمنت وقبل الجفاف يقوم بتحديد معالم التصميم مما يمكنه العمل على النحت البارز الملون من خلالها، كما كان يفعل المصري القديم، أو أن يحدد معالم التصميم عن طريق النحت الغائر، وبعد ذلك يقوم بالتلوين، أما النوع الآخر فهو أن تكون البلاطة الأسمنتية قد جفت تماما، ويقوم الطالب بطباعة التصميمات أو الأعمال المنفذة عليها، ويتم تلوينها بشكل مباشر بالأكسيد وصباغات لونية معينة، وهناك عدد من الطلبة فضلوا وضع بعض قطع الزجاج الملون أو الفسيفساء الملونة.
ويشير “البدري” إلى الجهد المبذول من قبل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس لإخراج الكثير من التصميم الرائعة مضيفا “أعمال الطلبة تلك نتاج رائع لتلك الورشة” مشيرا إلى أنه سيتم تجهيز معرض خاصا بالساحة المفتوحة خلف الكلية لعرض تلك الأعمال، مؤكدا أن بعد انتهاء المسابقة سيتم اختيار بعض النماذج المجسمة لوضعها بساحات الجامعة، والبعض الآخر يمكن أن تستعين به الشركة لوضعه بها.
رئيس الجامعة
من جهته، قدم عميد الكلية الشكر للدكتور طارق الجمال، رئيس جامعة أسيوط، وشحاتة غريب، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم، والطلاب، لدعمهم الكامل لكلية الفنون الجميلة، وموافقتهم على إقامة الورشة، كما قدم الشكر للدكتور محمد عبد الحكيم، وكيل الكلية لشئون الطلاب، وسحر بطرس، وكيل الكلية لشئون البيئة، ومحسن سليم الجودة، والسادة الزملاء الذين أشرفوا على الورشة وهم: نجلاء بدوي وناجي ثروت ومريم وباقي الزملاء.
كما وجه “البدري” شكرا خاصا للدكتور منصور المنسي، عميد الكلية السابق، الذي أخذ على عاتقه أن يقف يدا بيد مع الطلاب وتشجيعهم على بذل الجهد والعمل.
فن تشكيلي
ويعد النحت فن تجسيدي يرتكز على إنشاء مجسمات ثلاثية الأبعاد للإنسان أو الحيوان، باستخدام الجبس أو الشمع، أو نقش الصخور، وفن النحت أحد جوانب الإبداع الفني، ويعتمد علي المجسمات الثلاثية الأبعاد.
يشار إلى أن النحت أحد فروع الفن التشكيلي ومظهر من مظاهره، ويعتمد على إبراز أحجام الأشكال خاصة، ويركز عموما على الهيئة الإنسانية، وعلى هيئات الحيوانات بدرجة أقل، وتندر في النحت المناظر الطبيعية والطبيعة الصامتة.
قوانين الانسجام
ويحاكي النحت الشخوص والأشكال في الفراغ ويظهر حركتها ووضعيتها، ويقوم على قوانين الانسجام والإيقاع والتوازن والتأثير المتبادل في الوسط المحيط، والنحت هو فن التشكيل بمواد صلبة: الحجر والمعدن والرخام والخشب والجبس والشمع واللدائن والمواد المصنعة.
ويختلف فن النحت في أسلوبه عن باقي الفنون فهو لا يتعامل مع الأشكال المسطحة مثل فن التصوير وإنما يتضمن أشكال مجسمة ذات أبعاد ثلاثة، فنجد أن المتعة الفنية التي تتصل بأعمال النحت لا تأتي من خلال المشاهدة فقط وإنما عن طريق الملمس والحركة المجسمة أيضا، ويشكل النحات الأعمال بيديه التي هي أقدر الوسائل لنقل الحس الفني العالي باللمس، بجانب استخدامه لبعض الخامات التي تنقل لدينا الإحساس بواقعية الشكل المنحوت ومن هذه الخامات: الرخام المصقول والخشب والصلب.
صور لبعض الأعمال المشاركة فى المسابقة