المهندس هاني الفقي مصمم محور الفردوس: لست ديكتاتورا.. وسنهدم المقابر للصالح العام!
في ندوة «العمارة الجنائزية في مصر المعاصرة: جبانات القاهرة التاريخية» التي أقيمت بمكتبة القاهرة الكبرى، فوجيء المشاركون في الندوة بحضور المهندس هاني الفقي، مصمم محور الفردوس الذى يهدد وجود المقابر الأثرية والتاريخية. شرح الفقي رؤيته لتطوير المنطقة.. مصرا على تجاهل اقتراحات الحضور ومصمما على رؤيته للتطوير. وهو ما زاد من حرارة النقاش.
صخب القاعة
قال الفقي في بداية حديثه: “المشروع في طريقه للتنفيذ بالفعل على مساحة عرض 8 أمتار. وسيتم عمل سور مشابه لسور محور الفردوس كي يتماشى مع المنطقة – أي أثر سوف يقابلنا أو حتى قبور أولياء الله الصالحين، وكذلك الطرق الصوفية، وآل البيت، أو مقابر الأعلام فنحن لن نقترب من أيا منها بأي شكل من الأشكال-.
ووجه الفقي اللوم للجميع إذ رأى أنه على الناس ألا يذهبوا إلى التربية لأخذ المعلومات منهم حول وضع الجبانات لأنهم يريدوا أن “يسترزقوا” -على حد وصفه-. وبعد ذلك انتهت حالة الصمت التي عمّت القاعة. إذ أن كلامه قد أثار غضب جميع الحضور. وهنا بدأ الحضور يحتج على هذا الحديث الذي أظهر “فجوة” كبيرة في طرق الحفاظ على التراث المصري. وبدأ الصخب يعم في القاعة.
هنا تدخلت الدكتورة جليلة القاضي لضبط إيقاع الجلسة وطلبت من الحضور أن يستمعوا لما سيطرحه الدكتور الفقي من رؤية حول المنطقة.
مرتع للكلاب
عاود الفقي حديثه مرة أخرى متحدثا عن مشروعاته التي نفذها بالمنطقة. إذ قال: “إحنا أول ما بدأنا بمحور الفردوس اللي الحمد الله كان من “تصميمي” و”تخطيطي” و”إشرافي” إحنا دخلنا لمنطقة منشية ناصر. وأريد أن يشاهدها أحد قبل تنفيذ محور الفردوس وبعد تنفيذه”.
وبدأ الفقي يسهب في حديثه أكثر. إذ قال نصا: “عايزكم تتفرجوا على قبة قنصوة بن سعيد قبل التطوير وبعد التطوير. إذ كانت “مرتع” للكلاب، لكن دلوقتي العرايس بتروح تتصور عندها”.
وأضاف أنه بالفعل قد تم توسعة الطرق. وهنا تدخل الحضور مرة أخرى، وطلبت الدكتورة جليلة بدورها أن يستكمل المهندس هاني حديثه والذي طلب بدوره أن يستكمل طرح “رؤيته” حول تطوير المنطقة. فقد ذكر أنه عندما أتى لهذه الندوة كان من تلقاء نفسه لأنه أراد عرض وجهات النظر التي ستتم بدون زيادة أو نقص. وقال: “والله والله اللي بيتعمل حاليا هو ميراث ثقيل جدا من أكثر من 80 أو 70 سنة. إذ أن المحاور التي نريد تنفيذها هي للخدمة العامة ليس أكثر. 90% من المتضررين الذين تحدثت إليهم كانوا عندهم مقابر هناك وإحنا عشان “بنشيل” السور غير المسجل لا في التنسيق الحضاري، ولا في اليونسكو، ولا في عداد الآثار”.
لست ديكتاتورا
لم يستكمل الفقي حديثه عن تلك الجزئية. فقد تدخلت الدكتورة جليلة منفعلة وقالت له “غير صحيح ما تقوله غير صحيح أبدا”. وهنا تدخلت القاعة مرة أخرى اعتراضا على حديثه. فتحدث المهندس طارق المري الذي أوضح إن كلامه غير صحيح لأن “البلدوزر” قام بنسف أربعة أمتار من كل جانب عند عمل محور الفردوس. ليرد عليه الفقي: “لا يا فندم إحنا شلنا 6 متر مش 4 متر، لكننا لم نزل مقبرة عبود باشا، ومقبرة حسن صبري باشا ولم نقترب من أيا منهم”.
وأكمل المهندس الفقي حديثه. وقال: “90% من قاطني المقابر لديهم “بيوت” وعندما قلنا لهم أن يذهبوا لبيوتهم تلك ردوا علينا وقالوا: “لا إحنا بنسترزق هنا”. فالقضية ليست متمثلة في أننا نريد أن نأخذ حق أي أحد فهذه الحلول التي طرحها المهندس طارق المري. هي بالفعل حلول “جميلة” لكنها طرحت من جانبنا. فنحن لا نتخذ أية قرار عشوائي بمجرد أن نصحو من النوم. لكننا نقوم بعمل دراسات من خلال اللجنة المساحية، ومن خلال إعداد دراسات مرورية، ومجتمعية، وبيئية فنحن نعد مقترحات وهي تعرض على مختصين. فأنا لست بديكتاتور، لكننا كمجموعة، نجلس سويا حتى نصل للاقتراح الأمثل”.
بيوت عشوائية
وتابع الفقي: أما بخصوص محور صلاح سالم ولكي أتحدث عنه بشكل نهائي، فهذا المحور يبدأ من عند مسجد الشرطة، ويمشي باتجاه القلعة، إلى أن يصل في النهاية لحديقة الأزهر. ثم ينحدر الطريق ليصل إلى مدخل جبل المقطم. ثم يبدأ الطريق الجديد من عند “لفة الأبجاية” ومن تحتها يدخل طريق صلاح سالم الجديد.
وبخصوص كوبري السيدة عائشة فقد أزلناه بشكل كامل لأنه صمم بطريقة خاطئة منذ البداية. فالمنطقة التي تقع خلف مسجد السيدة عائشة، ستجد فيها ورش الرخام وما شابه ذلك وهذه المنطقة بأكملها عشوائية. وقد ابتعدنا عن المقابر ولم نتعد عليها. وإنما سيتم تنفيذ الطريق على البيوت العشوائية التي لا تحمل أية معنى.
فجوة كبرى
وتحدث المهندس الفقي عن أن الطريق الجديد لن يقترب من أي “أثر” بالمنطقة. وهنا قاطعه المشاركون في الندوة مؤكدين أنه ليس شرطا أن يكون المكان ضمن عداد الآثار كي نحافظ عليه. لأن جميع المباني الموجودة تلك هي مباني تراثية، وتقع ضمن حدود القاهرة المدرجة في اليونسكو.
وهنا تدخلت الدكتورة جليلة مرة أخرى لضبط الجلسة بعد اعتراضات الحضور، ليكمل الفقي حديثه ويقول إن هذا المحور لن يضر بالمنطقة.
وعندها انتهى النقاش مع اعتراض الجميع وتأكيدهم على وجود فجوة كبرى بين الجهات التنفيذية في الدولة وبين المختصين في التراث.
اقرأ أيضا
«العمارة الجنائزية»: مقترح بحفر أنفاق تفاديا لاختراق جبانات القاهرة في المحاور الجديدة