المنشد أحمد التوني: شربت من كأس جدي "سلطان المداحين"
يفضل المنشد أحمد زينهم التوني، أن ينادى بكنية جده “سلطان المداحين” أحمد التوني، مؤكدا أن العلاقة بينه وبين وجده كانت علاقة روحية ربطت بين الجد الشيخ والمريد الحفيد.
“التوني” الذي بدأ يشق طريقه في عالم الإنشاد الديني متلمسا خطى جده ساقي الأرواح، الذي سقى روحه بمحبة آل البيت وعشق فن الإنشاد والمديح، وعلى خطى جده قرر أن يبدأ من حيث بدأ من مولد الشيخ جلال الكندي بدشنا، مدفوعا برصيد كبير من الحب والعرفان ما زال أهالي دشنا يحتفظون به لجده سلطان المداحين أحمد التوني.
أحبه حبين
يلفت التوني إلى أنه من مواليد عام 1996 بقرية الحواتكة بأسيوط، وبعد وفاة والده زينهم الإبن الأكبر للشيخ أحمد التوني، تولى جده رعايته وتربيته وكان بمثابة الأب والام والمعلم، لافتا إلى أنه في أحيان كثيرة كان يصحبه إلى ليالي الموالد وعندما كان ينام كان يغطيه بعباءته حتى ينتهي من الليلة.
ويلفت المنشد إلى أن علاقته بجده في فترة الطفولة كانت تقتصر على علاقة الحفيد بالجد المربي، ولكن في بداية فترة الشباب وإدراكه قيمة “التوني” كمنشد أصبح يحبه حبين، الحب الأول لأنه الجد والمربي، والحب الثاني لأنه الشيخ أحمد التوني، سلطان المداحين.
الأيام الأخيرة
ويوضح “التوني” أنه رافق “التوني” الجد في أيامه الأخيرة، وفي شهر مارس من عام 2014، وبينما كان يرقد في فراش المرض، راح يدندن بقصيدته المرتجلة “أنا بمدح اللي يفوح المسك من قدمه” ليجود بأنفاسه الأخيرة وهو يمدح حبيبه رسول الله، ويلمح “التوني” إلى أن وفاة جده كانت صدمة كبيرة ما زال يحاول أن يتعايش معها.
بداية جديدة
ويلفت التوني إلى أنه بعد وفاة جده؛ أنهى دراسته في الجامعة العمالية، وحصل على مؤهل فوق المتوسط، وفي ذلك الوقت كان عمه محمود التوني قد شق طريقه في عالم الإنشاد بعد أن تربى في مدرسة التوني بحكم أنه كان عضوا في فرقته.
أدرك التوني “الحفيد” بعد وفاة جده أنه قد شرب من كأسه ونهل من معينه، فراح يدندن بكلماته في نبرة تقترب كثيرا من نبرة السلطان، وكانت البداية عبارة عن وصلات قصيرة في بعض الليالي ليكتشف جمهور المديح الذواق، أن الحفيد امتداد للجد، فأسندت له ليالي كاملة في موالد أسيوط وسوهاج ودشنا.
المسبحة
ويشير احمد التوني “الحفيد”، أنه تأثر بأسلوب جده في المديح، المعتمد على السلطنة وإظهار جمال الكلمات والتفاعل مع الذاكرين، مشيرا إلى أن التوني مدرسة كبيرة في فن الإنشاد وشرف لأي منشد أن ينتسب إليها، وحول لازمة المسبحة التي عرفت عن الشيخ أحمد التوني، التي كان ينقر بها على الكأس، يشير التوني إلى أن جده قبل وفاته أعطاه خاتمه ومسبحته كأنه يعطيه عهد طريقته، ومن ساعتها لا تفارقه المسبحة أينما ذهب ويقوم بالنقر عليها إذا استدعت حالته الروحية ذلك مثلما كان يفعل جده.
حلم
ويؤكد التوني الحفيد أنه لا يمكن أن يصل إلى مكانة وتميز جده التوني في عالم الإنشاد الديني وكل ما يحلم به أن تظل ذكرى ذلك الفارس باقية في قلوب وأرواح عشاقه، متمنيا أن ينجح في أن يسقي أرواح المحبين بكأس من رحيق مختوم باسم سلطان المداحين أحمد التوني.
اقرأ أيضا: التوني “الحفيد” ينشد لأول مرة بدشنا في مولد الشيخ جلال
13 تعليقات