«الملوك المنسيون والعرقوقة والكبت».. مشروعات تخرج تعبر عن البيئة بفنون الأقصر
انطلقت بجامعة الأقصر فعاليات معرض مشروعات تخرج طلاب كلية الفنون الجميلة للعام الجامعي 2022/2023. «الملوك المنسيين- حوار- الكبت» أبرز عناوين المشروعات التي عبر بها الطلاب عن تأثرهم بالبيئة الأقصرية، كما اهتمت أخرى بإلقاء الضوء على الحياة المصرية القديمة والريف المصري وأيضا التعبير عن المرأة.
مشروعات تخرج
تقول فبرونيا إيهاب، صاحبة مشروع “الملوك المنسيون”: “المشروع مضمونه الشباب الذين يتركون آبائهم وأمهاتهم ويتخلون عنهم بعد أن كبُر عمرهم”، وتحكي أنها رأت أكثر من شخص يلقي بوالديه ويذهب للعيش وحيدًا من أجل العمل وكسب المال، كنت أتأثر كثيرًا كلما رأيت ذلك، فقررت منذ فترة طويلة أن أصمم مشروع تخرجي عن تلك القضية حتى أوصل رسالة من خلال لوحاتي لهؤلاء الشباب بعدم ترك آبائهم وأمهاتهم لذلك أطلقت علهم الملوك المنسيين”.
أما عمار علي، يقول عن مشروعه: “قررت التطرق للعلاقات ظاهرًا وباطنًا، فالظاهر أن الشخصين على توافق وبينهما علاقة حب، بينما الباطن الخاص بأطراف العلاقة فقط أنهما ليسا على توافق، ومثلت ذلك بنحته في المثلثات المقلوبة المنحوتة بين التمثالين، وتدل على عدم الاستقرار”، مشيرا إلى أنه ترك الأطراف مبتورة، وهذا يدل على عدم التواصل رغم التقارب بينهما.
أراد حسن محمود عبده، أن يرسم لنفسه وفلسفته الخاصة في مشروعه الذي حمل عنوان “حوار”، عن طريق نحت تمثالين لرجل وامرأة تجريديين بطريقة هندسية، يتحدث فيه عن الحوار بين الرجل والمرأة. المرأة بالخطوط المائلة التي تعبر عن أنوثتها دون تفاصيل في جسدها، وكذلك تمثال الرجل نحته بطريقة تجريدية حادة دون أي تفاصيل مشيرا إلى رجولته.
تميز وتنوع
يقول د.صالح عبدالمعطي، نائب رئيس جامعة جنوب الوادي فرع الأقصر لـ”باب مصر”: المشروعات التي تم تنفيذها متميزة ومتفردة وتتفق مع طبيعة البيئة المحيطة. حيث مدينة الأقصر أرض التاريخ والحضارة والمدرسة الأولى في الفن والتنوير على مدار التاريخ والتي استلهم منها كل فناني العالم. ومن هنا خرجت أفكار الطلاب لإنتاج مشروعات ذات طبيعة خاصة”.
وتابع: الطلاب استخدموا أساليب فنية متعددة ومختلفة وتقنيات تكنولوجية متقدمة في المعالجات الفنية لأعمالهم، وتنوعهم في استخدام الخامات. ولفت أن كلية الفنون الجميلة تقدم كل ما هو متاح من إمكانيات مادية والخامات التي يحتاجها الطلاب في تنفيذ مشروعاتهم خلال تلك الفترة، نظرًا لارتفاع سعر الخامات.
ونوه عبدالمعطي بترشيح الكلية للأعمال المتميزة من قبل الطلاب للمشاركة في معرض صالون الشباب بالقاهرة والمشاركة في المسابقات المختلفة.
أفكار جديدة
يقول أحمد محي، عميد كلية الفنون الجميلة بالأقصر: “مشروعات التخرج هذا العام شملت أفكار جديدة عن الأعوام الماضية، وتنوع في الموضوعات التي تناولها الطلاب. وذلك من منطلق حرص الطلاب على إستراتيجية التنمية، فاختار كل منهم عناوين مختلفة عبرت عن البيئة المحيطة بكل فرد، وانعكاس حياته الشخصية على لوحته”.
يضيف، بلغ عدد المشروعات 225 مشروعًا. وهي الدفعة الأكبر من حيث العدد، منهم 110 بقسم الجرافيك، و62 بالتصوير، و10 بالنحت ، و43 بقسم الديكور.
وتابع: اهتم كل طالب بتقديم مشروعه بفكرته الخاصة المختلفة عن غيره. مشيرًا إلى أن الكلية تشجع هؤلاء الطلاب على مشاركتهم في المعارض الدولية والقومية التي تقوم بها الدولة والوزارات المعنية أو المعارض الدولية الرسمية التي تقام خارج مصر، وأيضا المشاركة في صالون الشباب والمعارض المحلية بمدينة الأقصر التي تقيمها المحافظة. وكذلك تساعدهم في تنمية وتطوير مهاراتهم الفنية.
الحضارة المصرية
تذكر د.صفية القباني، نقيب الفنانين التشكيليين، أن كلية الفنون الجميلة بالأقصر ترتبط بالحضارة المصرية القديمة نظرا لقربها منها. وبها عدد من الأساتذة ممن تخرجوا في كلية الفنون بالزمالك ويبذلون جهودا كبيرة لغرس العلم في نفوس الطلاب.
وتقول: “كنت عضوا في لجنة تحكيم مشروعات الطلاب في تخصصي فقط وهو التصوير والتصوير الجداري. فهناك أعمال من الموزاييك والزجاج المعشق والمحروق والسيراميك، واستخدم الطلاب تقنيات مختلفة للحرق على الزجاج”.
وتابعت: المشروعات بها تميز وانفراد وتحدي وتجديد للأفكار، وتحدي لأنهم يعملون في ذلك الطقس الحار جدًا. وكذلك تكلفتهم للمشروعات، نظرًا لارتفاع سعر الخامات، والظروف الاقتصادية الصعبة.
تشير القباني إلى أن الطلاب نفذوا تصميمات جيدة وإبداعات رائعة. وأعجبتني مشروعات كثيرة ومتميزة، منها طالبة استخدمت مشروع تفاعلي في فن التصوير الجداري، بعنوان “الكبت”، مستخدمة خامات الموزاييك وفيقر على اليمين بالورود وفيقر على اليسار أسود. وفي المنتصف مرآة من يقف أمامها تعكس صورته، وهذا جديد وتفاعلي.
“كما أعجبني مشروع آخر على شكل دائرة استخدمت فيه خامات الموزاييك وبداخلها اتجاهات وفي وسطها أشكال نحتية صغيرة. واستخدم بعض الطلاب الزجاج المعشق والمحروق وهذا يعكس تمكنهم من استخدام تلك الأدوات وإخراج لوحة فنية تشكيلية جميلة”.
زهرة اللوتس
وتضيف القباني أن هناك مشروعات كثيرة بأفكار وعناوين مختلفة تستخدم رموز الحضارة المصرية القديمة ومتأثرين بها. مثلا استخدامهم لزهرة اللوتس والآلهة نوت. وزخارف تمثل مياه النيل عند المصري القديم وتابوت الموت وعلى جانبيه الزخارف المصرية القديمة.
مؤكدةً أن هذا المشروع يُعد حلم للطالب منذ دراسته بالكلية وحتى تخرجه. وتنوه بإمكانية الاستفادة من هذه المشروعات، خاصة الجداريات. وذلك بوضعها في مكتبة مصر العامة بقاعة المؤتمرات، أو في مطار الأقصر الدولي، ما يجعلنا نروج للسياحة بالأقصر.