المركز القومي للمسرح يكرم الفنان ناجي شاكر
على نغمات الهارب لذات الأنامل الرقيقة الفنانة سامية سليمان والمبدعة رانيا عمر، عازفة الفلوت، احتفل المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية بتكريم الفنان ناجي شاكر، أحد أهم رواد مسرح العرائس.
الاحتفال جاء برعاية وزير الثقافة الدكتور حلمى النمنم، والفنان خالد جلال، رئيس قطاع الإنتاج الثقافى، والدكتور عماد سعيد رئيس المركز القومى للمسرح.
الحفل الذي بدأ بالسلام الجمهوري، وأعقبه عرض فيلم تسجيلي قصير عن حياة الفنان ناجي شاكر ومشواره الفني، كان تكريمًا لفنان ارتبط اسمه كثيرًا بأعمال فنية خالدة، على رأسها أوبريت الليلة الكبيرة، التى كانت باكورة إبداع مسرح العرائس فى مصر، وهي من تصميمه.
يقول عنه الدكتور عماد سعيد: “إنه فنان نادر وجوده، من فئة صناع المستقبل والفن فى مصر”، كما قدم سعيد للفنان ناجي شاكر شهادة تقدير ودرع المركز تكريمًا لمشواره الفني وإسهاماته في مسرح العرائس.
سعيد أعلن أن مسرح الهناجر فى الأوبرا سيشهد عرض الليلة الكبيرة لمدة 15 يوم متصله في رمضان بناءً على طلب الجماهير، الذين شاهدوا هذا العرض العام السابق، مضيفًا أن هذا العرض لم يعد جمهوره من الأطفال فقط، لكن من الكبار أيضًا.
رغم أن الحفل نُظم خصيصًا لتكريمه، بحضور عدد من الفنانيين التشكليين والصحافيين والكتاب، إلا أنه أصر أن يبدأ حديثه بالتأكيد على جهود الأجيال الجديدة، التي تستحق التكريم، واصفًا إياهم بأنه “جيل موهوب فيه ناس كتير منسية”.
يتابع: فيه فنانين قدمت أعمال مبدعة في مسرح العرائس، منهم كمال الموجي، أحد تلامذتي، الذي أفخر به، وأحسست فيه بالموهبة من وقت أن كان طالبًا قلت له: “أنت على مسرح العرائس على طول، دلوقتى أنا شايف أن الموجي يستحق منا تكريم خاص”.
كما كان للفنان خالد جلال كلمة خاصة بدأها بتوجيه الشكر للفنان ناجي شاكر على إسهاماته في مسرح العرائس وإبداعه في هذا المجال، خصوصًا أنه بدأ في فترة كانت غاية الصعوبة.
يتابع جلال: في الستينيات لم يكن يوجد وقتها مسرح للعرائس، ولا إنترنت، ولا أكاديمية للفنون، ولم تكن الدولة تهتم بهذا النوع من الفن، وبالتالي واجه شاكر صعوبات عديدة حتى يستطيع أن يحجز لفنه مساحة على المسرح.
ويوضح أن هناك مواهب عديدة تستحق الشكر على أعمالهم، التي أثرت فينا حتى اليوم، ولا نعرف أسماء أصاحبها، مثل خالد شكري، أحد أهم الموسيقيين، الذي ألف أفضل موسيقى تصويرية في السنوات الأخيرة، حاصدًا جوائز عديدة، وهو صاحب موسيقي فيلم بحب السيما، والمخرج المسرحي الكبير الفنان أحمد فؤاد سليم.
ويضيف أن الجيل الجديد في مجالات الفن أثبت أن الموهبة الحقيقية ليس لها علاقة بوجود فرصة أم لا، فهناك من لم ينتظر فرصة أو دعم مادي من الدولة مثل فنان العرائس محمد فوزي، صاحب تجربة إنشاء مهرجان لمسرح العرائس الماريونت، وفناني السيرك القومي أحمد ومحمد ياسين، اللذين قدما مثالاً في الاجتهاد وشاركا في مهرجانات وفعاليات دولية بمجهودهم الشخصي.
وفي نهاية حديثه قال: أتمنى أن تدعم وزارة الثقافة جائزة الدولة للإبداع، لتتسع أفرعها وتشمل كل الفنانين الذين بذلوا مجهودًا ووقتًا في الارتقاء بالفن.. لأنهم يستحقون ذلك.
من هو ناجي شاكر؟
ولد في 16 فبراير عام 1932 بحي اليتون، ثم التحق بمدرسة الأقباط الكاثيوليك في مصر الجديدة (هى مدرسة سان جوروج حاليا).
تعلم شاكر الفن على يد الفنان الإيطالي كارلو مينوتي، الذي أصر أن يدّرس لشاكر مجانًا عندما شعر بموهبته، حتى اتخذه مساعدًا له وهو في الثالثة عشرة من عمره، ليلتحق بعدها بسنوات قليلة بمعهد ليوناردو دافنشي لدراسة أساليب جديدة فى الفن التشكيلي، وفي عام 1952 بدأ دراسته فى كلية الفنون الجميلة.
فيلم (بينوكيو) لوالت ديزني كان سبب التغير الكبير الذي حدث فى حياة شاكر يقول عنه: “هو إللي علقنى بالفن الدرامي” بل كان سبب إصراره على تجسيد قصة “عقلة الإصبع” لتكون مشروع تخرجه من الفنون الجميلة عام 1957.
بعد 1957 بدأ في تصميم عرائس وديكور مسرحية الشاطر حسن، التي كانت أول مسرحية من تأليف الشاعر صلاح جاهين لمسرح العرائس.
في نهاية عام 1959 عُين ناجي شاكر معيدًا في كلية الفنون الجميلة، وكان لجاهين تأثيرًا في نفس شاكر عندما شجعه على المشاركة فى فيلم شفيقة ومتولي، إذ تولى تصميم ديكور مولد شعبي في إستوديو بقلب الريف على مساحة فدان ونصف الفدان، وحصل بهذا العمل على جائزة أفضل ديكور من المهرجان القومي للسينما عام 1978.
صمم ناجي شاكر عددًا كبيرًا من أفيشات الأفلام، منها فيلم “إسكندرية ليه” و”الآخر” و”المصير” و”حين ميسرة” و”العاصفة” و”جنة الشياطين”.
كما صمم للمسرح ديكور وملابس أهم مسرحيات أنتجتها الدولة، مثل مسرحية سهرة مع الجريمة والزير سالم وشغل أراجوزات وغربة.
يعمل ناجي شاكر حاليًا أستاذًا بكلية الفنون الجميلة، لا يبخل على طلابه بخبرته سواء بالدراسة أو بإشرافه على العديد من رسائل الدكتوراه والماجستير حتى اليوم.
تعليق واحد