القوصي ديوان" ثمن حواء" لـ حسام عربي.. ليس غزلياً أو صوفياً بل عصرياً
لم تزل المرأة هي أحد المحاور الرئيسة في الشعر العربي إن لم تكن الأهم منذ بزوغه ، فلا يوجد شاعر لم تكن له ملهمته أو أنثاه الخاصة التي يتحدث عنها أو إليها أو يصفها وعلاقته بها سواء كانت من الواقع أو بنات أفكاره وخياله ، هكذا يصف الناقد اسامة القوصي محاور ديوان ” ثمن حواء ” للشاعر حسام عربي .
ديوان ” ثمن حواء ” هو باكورة أعمال الشاعر حسام عربي الشعرية ، انشغل الديوان في جزء كبير منه بالمرأة في شكل رومانسي حالم ، وتناول فيه تلك العلاقة بين الرجل والمرأة بشكل مختلف نوعًا عمَّا اعتدناه في مثل هذا النوع من الشعر كغرض، فلم يكن غزليًا مباشرًا أو صوفيًّا عميقًا غامضًا ، بل كان عصريًا في وصفه للمرأة والعلاقة كإحساس وتفاعل وفعل ورد فعل ، فيه جانب كبير نفسي وذهني بجانب وهج العاطفة والإحساس وعمقهما معًا .
حمل الديوان قلب شاب في العشرين يحمل وهج الشباب وتفاعلاتهم وأحلامهم ورؤاهم وإحساسهم بشكل رائع كأنه من سنهم وإن كان ليس للحب والعلاقة بين الرجل والمرأة عمر محدد إلا أن مرحلة الشباب لها خصوصيتها التي استطاع الشاعر أن يدخل فيها أو يسترجع إكسيرها بدقة وعناية بكل تفاصيل ودلالاتها وما يحدث فيها من الطرفين .
كان الشاعر ذكيًا في عرضه ، ففي عدد ليس بالقليل من قصائده كان بطل الحدث ، وهو بهذا يغلق الباب أمام من ينتقد تصرفًا أو رد فعل في العرض ، فالعرض الخاص يستوجب أن يكون لكل واحد طريقته في إدارة علاقته وكيفية تسييرها .
تناول الشاعر المشاهد لكلاسيكية كان غاية في الدقة ووضوح التصوير في العرض الواحد ، صانعًا صورًا كلية تأخذ القارئ إلى داخل قاعة العرض السينمائي ، في تلاحق المشاهد وروعة تفاصيلها وسحر لغتها ورصانة ألفاظها .
ورغم أن الديوان يحمل عنوانًا صادماً ( ثمن حواء ) إلا أن الشاعر لم يحدد هذا الثمن ، فقد تركه بلا حدود ليبين قيمة المرأة الحقيقية في كياستها وأخلاقها وصدقها وجمالها ورقتها إلى غير ذلك مما تختص به المرأة .
ووضح من الديوان موقف الشاعر من المرأة وقدرها عنده والمساحة المتاحة لها في دواخله كشاعر ، وحين نستعرض قصائد الديوان نصل لذلك بيسر وسهولة .
تعليق واحد