«القفطان المغربي».. ظهر في العصر العثماني والإمبراطورية الفارسية أول من استخدمه
ظهرت التكشيطة المغربية، أو ما يعرف بـ”القفطان المغربي”، في العديد من أنحاء جمهورية مصر العربية، خلال السنوات الماضية بكثرة، وذلك بعد ارتفاع أعداد المغربيات المقيمات في مصر.
ويحافظ المغاربة صغارا وكبارا على القفطان المغربي، والمعروف بـ”التكشيطة”، والذي ينتشر في مختلف أرجاء المملكة المغربية شمالا وجنوبا، بل وامتد الأمر ليغزو الدول العربية، خاصةً جمهورية مصر العربية، وذلك بسبب انتشار أعداد هائلة من المغربيات اللاتي تزوجن من مصريين، ويقمن في أنحاء متفرقة من مصر.
القفطان المغربي
بحسب ليلى بوزيدي، 27 عاما، مغربية متزوجة ومقيمة بمصر، فإن القفطان المغربي والمعروف شعبيا بـ”التكشيطة” هو زي مغربي يشبه الفستان أو الجلابية المصرية، ومكون من قطعة أو قطعتين، ويتم ارتدائه في فصل الصيف أو الشتاء، ويدل على التراث المغربي القديم، خاصةً أنه موجود في المغرب منذ قديم الأزل، ولعدة قرون تحافظ السيدات المغاربة على ارتدائه.
الزي المملوكي
وأكدت بوزيدي، أن القفطان المغربي هو في الأساس زي المماليك والأمراء، حيث كان يرتديه الأمراء والملوك في القرون الوسطى، وبدأ ظهوره وشيوعه في المملكة المغربية في عصر العثمانيون والفاطميون.
زي السيدات الرسمي
وتضيف بوزيدي في حديثها لـ”ولاد البلد” أن القفطان المغربي، يعتبر هو الزي الرسمي للسيدات المغاربة في مدن ومحافظات المملكة المغربية، حيث يحرصن على ارتدائه دائما، ويعتبر هو رائد الملابس النسائية بالمملكة.
زي الأعياد والمناسبات
وتابعت البوزيدي، أن التكشيطة أو القفطان المغربي، تحرص السيدات المغاربة على ارتدائه في المناسبات العامة والخاصة، ويرتدونه في الأعياد سواء عيد الفطر أو الأضحى المبارك، وأعياد الربيع، فهو رمز للبهجة والفرح لدى السيدات.
أنواعه
ولفتت عزيزة محمد، 45 عاما، مغربية متزوجة ومقيمة في مصر، تعمل في الحياكة وتقوم بحياكة التكشيطة، إلى أن القفطان المغربي يتم تصنيعه من أنواع أقمشة معينة أبرزها الحرير والبروكار والشيفون والساري والدانتيل الفرنسي.
وتابعت السيدة المغربية، إن القفطان يتم تطريزه يدويا بأشكال مختلفة تضيف جمالا عليه، فضلا عن أن القفطان له ألوان معينة مثل، القفطان الأزرق النيلي والأزرق الفاتح، والقفطان البيج الفاتح، والقفطان الوردي والقفطان الفيروزي والقفطان الأصفر والقفطان الأحمر والقفطان الأخضر والقفطان الأبيض والأسود.
وبحسب عزيزة، فإن القفطان له العديد من الموديلات والأشكال، فهناك قفاطين تناسب الأعمار المختلفة، بحيث صغار أو كبار السن من السيدات، وتختلف كل منهن بحيث كميات التطريزات المختلفة والمتنوعة.
تراث وتقاليد
وأكدت صفية العروسي، 30 عامًا، مغربية متزوجة ومقيمة بمصر، أن الشعب المغربي يعتبر من الشعوب الأكثر حفاظا وتمسكا بعاداته وتقاليده وبالأزياء التقليدية القديمة.
وأفادت العروسي، أن المغاربة يحتفظون بأزيائهم التراثية القديمة، إلى جانب حفاظهم على مأكولاتهم ومشروباتهم القديمة أيضا، لافتة إلى أن تلك أحد أهم أسباب احتفاظهم بالقفطان المغربي، بخلاف أناقته وجماله الذي لا يوجد له مثيل.
صناعة يدوية
وقالت العروسي، أن القفطان المغربي يتم صناعته يدويا، حيث تقوم السيدات والورش والمصانع الصغيرة بتصنيعه وتطريزه، حيث تكسوه التطريزات اليدوية الفريدة من نوعها، والتي تضفي نوعا من البهجة عليه.
العالمية
وبررت العروسي، وصول القفطان المغربي إلى العالمية، بعدما انتشر وشاع في العديد من الدول العربية والأوروبية، وذلك لأن المغاربة اتخذوه ثقافةً لهم في العديد من الدول التي يقيمون بها.
قفطان لكل مدينة
وقالت صاحبة العقد الثالث، إن كل مدينة في المملكة المغربية، يختلف القفطان المغربي بداخلها، حيث هنالك القفطان الفاسي، والذي يتبع مدينة فاس المغربية، والقفطان الشمالي والذي يتبع مدن الشمال، والقفطان الأمازيغي، والذي يرتديه الأمازيغ المغاربة.
العصر العثماني بداية الظهور
وذكرت السيدة المغربية، أن ظهور القفطان المغربي يعود لعدة قرون، حيث ظهر القفطان في العصر العثماني، وانتشر وشاع عندما ارتداه المغني زرياب، والذي كان يعد أشهر الموسيقيين في الأندلس قبل فتحها من قبل المسلمين.
ونوهت العروسي، بأن القفطان كان يرتديه الموسيقي زريات في ذلك الوقت، خلال القرن التاسع، ومن هنا بدأ ظهور وانتشار القفطان، وذلك ليقبل المغاربة على ارتدائه ويقبلون عليه منذ ذلك الوقت.
الفاطميون يعيدون اكتشاف القفطان
وأوردت أن الملوك الفاطميين، أعادوا اكتشاف القفطان المغربي حيث أضافوا عليه بعض التعديلات البسيطة في ألوانه، وفي بعض من التطريزات التي كانت تكسوه لينتشر بشكل أوسع في المملكة، حيث كان الملوك الفاطمين رجالاً ونساء في زيارتهم للمملكة المغربية يرتدونه وحافظوا عليه.
المغرب والإمبراطورية الفارسية
أكد أحمد الفاسي، باحث في التراث الثقافي المغربي، أن القفطان المغربي هو تاريخ وتراث الشعب المغربي، حيث بدأ ظهوره مع بدايات الحقبة العثمانية ولكن بشكل بدائي، ثم أعاد الفاطميون اكتشافه من جديد، وتمت إضافة بعض التعديلات عليه.
وتابع الباحث في التراث الثقافي المغربي، أن الإمبراطورية الفارسية أيضا كانت أول من قامت بارتداء القفطان قبل ظهوره في المغرب ولكن بشكل آخر، في القرن السابع قبل الميلاد، ولكن كان بشكل مختلف كثيرا عن القفطان الذي ظهر في المغرب، حيث كان يتم ارتدائه تحت البدلات العسكرية، وكان قماشه الذي كان يحتوي حينها على ألياف من الحرير، وكان يتم ارتدائه لأنه يمنع اختراق السيوف إلى أجساد الجنود على أرض المعركة خلال الحروب.
القفطان يغزو مصر
وبحسب فاطمة الزهراء، 40 عاماً، مغربية متزوجة ومقيمة بمصر، فإن القفطان المغربي يغزو أنحاء عديدة من مصر، في مختلف المحافظات المصرية، بموقع إقامة المغربيات اللاتي تزوجن من مصريين ويقمن بمصر.
وألمحت الزهراء في سياق تصريحاتها لـ”ولاد البلد” أن إقامة المغاربة في مختلف الدول خاصةً مصر، لم ولن تغير من ثقافتهم وتراثهم القديم، حيث يحرصن على ارتدائه في مصر، وجلبه من المغرب، فضلا عن أن هناك مغربيات يقمن بجلبه من المملكة وبيعه للمغربيات أصدقائهم المقيمات في مصر.
ولفتت الزهراء، إلى أن هناك العديد من المحلات التي تبيع الملابس، افتتحها المغاربة في مصر، يقمن ببيع القفطان المغربي، في محافظتي القاهرة والجيزة خاصةً في مناطق وسط البلد والهرم ومصر الجديدة، ومدينة السادس من أكتوبر والشيخ زايد، وظهر القفطان في الاحتفالات المختلفة للسفارة المغربية بالعاصمة المصرية.
القفطان في المعارض المصرية
وأكدت أن السيدات المغاربة يحضرون الاحتفالات بالمناسبات المختلفة، والمعارض المتعددة بمصر واحتفالات السفارة المغربية بمصر، مرتدين القفطان المغربي، وكان آخر مناسبة حضرها القفطان معرض من فات قديمه تاه والذي أقيم في شهر أغسطس الماضي في بيت السناري.