الفنان التشكيلي علي حسان: معرضي القادم عن الأحلام غير المتحققة
كانت الرحلة إلى الأقصر، هي التجربة الأبرز في حياة الفنان التشكيلي علي حسان. بعد تخرجه من كلية الفنون الجميلة بحلوان تسلم عمله معيدا في كلية الفنون الجميلة بالأقصر، كانت سنوات الأولي محاولة لاستكشاف البيئة الجديدة، بعاداتها وتقاليدها، بحضارتها وثقافتها. كانت رحلة اكتشاف مفردات فنية مختلفة تماما عن خبراته السابقة. علي حسان يستعد الآن لمعرضه الجديد عن الأحلام غير المتحققة. «باب مصر» حاوره عن تجربته وأحلامه.
اكتشاف الصعيد
نقطة التحول التي كشفت لحسان المفردات الفنية الموجودة حوله وبدأ يتفاعل ويتأثر بها بشكل قوي. كانت عندما ذهب إلى قرية أسمنت غرب الأقصر. إذ كان يبحث عن مفردات فنية للرسم. هناك شاهد منظرا بديعا يشبه مشاهد المخرج شادي عبدالسلام في أفلامه. مساحة كبيرة جدا من الزرع وطريق أصفر يخترق الأرض وسيدة عجوز ترتدي “الحبرة”. تمشي بكل شموخ. منذ هذا الوقت بدأ في استيعاب المفردات الفنية المحيطة به، وسماع حكايات الناس وحالة الشجن الموجودة لدى مجتمع الصعيد الذي يتميز ويتفرد بحالة الشجن.
متتالية الأرض
تجربة عيش حسان في الأقصر أنتجت أعمالا فنية شكلت معارض عديدة منها معرض “متتالية الأرض” الذي يعبر عن لقطات ومشاهد عاشها في البر الغربي في الأقصر. متناولاَ فيها الأرض من النبت إلى الحصاد. حيث تتوالى تربتها في التغير لونًا وشكلًا ليظل الجميع يترقب متتالية الأرض ما بين القدوم والرحيل. كان المقصود بمتتالية الأرض، تلك القطعة التي فيها يقل وينحصر منسوب مياه النيل في فصل الخريف. ثم يبدأ في الزيادة بفصل الربيع، واستقبال الأرض في الخريف وتوديعها في الربيع.
يقول حسان: “من خلال تنقلي وعملي في الأقصر عشت هذه الحالة معهم وشاهدت فرحتهم بالأرض، وحزنهم عند وداعها بعد موسم الحصاد. وجلست مع الفلاحين في الأرض ولحظات الفرح والحزن والذكريات. لقطات عملت على تجسيدها في المعرض، وتظهر مشاعرهم بالنسبة للأرض التي تعتبر عندهم مثل الابن، الذي لم يراه إلا بعد ستة أشهر. ومن ثم أخذت عادات الأرض وجلسات الوداع ونظرات الحزن، ولحظات الفرحة بموسم الحصاد”.
عجلات ساكنة
يحكي حسان عن معرض “عجلات ساكنة”. إذ يدور حول العنف في العالم وتأثيره على الطبقات المُهمشة مثل سائق الحنطور في مدينة الأقصر، الذي انعكست صور العنف والإرهاب على مصدر رزقه. مما أدى إلى عدم قدرته حتى على إطعام حصانه. وأصبح وحصانه بحالة من الهزال والضعف. ويقول: “هنا تكمن فلسفة العرض، فضحايا أحداث العنف وقتل الأبرياء لا تشمل من تم قتلهم بشكل مباشر. لكن تصل توابعها إلى قتل أبرياء آخرين”. وأهدى حسان معرضه إلى سائق حنطور يُسمى رمضان أبوالروس. رحل عن الحياة بعد أربعة أيام من موت حصانه.
الأحلام غير المتحققة
ويستعد الفنان التشكيلي علي حسان الشهر المقبل لتنظيم معرض يحكى قصة فتاة لا تستطيع تحقيق أحلامها، والتي لمس فيها أنها فكرة معاصرة تتعلق بالإنسان في العالم أجمع وهي فكرة الأحلام غير المتحققة. لكن هناك تأثيرا آخر أكبر هو عندما كان يقابل السيدات العجائز كان يشعر أنهن مختلفات تماما. فيقول: “كنت أجد بعض السيدات لم تخرج نهائيا من قريتها من شدة الارتباط بالمكان الذي تعيش فيه”.
وتابع: “بعد التحدث مع الفتاة عن أحلامها التي تمثلت في حلم السفر وركوب الموتوسيكل وغيرها من الأحلام. بدأت بعدها في إعادة صياغة للأحلام في شكل فني مغذى بالرموز والخيال للتعبير عنها من خلال تجربتي الشخصية. وأتمنى أن أكون صادقا في التعبير عن السرديات التي قالتها لي الفتاة”.
واقعية معاصرة
ينتمي علي حسان للمدرسة الفنية الواقعية لكنها واقعية معاصرة تعالج قضايا المجتمع، وليست واقعية فوتوغرافية التي تكون عادة نقل من الواقع. ويقول: “لكنني في أعمالي أحاول أن أضع لغزا أو أسئلة أطرحها من خلال أعمالي”. ويحلم حسان أن يعبر عن كافة الموضوعات الموجودة في خياله وأن يكون قد قدم قيمة فنية تظل موجودة تعيش فترة من الزمان دون أن تمل من رؤيته مثل القطعة الموسيقية الخالدة.
اقرأ أيضا
بعد افتتاح المرحلة الأولى من الترميم.. قرية حسن فتحي ترى النور مجددا