«العمارة الإسلامية في الإسكندرية» ضمن فعاليات التراث السكندري في دورته الـ15

ضمن فعاليات أيام التراث السكندري، قدم الآثاري تامر ذكي محاضرة حول «العمارة الإسلامية في مدينة الإسكندرية»، استعرض خلالها تاريخ وتطور العمارة الإسلامية في المدينة، مع التركيز على أبرز المنشآت والمعالم التي شكلت ملامح هذه العمارة. فيما تم افتتاح معرض صور «إسكندرية الماضي والحاضر».

العمارة الإسلامية

قال تامر ذكي، إن العمارة الإسلامية في مدينة الإسكندرية انقسمت إلى: منشآت دينية كالمساجد والأضرحة والزوايا والأربطة والجبانات، ومنشآت عامة كالصهاريج والأسبلة والمنشآت المائية والحمامات والوكالات وأحواض سقي الدواب والبيوت والقصور، ومنشآت حربية كالأسوار والطوابي الدفاعية والأبراج، ومنشآت تعليمية كالمدارس والكتائب ودار الحديث.

واستطرد: في العصور الفاطمية والمملوكية والأيوبية، أُنشئت العديد من المنشآت تحت مسمى العمارة الإسلامية مثل المدارس، لكنها لم تصل إلينا بسبب الحروب، وهذا ما أثار حفيظة أبو سالم عبدالله الغياشي، الذي أشار إلى أن العمارة الإسلامية لم تنتشر كما يجب في القرن التاسع عشر، فلم يجد العمران الذي يليق بمدينة مثل الإسكندرية ذات الموقع المتميز.

ومن أبرز المباني على الطراز الإسلامي طلابية باب رشيد، وهي من الطوابي المهمة من أعمال محمد علي باشا، كما ذكر منطقة كوم الناضورة في اللبان، غرب الإسكندرية، والتي تعد من أهم التلال الأثرية بالمدينة، وهو التل الوحيد الباقي حتى وقتنا هذا. وقد نجحت الآثار في حمايته من الهدم وتسجيله، وهذه المنطقة من المناطق التاريخية المهمة من القرن التاسع عشر.

مينا البصل

كما عرض ذكي، نموذجا للحمام المصري منذ القرن الـ13 الهجري بمنطقة مينا البصل (سوق الجمعة حاليا). ونموذجا للوكالات الباقية مثل وكالة عبد الباقي في شارع السكة الجديدة بالمنشية. بالإضافة إلى مسجد تربانة ومسجد طاهر بك بمنطقتي بحري والمنشية، وهما يمثلان الطراز المحلي للمساجد في الإسكندرية والمختلف عن طراز المساجد العثمانية.

وعن طواحين الهواء، أكد ذكي أن الطاحونة تُعد أهم اختراعات البشرية لتوليد الطاقة وهي صديقة للبيئة والإنسان. وتوجد طواحين الهواء في قلعة قايتباي حتى الآن في الممرات الساحلية. وبحسب ما ذكره ابن إياس، كانت الطاحونة لها مكانا مخصصا داخل حجرة بها انحناءات، مما يجعل من غير المنطقي وجودها بمكانها الحالي بجوار البحر.

وبالبحث، تبين أن العراق هي أول من اخترع الطاحونة المائية، وهو ابتكار إسلامي صميم آنذاك، بينما ابتكرت إيران الطاحونة الهوائية، التي تم إدراجها في قائمة التراث العالمي لليونسكو. فالعمارة الإسلامية بطرازها وموادها المستخدمة تعد صديقة للبيئة بالفعل، وهي مرتبطة بالحياة بشكل يضمن استدامتها، كما يتضح من استمرار عمل بعضها حتى الآن.

أما طواحين الهواء في أوروبا، فقد اتخذت شكلا مختلفا، وتم استخدامها بعد ذلك في الدول العربية. لدينا حتى الآن طاحونة المنتزة، فهي نموذجا من طاحونة المندرة، والتي أنشئت على الساحل في عهد محمد علي. وكان الغرض من إنشائها تخفيف المشقة على الناس،.وقد تم عرض فيديو لطريقة عمل الطاحونة بشكل مفصل.

جانب من محاضرة العمارة الإسلامية في الإسكندرية
جانب من محاضرة العمارة الإسلامية في الإسكندرية
أثر في الرمال

كما تم عرض فيديو لجزء من فيلم “أثر في الرمال” للفنان عماد حمدي، الذي تم تصويره في طاحونة المندرة أواخر الخمسينات. لذلك تعد السينما والفن من أهم وسائل توثيق العمارة. إذ نجد مصادر كثيرة في السينما وثقت العديد من المنشآت غير موجودة في الكتب والأبحاث.

أما عن قلعة قايتباي، يقول ذكي: “هي من أهم القلاع الحربية في البحر المتوسط، ونموذجا فريدا للعمارة الحربية الإسلامية. وتعد شاهدا على فترة زمنية ما، حيث تقع في محيط موقع المنارة العجيبة المندثرة. أنشأها السلطان الأشرف أبو النصر قايتباي، وهو من أهم السلاطين الذي حكم أكثر من 30 عاما وله بصمة كبيرة في العمارة. وقد أنشئت بعد تدمير المنارة تماماً، التي كانت تُعد من عجائب الدنيا السبع، وكان لها أهمية عالمية كبرة. اهتم محمد علي بالقلعة بشكل كبير، وتعرضت القبة الحالية للقلعة للضرب في عام 1882 من الأسطول الإنجليزي. وبها جزء كبير مستحدث بعد إعادة ترميمها”.

وأضاف: “تم تصوير جزء من فيلم “صلاح الدين” داخل ممرات قلعة قايتباي. كما تم عرض جزء من فيلم “بطل للنهاية” للفنان فريد شوقي، الذي تم تصويره داخل ممرات قلعة قايتباي ومحيطها. ليظهر ملامح العمارة الخاصة بالقلعة التي تختلف عن البناء الحالي”.

واختتم ذكي حديثه بالإشادة بمشروع الصوت والضوء الذي تم افتتاحه مؤخراً في قلعة قايتباي، وقال إنه يعد تطورا مهما جداً لجذب السياح الأجانب ودعم السياحة في الإسكندرية.

إسكندرية الماضي والحاضر

وفي القنصلية الفخرية الإيطالية بالإسكندرية، تم عرض حدث فني سكندري بعنوان “إسكندرية الماضي والحاضر”، حيث أكد الناقد الفني أحمد المسيري أن هذا الحدث هو نتاج ورشة مبادرة “سينما وفن من أجل التنمية”. بالشراكة مع مؤسسة طراحة ومؤسسة anpiemed alexandrina الثقافية. أقيمت الورشة لمدة 14 يوما لتعلم التصوير الفوتوغرافي وصناعة الأفلام باستخدام الهاتف. وأسفرت عن إقامة معرض صور لأماكن سكندرية مميزة، بتنسيق المخرج حازم العطار. ثم عرضت مجموعة من الأفلام الوثائقية المصنوعة بالهاتف من نتاج الورشة. معظمها يحمل شعار “الفنار”، وهو شعار الدورة الـ15 لفعاليات التراث السكندري.

اقرأ أيضا:

«العمارة الإيطالية» و«الطب الشعبي» فعاليات اليوم الثاني لأيام التراث

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر