الطواف: مبادرة “يالا على الورشة” سجلت 250 حرفة تقليدية
نشرت صفحة “الطواف” على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، عدد من مقاطع الفيديو التي توثق الحرف اليدوية التراثية من خلالها، لافتة لتدشين احتفالية من نوع خاص بمناسبة اليوم العالمي للتراث، الذي يوافق 18 إبريل من كل عام.
واتخذت صفحة “الطواف” مجالا لهذا الاحتفال نظرا للظروف الحالية التي تمر بها البلاد من فرض حظر التجوال، وإلغاء التجمعات بسبب فيروس كورونا المستجد.
بداية
يقول مصطفى كامل، صاحب صفحة “الطواف” على فيسبوك ومؤسس المبادرة، إنه تخرج في كلية التجارة عام 2005، لينهى بذلك التعليم الجامعي، إلا أنه يبدأ في في تحديد حياته العملية واختيار مجال خاص به يخوضه بنفسه ويعمل فيه باحثًا وموثقا للحرف التراثية، فيقول: بعد دراسة الآثار والتراث، حصلت على دبلومه في الآثار القديمة، ومنها العمل على الحرف والفنون التراثية المنتشرة في مصر القديمة تحديدًا.
منطقة ملهمة
حي الدرب الأحمر، حيث المزج بين الفن الإسلامي والقبطي والفاطمي والأيوبي وبين أنواع الحرف التراثية القائمة على العمل اليدوي، كالنجارين والحدادين و الخيامية والكرسجي وصانعي الحلاوة وبائعي التجول للحلويات الشرقية وغيرهم، هذه هي العوامل المؤثرة في شخصية “مصطفى” التي دفعته بشكل قوي إلى التغلغل في دراستها ليس من خلال الكتب، بل من خلال البحث والتوثيق نصًا وصورة.
يكمل: المنطقة التي نشأت فيها هي التي فتحت مداركي على كل ما أعمل عليه الآن، فلم يذهب من ذهني كل ما هو قديم كان يحدث أمامي من إقامة الموالد وسماع الأغاني الشعبية والمواويل والاستماع بعروض الأراجوز ورحلتي حول العالم من خلال صندوق الدنيا، وغيره من الطقوس الشعبية والتراثية التي لم كانت تخلو شوارع القاهرة منها، والتي جعلته يهتم بتاريخ منطقته.
فكرة الورشة
لم تكن الحرف اليدوية أو الصناعية غريبة عن حياة “مصطفى”، الذي كان جده يعمل نجارًا في الدرب الأحمر وهو ما قرب المسافة بينه وبين الحرف والصناعية أكثر، بالإضافة إلى عمل الكثير من أصدقائه في الحرف.
وصدر في 2014 قرارا خاص بتصوير الآثار الإسلامية، ومنها وجد “كامل” أمامه طريقا مفتوحا في التوثيق وتسجيل كل الحرفة اليدوية من خلال مبادرة “يالا على الورشة”.
يقول مصطفى عن مبادرة “يالا على الورشة”، نشأت نتيجة ملاحظة أن ورش الحرف التراثية المصرية لم يتغير موروثها الثقافي الشعبي، فالكثير من شيوخ الحرف يعملون بذات الطرق القديمة، التي توارثوها عن آبائهم، ورغم دخول التكنولوجيا الحديثة إلا أن أصحاب تلك الورش يعملون بنفس الطرق القديمة، حفاظًا على ذلك الموروث، ونظرًا لأن بعض الحرف قاربت على الاندثار، فقد نشأت تلك المبادرة في محاولة للحفاظ على الحرف التراثية في القاهرة ومحاولة دعمها.
أصدقائي الحرفيين
لا يفرق مصطفى من خلال مبادرته بين الحرفي والفنان، فهو يري أن كل حرفي فنان في صناعته التي من خلالها يقدم لوحات فنية مصنوعة بشكل يدوي، قائلًا: “يوجد حرفين مبدعين يقدمون أعمال فنية متميزة، مثلها مثل اللوحات التي تعرض في معارض فنية، ولكن الأهم هو العمل على تطوير هذه الحرف وهو ما يحاول القيام بها الكثير من العاملين عليها”.
ويشير مصطفى إلى أن المبادرة ما هي إلى نقل الخبرة من الشارع، وليس من الكتب، فمن خلالها يرصد حكمة الشعب في الحرف المختلفة، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه وذلك ليس على مستوى مصر فقط بل على مستوي الوطن العربي.
استطاع كامل من خلال مبادرته تعليم أكثر من 5 آلاف حرفي موزعين على أكثر من 250 حرفة مختلفة، بالإضافة إلى تقديمه بعض المعارض الدولية والعديد من الأسواق، التي عرضت بها منتجات تلك الورش وحققت مبيعات بأسعار مرتفعة.
تعليق واحد