الصحف العالمية تسخر من «تبليط» هرم منكاورع: «عاوزين نعدل برج بيزا المائل»!
تناولت عدد من الصحف والمواقع العالمية، تصريحات د.مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، بشأن مشروعه لتكسية هرم «منكاورع» بالجرانيت بسخرية. إذ تطرقوا لإيضاح عدد من آراء الخبراء الذين عبروا عن رفضهم بشدة وطالبوا بإيقاف تنفيذ هذا المشروع.
ART NEWS: عبث في إدارة التراث
في البداية استعرضت “شبكة أي آر تي نيوز” الأمريكية، أهداف المشروع – الذي بدأ تنفيذه بالفعل – بأنه يتمثل في إعادة بناء الغلاف الخارجي من الجرانيت على جوانب هرم “منكاورع” الأربعة. وذكرت أنه عبارة عن شراكة بين الحكومة المصرية وعلماء الآثار اليابانيين. وسيتم تشييد الواجهة بالكتل الأصلية المنتشرة حول قاعدة الهرم. ووفقا لفريق المشروع. فقد تم إزاحة الكتل خلال زلزال خلال الألف عام الماضية.
واستعانت الشبكة بتصريحات وزيري في مقطع الفيديو الذي نشره. ويقول فيه: “كان هناك العديد من المشاريع عبر التاريخ والتي أطلق عليها اسم “مشروع القرن”. ولكن في رأيي، فإن مهمة ترميم الغلاف الجرانيتي لهرم منقرع لا تقل أهمية وحاسمة”. ووصف المشروع بأنه “هدية من مصر للعالم” والذي سيتيح “أول مشاهدة كاملة” لهرم منقرع في العصر الحديث.
لكن الفيديو أثار غضب وسخرية الخبراء، وقالت عالمة المصريات مونيكا حنا: «مستحيل.. الشيء الوحيد الذي ينقصنا هو إضافة البلاط إلى هرم منقرع. متى سنوقف العبث في إدارة التراث المصري؟ وأضافت: “جميع المبادئ الدولية المتعلقة بالتجديدات تحظر مثل هذه التدخلات”.
تقويم برج بيزا المائل!
وقال معلقون آخرون مازحين إن فريق المشروع يجب أن يضم ورق جدران وطلاء. وتساءلوا: “متى سيتم التخطيط لمشروع تقويم برج بيزا؟” تم تثبيت برج “بيزا” المائل لإبقائه في وضع مستقيم.
ولا يزال المزيد من النقاد يشككون في الهدف الحقيقي وراء هذا المشروع المكلف خلال فترة الانكماش الاقتصادي الأخيرة في مصر.
صحيفة Guardian: فكرة سخيفة
لم يختلف الرأي كثيرا عما استعرضته صحيفة “جارديان” البريطانية، التي نشرت تقريرا يحمل عنوان “فيديو يظهر تجديد الهرم المصري يثير الغضب”. واستكملت أن العمل على ترميم طبقة الجرانيت التي كانت تغطي الهيكل القديم، فكرة سخيفة.
واستعانت في هذا التقرير بتغطية وكالة “فرانس برس”. والصور الخاصة التي توضح البدء بالفعل في المشروع دون تشكيل لجنة مُسبقة في مصر من خلال الحفر ونقل الحجارة.
وتستكمل الصحيفة البريطانية: “أثار مقطع فيديو يظهر أعمال التجديد لإعادة ترميم هرم منقرع بالجرانيت في مصر، انتقادات للمشروع. حيث شجب أحد الخبراء سخافته”. وقال وزيري، الذي يرأس البعثة المصرية اليابانية المسؤولة عن المشروع: من المقرر أن يستمر العمل ثلاث سنوات وسيكون “هدية مصر للعالم في القرن الحادي والعشرين”.
ورق حائط على الأهرامات
لكن تحت الفيديو، ترك العشرات من الأشخاص الغاضبين تعليقات تنتقد العمل. وكان رد فعل المعلقين الآخرين بسخرية. “متى سيتم التخطيط لمشروع تقويم برج بيزا؟”. وتساءل آخر: “بدلا من حجار الجرانيت.. لماذا لا نلصق ورق حائط على الأهرامات”.
غالبًا ما تكون قضية الحفاظ على التراث في مصر – التي تستمد 10٪ من نتاجها المحلي الإجمالي من السياحة – موضع نقاش ساخن.
أدى التدمير الأخير لمناطق بأكملها في المنطقة التاريخية بالقاهرة إلى تحركات قوية من قبل المجتمع المدني، المحظور إلى حد كبير من النشاط السياسي. والذي يركز الآن الجزء الأكبر من معركته مع الحكومة على قضايا التخطيط الحضري والتراث.
وتركز النقاش في الآونة الأخيرة على مسجد أبوالعباس المرسي الذي يعود تاريخه إلى القرن الخامس عشر في مدينة الإسكندرية الساحلية، ثاني أكبر مسجد في مصر. وأعلنت السلطات المحلية إجراء تحقيق بعد أن قرر المقاول المسؤول عن التجديد إعادة طلاء أسقف المسجد المزخرفة والمنحوتة والملونة باللون الأبيض.
توقف المشروع
من ناحية أخرى، استعانت صحيفة “بيزنس انسايدر” الأمريكية، بآراء الخبراء بشأن مشروع تغطية هرم “منكاورع” بالجرانيت. وذكرت أنه حصد ردود فعل متباينة بين خبراء التراث والعامة حول العالم.
واستعرضت صور التقطها خالد دسوقي في 29 يناير، يتضح بها رفع حجر بواسطة رافعة. وقال حسين بصير، مدير الآثار بمكتبة الإسكندرية، إنه ينبغي التعامل مع المشروع بحذر شديد وبعد النظر في المخاطر المتعددة فقط، حسبما ذكرته الصحيفة.
وفي الوقت نفسه، قالت سليمة إكرام، عالمة المصريات بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، للموقع إن المشروع يمكن أن ينجح “طالما أن الحجارة المستخدمة هي تلك الموجودة حوله. وعدم إضافة أحجار جديدة لا تنتمي إلى الهرم”.
ومن غير الواضح ما إذا كان هذا جزءًا من الخطة، ودفعت ردود الفعل القوية وزارة الآثار المصرية إلى المطالبة بالتوقف مؤقتًا لإعادة دراسة جدوى المشروع.
ردود فعل عنيفة
“دعونا نقوم برج بيزا المائل” هذا التعليق الأبرز هو ما بدأت به موقع “فوكس نيوز” الأمريكي تقريرها عن اقتراح تجديد هرم “منكاورع” في الجيزة. وأشارت إلى أن هذا المشروع أثار رد فعل عنيف عالميا. وواجه اقتراح تجديد أحد أهرامات الجيزة الثلاثة ردود فعل من النقاد.
تم بناء هرم منقرع حوالي عام 2500 قبل الميلاد، ويبلغ ارتفاعه أكثر من 200 قدم. ولكن منذ ذلك الحين تعرض للتآكل بسبب التآكل والتخريب. كان ما يقرب من ثلث الهيكل مكسوًا بكتل الجرانيت. وكما ذكر موقع القناة الأمريكية، دفعت ردود الفعل العنيفة وزارة الآثار المصرية إلى تشكيل لجنة من الخبراء لتقييم المشروع. ومن المتوقع صدور الحكم في الأيام المقبلة.
التحقيق بشأن مسجد أبوالعباس المرسي
أثارت أعمال تجديد هرم منقرع الشهير في الجيزة انتقادات على منصات الإنترنت خلال الأيام الماضية. ويسلط الحديث عن هذا المشروع الضوء على مخاوف أكثر أهمية بشأن الحفاظ على تاريخ مصر، التي تعتمد بشكل كبير على السياحة.
وذكرت: “مؤخرا، تم تدمير منطقة القاهرة القديمة، مما أدى إلى تعبئة المجتمع المدني حول التخطيط الحضري والقضايا التاريخية. وبالمثل، قامت السلطات في الإسكندرية مؤخراً بالتحقيق في قرار إعادة طلاء أسقف مسجد أبوالعباس المرسي باللون الأبيض بعد تجديده في القرن الخامس عشر”.
الحفاظ على الهيكل كما هو!
“هرم منكاورع بالفعل يبدو مختلفا عن الماضي.. لكن فكرة إعادة كسوته ليست أقل من مرعبة”. بهذا الوصف بدأ موقع “جلوبال نيوز” الأمريكي تقريره عن مشروع كسوة الهرم.
وانتقد آخرون المشروع في تعليقات وزيري أنه قد يحاول تصحيح ميل برج بيزا المائل الشهير بعد ذلك. واستعانت صحيفة “تيليجراف” البريطانية آراء عدد من الخبراء وعلماء المصريات. الذين شككوا في الحاجة إلى إعادة إنشاء الكسوة في مشروع ترميم الجيزة. ويقولون إنه يجب الحفاظ على الهيكل كما هو.
ووصفت خطة تغطية هرم الجيزة بكسوة من الجرانيت بأنها “سخيفة” بعد أن وعد مؤيدوها بأنها ستقدم “هدية من مصر إلى العالم”. وردا على الانتقادات، قالت وزارة الآثار المصرية إنها شكلت لجنة من الخبراء لفحص المشروع. ومن المتوقع أن يصدر الحكم بشأن الخطة خلال الأيام المقبلة.
مطالب ببقاء أعجوبة الأهرامات سليمة
“إنهم… يقومون بترميم أحد أهرامات الجيزة.. ليس هناك مزحة أو متعة إنه مشروع حقيقي”، لخص موقع مخاوف محبي الآثار المصرية حول العالم من فكرة كسوة هرم منكاورع بالجرانيت.
ووصفت المشروع بأنه “تبليط الهرم”، وأوضح التقرير أن ذكر كلمة “تبليط” للسخرية من الفكرة خاصة عند التعامل مع هذه الكتل العملاقة من الجرانيت. وأشارت إلى أن العالم لم يبدو مسرورا من هذه الفكرة. إذ أثار هذا الإعلان على الفور ردود فعل عنيفة على الإنترنت. وأردفت: “الوقت وحده هو الذي سيحدد نتائج هذا المشروع. ونأمل أن تظل أعجوبة الأهرامات القديمة سليمة”.
وقال أحد مستخدمي فيسبوك في تعلي: “لقد اعتدنا على ذلك، واعتاد العالم على رؤية بانوراما الأهرامات كما هي الآن. إنها مرتبطة في أذهان العالم كما هي الآن. ماذا لو تم تغيير هذا المعلم الإنساني؟”. لكن آخرين يجدون الفكرة سخيفة. “متى سيتم التخطيط لمشروع تقويم برج بيزا”، وكتب أحد المعلقين: “أيها العالم، اترك تراثنا وشأنه”.
اقرأ أيضا:
خبراء عن «تبليط الهرم»: البحث عن مراكب الشمس سر الحفائر الخفية حول الهرم