«الحميرة».. ينتظرها أطفال الصعيد بـ«السعف والبيض»
“يبدأ بتحضير سبت من السعف، يوضع به البيض الملون، وفي الظهيرة يكسر البيض، وتتناول الأسر الفطير المشلتت والعسل والجبنة”.. هكذا يحتفل أسر الصعيد بيوم “الحميرة” أو الجمعة الكبيرة.
“الحميرة” من العادات التي توارثها الأطفال في الصعيد؛ من حيث الاحتفال والذي يختلف الاحتفال به عن مدن القاهرة، إذ يلون البيض ويؤكل الفسيخ في القاهرة يوم شم النسيم.
أما في قرى الصعيد يخصص يوم لذلك؛ يسمى “الحميرة”؛ يصنع فيه الأطفال سبت من السعف يضعون فيه البيض الملون ويحتفلون به عن طريق “طقش البيض”؛ إذ يكسر كل طفل بيضة الآخر ، ومن تكسر بيضته يأخذ الاثنين وبعد الانتهاء يتناول الأطفال مع أسرهم وجبة العسل الأسود والجبنة القديمة والفطير المشلتت والبيض الملون، في الظهيرة.
وتختلف ألوان البيض على حسب الماده المضافه لتلوينه، فالبيضة الحمراء تلون بالكركديه والبيضة الصفراء بورق البصل، والبيضة الخضراء بالبرسيم أو حديثا تضاف الألوان الصناعية للبيض، وأي إن كان مسماها “الحميرة” أو الجمعة الكبيرة ستظل عادة راسخة في أذهان أطفال القرى في الصعيد ينتظرونها كل عام، ليعبروا بها عن فرحتهم وسعادتهم.
وحول عادة تلوين البيض، يقول الكاتب فتحي عبد السميع، في تصريحات سابقة لـ”باب مصر”: “المظاهر الخارجية لتلوين بيض شم النسيم تتطابق عند المصريين جميعا.. والعبرة في العبادة بالحالة الجوانية للمُحْتَفِل.. فإن ارتبط تلوين البيض برمزية قبر المسيح.. وتذكار ظهوره لاثنين من تلاميذه بعد قيامته في فجر الأحد فهو عبادة، وإن لم يرتبط بها فهو عادة.. سواء أكان المحتفل مسيحيا أو مسلما.. وفي تلك الحالة يكتسب تلوين البيض قيمته بوصفه طقسا اجتماعيا تقف حدوده عند أبعاده الجمالية والترويحية.
ويضيف أن “تلوين البيض في ظل ارتباطه بمعتقد يصبح أكثر قوة واستمرارية وتأثيرا في الوجدان.. وكما تقوم العادة بالحفاظ على المعتقد.. يقوم الأخير بالحفاظ عليها، وترسيخها، وتعميق قيمتها الوجدانية.. وفق نصيب المُحْتَفِل من زيادة الإيمان أو نقصانه”.