"التنقطعت" وربط الراية ووليمة الحج طقوس "سيوية" في رحلات الحجيج
كتب- محمد جيري
“دجبل دجبل دجبولا إن شاء الله جوسد يتشورا، دجبل دجبل دجبولا، إن شاء الله زيارة مقبولة، دجبل دجبل دجبولا، ارغيف يقورة جبتالولا دجبل دجبل دجبولا” كلمات تنشدها فتيات سيوة أثناء تأدية أقاربهن مناسك الحج، مع ترديد بعض الأدعية الأخرى، وإعداد الولائم وربط الراية.
هذه الأناشيد هي أحد تلك الطقوس، التي يتبعها أهالي سيوة خلال رحلة الحجيج، بداية من إعداد الأمتعة وحتى عودة الحاج، ترويها لنا نعمة كيلاني، الباحثة بمجال التراث السيوي، العاملة بمركز سيوة لتوثيق التراث الحضاري والطبيعي.
إعداد الأمتعة
يقدد اللحم المجفف للحاج ويوضع في أكياس قماش، إضافة إلى المجردج، والتنقطعت، والتوابل، والدشيش، وليمون معصور في السكر بعد تجفيفه، وفي ليلة السفر تطهى له بطة، أو دجاجة بلدي وتلف بالرقاق، ليأكلها في الطريق وتسمى “المتعت”.
عشية السفر
يستقبل الحاج الأهل والأقارب والجيران في منزله، ويستمعون للإنشاد الديني، ثم يودعونه في الصباح الباكر بالملابس البيضاء، ويتبعه الرجال والفتيات ممسكين بسعف النخيل إلى مشارف البلدة، بينما يدع النساء له.
التنقطعت
وجبة حادقة للإفطار يوضع عليها اللبن الرايب، ولكن في الآونة الآخيرة بدأ الناس في طهيها بالحلبة، ولكنها بالسكر بجانب النوع الأول.
ربط الراية
يأتي اثنان من أقارب الحاج لربط الراية وهي سبع سعفات من جريد النخل، وراية بيضاء مطرز عليها بالصوف “الله أكبر”، “حج مبرور وذنب مغفور”، وتعلق الراية على سطح منزل الحاج، ويعد طعام مخصوص لمن يربطها: زوج من الحمام ، وسلق 6 بيضات وتعطى له فور نزوله من ربط الراية، ورابط الراية لا بد أن يكون اسمه من أسماء الصحابة أو من أسماء الأنبياء.
“تازة نالباخرة”
في اليوم الثالث من سفر الحاج يطهى “ادشيش” أو “تنقطعت” أو أي طعام آخر، ويتم دعوة النساء والأطفال لتناول الطعام بعد أن يتأكدوا أن الحاج قد ركب الطائرة أو الباخرة، وهو ما يسمى بـ”تازة نالباخرة”.
استعدادات استقبال الحجيج
يقول محمد علي، ابن قبيلة الحمودات- 70 عامًا، في يوم وقفة عرفات يطهى طبق “تاجلا انتيني” ويدعى الأطفال والنساء للطعام، ويوم التاسع من محرم في احتفال عاشوراء يُخرج أهل الحاج طبق من الكسكسي للأطفال المحتفلين بعاشوراء، ويتناولوه أسفل الراية، ويصعد رجل إلى الراية، ويصنع ثقب في الصرة التي بها تراب ويبدأ التراب في النزول.
ويقال إنه بنزول آخر حبة تراب يعود الحاج لمنزله، ويسمى هذا “آفرفار الرايت”، وفي يوم عاشوراء تتجمع النسوة من أقارب الحاج والجيران لعمل “تمحار نالحجاج”، وهي أطباق صغيرة من الفخار تزين بحنة تستخدم في توزيع الهدايا بعد عودة الحاج.
وليمة الحج
“أرز باللحم”، يدعى المعارف والجيران لها قبل عودة الحجيج بمدة، وفي ليلة عودة الحجيج، يتجمع الناس، وتذبح الذبائح، ويعد الخبز، وتسمى هذه الليلة “الليلت ناظهار”، أى ليلة السهر للإعداد لاستقبال الحاج، وفي الصباح يخرج الرجال إلى منطقة “راطي” وهى منطقة بمشارف سيوة، وكل أقربائه وجيرانه، لاستقباله – ماعدا زوجته تمكث في البيت وتنتظر- مرددين قصائد استقباله ومنها “الأشواق”.
وبعد عودة الحاج مباشرة يتناول المدعوين الطعام وليمة الحج في الأفطار وهو ما كان يتبع سابقا، أما الآن وليمة الحج في الغداء أو العشاء، كما أن دخول الحجيج للبلدة أصبح في أي وقت وليس شرط أن يكون في الصباح الباكر.
اقرأ الموضوع كاملًا من هنا