“التلي” رموز وحكايات
“العروسة” و”الحراس” و”محمل النبي” و”الصليب” نقوش من خيوط فضية تغزل الصبر، والتاريخ المتناغم في جمال وفن من صنع الأيادى المصرية، ولكل رمز معنى، هكذا تؤكد نوال المسيري في كتابها ” The Making of a Traditional Artist”، صناعة فنان التراث عن دار نشر سبيريت 2009.
هذا الكتاب الثمين يوثق دراسة أجرتها المسيري عن تاريخ فن التلي فى جزيرة شنداويل وقرية أخميم بمحافظة سوهاج، وتقول الأسطورة إن جزيرة شندويل سميت على اسم أميرة فرعونية، اسمها شند واسم أبيها ويل، وقد سافر بها فى جميع ربوع البلاد بحثا عن دواء لمرضها الصدري، وبعد بحث مضن عثر الفرعون على مكان مناخه مناسب لشفاء ابنته، فسمى الجزيرة على اسمها، وعاشت وتزوجت هناك من أهل الجزيرة.
أما عن أخميم في سوهاج (أخميم إحدى مدن سوهاج حاليًا) فسميت على اسم إله الخصوبة “مين” ثم حرف الاسم على مر العصور حتى أسماها العرب “أخميم”، هذه المدينة تخبىء في قلبها تاريخ الفن اليدوي والتطريز، يعود لما بين 3 إلى 4 آلاف سنة تقريبًا، وتؤكد الدراسة أن المدينة منبع رئيسي لهذا الفن والنسيج بديع الصَنعة.
وفن التلي يعني موتيفات شعبية فضية على خلفية من القماش الأسود أو الأبيض، كل نقشة تصاغ بخيوط معدنية، حتى لا يمكن أن تعرف الفرق بين ظهرها ووجهها، أما عن معنى الرموز أو الموتيفات الشعبية، فعددهم نحو 40 رمزًا ما بين شكل العروسة والحرس والجامع وصليب.
من تراثنا المصرى القديم : نقشة النجوم بنفس طريقة رسم النجوم فى المعابد المصرية القديمة.
صورة من الكتاب
المثلث يبدأ وينهي طرحة العروس، لأنه يرمز للحجاب الذي يحجب عنها الشر والحسد، كما يرمز أيضا إلى الهرم، ذلك الشكل الهندسي المرتبط في المعتقد القديم بقدس الأقداس، وكذلك يوجد نقشة الطبلة، التي يُرمز لها بشكل مختلف عن المتعارف عليه لأنها مرسومة، وهي تصدر رنين إيقاعها حتى يعرف من يراها أنها أداة موسيقية.
الطبلة والمثلث
والتلي حاليا بدأ يزين المفارش والستائر والفساتين والشنط، ولم يعد حصريًا على الجلاليب والطرح التقليدية، فهذا الفن أعيد إحيائه، وحاليا يمثل مصر في أسواق التجارة العالمية، وبدأ يظهر على استحياء في الأسواق المحلية، بعد أن استلهمه الكثير من الفنانين المصريين والمصممين والمهتمين بإحياء التراث.